خلال السنوات الأخيرة، وسع سلاح الجو الأميركي القواعد الأمامية لقوات قاذفاتها الاستراتيجية، ما أدى إلى تعزيز اعتمادها لمبدأ الانتشار القتالي المرن.

إن توسيع القواعد الأمامية يعني أن قاذفات سلاح الجو الأميركي قادرة على الضرب بسرعة والاستجابة بمهارة للتهديدات والمواقف الناشئة.

يعتمد مفهوم الانتشار القتالي المرن على قوة طائرات مرنة ومتمركزة في القواعد الأمامية.

يركز هذا المفهوم على القواعد العنقودية المتناثرة بدلا من المنشآت العسكرية الكبيرة التقليدية.

فتناثرالقواعد يعقد قدرة الخصم على التخطيط، إذ تكون قواته عاجزة عن التنبؤ بالمكان الذي قد تأتي منه الضربات والاستجابات أو المكان الذي تتمركز فيه الأصول العسكرية.

من خلال اعتماد نهج الإنتشار القتالي المرن، يستطيع سلاح الجو الأميركي نشر القواعد والعناصر والطائرات عبر مجموعة من مواقع التشغيل الأمامية.

وتتيح القواعد الأمامية على وجه الخصوص لسلاح الجو الاستفادة من أصول وقدرات الدولة المضيفة وتعزيز التشغيل البيني مع شركاء الأمن.

مؤخرا، وتحديدا في 2 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن سلاح الجو الأميركي أنه نشر قاذفات من طراز بي-52 في الشرق الأوسط، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إرسال هذه القاذفات إلى قاعدة بالمنطقة منذ عام 2019.

وقال مسؤولون أميركيون لمجلة القوات الجوية والفضاء إن الانتشار تضمن ست طائرات من طراز بي-52، وسرب من طائرات إف-15إي سترايك إيغل، وطائرات تزود بالوقود جوا.

وحول عملية النشر هذه، قال المتحدث باسم البنتاغون اللواء بات رايدر في بيان "إذا استخدمت إيران أو شركاؤها أو وكلاؤها هذه الخطوة لاستهداف أفراد أميركيين أو مصالح أميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا".

تفعيل التمركز في قواعد أمامية

لطالما استخدمت الولايات المتحدة القاذفات المتمركزة في قواعد متقدمة لدعم مجموعة من العمليات.

يتضمن أسطول القاذفات التابع لسلاح الجو الأميركي القاذفاتبي-52 ستراتوفورتريس، بي-1بي لانسر and بي-2 سبيريت.

في عام 2016، قام سلاح الجو الأميركي بتشغيل أسطول من طائرات بي-52 من قاعدة في قطر لدعم العمليات ضدتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وفي السنوات الأخيرة، وسع نطاق تواجد أسطوله من القاذفات على مستوى العالم من خلال التمركز في مجموعة كبيرة من المواقع.

في آب/أغسطس الماضي، تم نشر طائرتين من طراز بي-2 سبيريت في قاعدة كيفلافيك الجوية في أيسلندا للمشاركة في عمليات فرقة القاذفات إلى جانب حلفاء الناتو، كما أكملت طائرتان من طراز بي-52 أول انتشار على الإطلاق إلى قاعدة ميخائيل كوجالنيشينو الجوية في رومانيا في تموز/يوليو.

وأعلن حلف شمال الأطلسي في أيار/مايو الماضي أنه تم نشر أربع طائرات من طراز بي-52 في قاعدة فيرفورد التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية لتعزيز قدرة القوات المتحالفة مع حلف شمال الأطلسي على التدريب معا وتعزيز التشغيل البيني والتعاون فيما بينهم.

إلى هذا، أرسل سلاح الجو الأميركي قاذفتين من طراز بي-1بي لانسر إلى قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا في نيسان/أبريل، وأرسل قاذفتين أخرتين من طراز بي-1بي إلى قاعدة مورون الجوية في إسبانيا قبل شهر واحد فقط.