تعمل البحرية الأميركية على تحقيق هدفها المتمثل في ضمان جهوزية 75 سفينة حربية قادرة على تنفيذ المهام للانتشار حول العالم في أية لحظة.
ويتطلب تحقيق ذلك تنسيقا لوجستيا استثنائيا ويسلط الضوء على القوة البحرية الأميركية في ظل تنامي المتطلبات العملياتية.
ولدعم هذه الجهوزية، تعمل البحرية على توسيع خطتها في بناء السفن، مضيفة مدمرة صواريخ موجهة جديدة من فئة أرلي بيرك إلى جدول الإنتاج لعام 2023.
وتهدف البحرية مدعومة من الكونجرس ووزارة الحرب، إلى إضافة مدمرتين جديدتين سنويا ما يعزز أهداف التحديث على المدى الطويل.
وتمثل المدمرات من فئة أرلي بيرك والتي تم نشرها لأول مرة في عام 1991، حجر زاوية في الحرب السطحية الحديثة.
وقد قامت البحرية الأميركية بإدخال 73 سفينة إلى الخدمة، مع تطور تصاميمها عبر عدة نسخ بدءا من فلايت 1 ووصولا إلى نسخة فلايت 3 الأحدث.
ومع مرور الوقت، ازداد طول الهيكل من 154 مترا إلى أكثر من 155 مترا ما يعكس تحسينات في القدرات وإضافة حظيرتين للطائرات.
وزادت الإزاحة من 8230 إلى 9700 طن طويل، مع سرعة قصوى تبلغ 30 عقدة وتوفرها 4 توربينات غازية تولد قوة قدرها 100 ألف حصان.
ويتسع هيكل فلايت 3 لطاقم مكون من 329 فردا، بما في ذلك 41 ضابطا و27 ضابط صف و291 بحارا مجندا.
قدرات متعددة الاستخدامات ومتعددة المهام
هذا وتعمل المدمرة من فئة أرلي بيرك كقوة رئيسية مرنة قادرة على القيام بمهام متعددة.
فتنفذ عمليات حربية مضادة للطيران، منها عمليات الانتشار الأخيرة في البحر الأحمر حيث تدعم دفاع الحلفاء ضد الهجمات الحوثية في اليمن.
كما تنفذ المدمرات مهاما حربية مضادة للغواصات، فتحمي المضائق البحرية الحيوية مثل باب المندب ومضيق هرمز.
وإن هذه السفن المزودة بنظام السونار المثبت على الهيكل طراز إي إن/إس كيو إس-53سي ونظام السونار المجرور بالإضافة إلى 6 طوربيدات إم كي-46، تستطيع اكتشاف التهديدات تحت الماء وتحديد موقعها وتصنيفها واستهدافها مع الدفاع عن نفسها وعن السفن المجاورة في الوقت عينه.
وتحمل كل مدمرة ما يصل إلى مروحيتين من طراز إم إتش-60 آر سي هوك لامبس 3 تجمع بين القدرات المضادة للغواصات والمضادة للسفن السطحية وقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في آن واحد.
كذلك، تأتي السفن مسلحة بصواريخ توماهوك الموجهة للهجوم البري وقد استخدمت بشكل خاص في الضربة التي شنت في 21 حزيران/يونيو 2025 على البنية التحتية النووية بإيران، إلى جانب صواريخ هاربون المضادة للسفن للضربات السطحية فوق الأفق في كافة الظروف الجوية.
وبفضل الاستثمار المستمر والنمو الاستراتيجي، تضمن خطة البحرية الأميركية المتعلقة بتوافر 75 سفينة حربية وجود أسطول جاهز عالميا وقادر على ردع العدوان وإظهار القوة عبر محيطات العالم.
ويعزز الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والمرونة في تنفيذ المهام المتعددة والقدرة على الانتشار السريع مكانة البحرية كقوة بحرية بارزة على مستوى العالم.
![مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس فيتزجيرالد (دي دي جي 62) تبحر في خليج عدن، في 30 نبسان/أبريل 2022. [البحرية الأميركية]](/ssc/images/2025/10/23/52431-uss_fitzgerald-600_384.webp)