تشكل قوة مهام القاذفات التابعة للولايات المتحدة أداة حيوية للقوة الجوية الأميركية والأمن العالمي، إذ تعمل على نشر القوة الجوية إلى مناطق بمختلف أنحاء العالم وعلى دعم الدول الحليفة.
وتأسست قوة مهام القاذفات عام 2018 وتشمل مهامها النشر المنتظم والروتيني لقوات القاذفات الأميركية حول العالم لتطوير القدرة على العمل من مواقع غير مألوفة والتكامل مع الحلفاء والدول الشريكة.
كان للقاذفات الأميركية في السابق وجود مستمر في القواعد الأمامية. وكانت المهام تشمل عادة نشر القاذفات الأميركية في مواقع مختلفة في الخارج لفترة من الوقت، وكان التخطيط لها يتم بشكل متعمد وقبل وقت طويل من تنفيذها.
أما اليوم، فيسمح نموذج قوة مهام القاذفات للقاذفات الاستراتيجية بالتحليق من دون سابق إشعار. ومنذ إطلاق نموذج قوة مهام القاذفات، هبطت القاذفات الأميركية للمرة الأولى في أماكن لم يكن لها تواجد دائم بها مثل رومانيا وأيسلندا.
وتقوم هذه العمليات بتعزيز فرص التدريب الإقليمي ودعم التكامل مع القوات الحليفة، إضافة إلى ضمان الجهوزية العملياتية للاستجابة للتهديدات الناشئة.
ويتضمن أسطول قوة مهام القاذفات نحو 140 قاذفة نشطة بعيدة المدى، بما في ذلك طائرات بي-52 إتش ستراتوفورتريس وطائرات بي-2 إيه سبيريت وبي-1 بي لانسر.
وتطور نموذج نشر قوة مهام القاذفات على مر السنين كطريقة لنشر قوة مهام متخصصة في قيادة قتالية جغرافية مثل القيادة المركزية الأميركية أو القيادة الأميركية في أوروبا، من أجل خدمة الأولويات الفريدة لهذه القيادات.
امتداد عالمي
وتواصل الولايات المتحدة إظهار استعدادها لدعم الشركاء الرئيسيين بالقاذفات الاستراتيجية القادرة على التحليق بدون سابق إشعار.
ومؤخرا، غادرت 4 قاذفات من طراز بي-52إتش ستراتوفورتريس تابعة لسلاح الجو الأميركي قاعدة فيرفورد التابعة للقوات الجوية الملكية بإنجلترا في 13 كانون الأول/ديسمبر، بعد مهمة ناجحة لنشر قوة مهام القاذفات.
قالت قيادة القصف الشامل في سلاح الجو في بيان إن عملية النشر شملت سلسلة مهام تدريب مع أصول أخرى لسلاح الجو الأميركي في المنطقة ودول متعددة، من بينها فنلندا والسويد وليتوانيا وإيطاليا والنرويج والمملكة المتحدة وجمهورية التشيك والمغرب.
وشكلت عملية النشر هذه حدثا تاريخيا إذ نفذت طائرات بي-52 أول عملية إسقاط حي للأسلحة في فنلندا، مما أظهر قابلية التشغيل البيني المعززة مع حليف جديد في حلف الشمال الأطلسي.
وفي الشرق الأوسط، ركزت مهام قوة مهام القاذفات على تعزيز الشراكات من خلال التدريب على الدعم الجوي القريب وتمارين التكامل. وشملت هذه الجهود تعاونا مع القوات الجوية السعودية والكويتية حيث رافقت مقاتلاتها القاذفات الأميركية أثناء العمليات الإقليمية.
كما استضافت أيضا قاعدة العديد الجوية في قطر قاذفات أميركية في الماضي، بما في ذلك في عامي 2018 2019.
وتواصل قوات مهام القاذفات الأميركية العمل مع سلاح جو الدول الشريكة حول العالم لتطوير القدرات العملياتية المشتركة بهدف تعزيز السلام والأمن العالميين.