أثبت قوة مهام القاذفات الأميركية نفسها كمكون عالي الدقة وفتاك في العمليات العسكرية العالمية، خاصة عندما يتم دمجها مع صواريخ المواجهة جو-أرض المشتركة (جاسم).
وتشمل مهام قوة مهام القاذفات التي تأسست عام 2018، مهام النشر المنتظم والروتيني لقوات القاذفات الأميركية حول العالم لتطوير القدرة على العمل من مواقع غير مألوفة والتكامل مع الحلفاء والدول الشريكة.
وفي الماضي، كان يتعين على الولايات المتحدة التخطيط لوقت طويل قبل نشر القاذفات.
أما اليوم، فبات نموذج قوة مهام القاذفات يسمح للقاذفات الاستراتيجية بالتحليق من دون سابق إنذار، وقد هبطت القاذفات الأميركية لأول مرة في أماكن لا تواجد دائم فيها لقاذفات أميركية بما في ذلك رومانيا وأيسلندا.
وتقوم هذه العمليات بتعزيز فرص التدريب الإقليمي ودعم التكامل مع القوات الحليفة، إضافة إلى ضمان الجهوزية العملياتية للاستجابة للتهديدات الناشئة.
وتطور نموذج نشر قوة مهام القاذفات على مر السنين كوسيلة لنشر قوة مهام متخصصة في قيادة قتالية جغرافية لخدمة الأولويات الفريدة لكل قائد.
اسطول القاذفات
ويتألف أسطول قوة مهام القاذفات من نحو 140 قاذفة نشطة بعيدة المدى، بما في ذلك طائرات بي-52إتش ستراتوفورتريس وبي-2 سبيريت وبي-1بي لانسر.
وإن الطائرة بي-1بي هي قاذفة ثقيلة أسرع من الصوت ذات جناح متغير تستطيع حمل ما يصل إلى 34 ألف كيلوغرام من الذخائر، علما أن هذه أكبر حمولة تقليدية من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة في مخزون سلاح الجو الأميركي.
وإنها مزودة بأجنحة ذات هندسة متغيرة ومحركات توربوفان توفر مدى طويلا وسرعة عالية وقدرة أكبر على الصمود، هذا بالإضافة إلى نظام استهداف راداري متطور وتدابير إلكترونية مضادة.
أما طائرة بي-2 سبيريت، فتتميز بتكنولوجيا تجعلها صعبة الرصد ما يمكّنها من اختراق أعماق أراضي العدو لتوجيه الذخائر التقليدية والنووية.
وتكمن ميزتها الأساسية في تصميم جناحها الطائر الذي يكسبها كفاءة ديناميكية هوائية عالية وقدرة حمولة كبيرة، ما يسمح لها بتنفيذ مهام طويلة المدى وعالية الارتفاع بقوة نيران كبيرة.
ومن جهتها، تتمتع القاذفة بي-52 إتش ستراتوفورتريس بالقدرة على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام بما في ذلك الهجوم الاستراتيجي والدعم الجوي القريب والاعتراض الجوي والعمليات البحرية.
ويمكنها أن تحمل أكبر مجموعة من الأسلحة الموجودة في المخزون الأميركي، بما في ذلك الذخائر النووية والذخائر التقليدية الموجهة بدقة.
وتأتي الطائرة مزودة بأنظمة استهداف متطورة وقدرات رؤية ليلية تعزز فاعليتها القتالية في جميع الظروف الجوية وأثناء العمليات الليلية.
ضربات بعيدة المدى
هذا وتستطيع القاذفات الثلاث حمل صاروخ جاسم وهو صاروخ موجه بعيد المدى يطلق من الجو ومصمم لضرب أهداف عالية القيمة ومحمية بشدة من مسافات تصل إلى 370 كيلومترا.
وفي هذا الإطار، يعزز جهاز استكشاف متطور يعمل بالأشعة تحت الحمراء وهيكل ذو قدرة رصد منخفضة ونظام ملاحة داخلية مدعوم بالنظام العالمي لتحديد المواقع من دقة الصاروخ وقدرته على التخفي. ويسمح له ذلك باختراق شبكات الدفاع الجوي الكثيفة وضرب الأهداف عالية القيمة بدقة عالية.
وتم تصميم الهيكل الذي يصعب رصده للتهرب من الدفاعات الجوية المتطورة للعدو، بما في ذلك أنظمة مثل إس-300 ونماذجها الأحدث.
ويستطيع الصاروخ تخزين نماذج استهداف ثلاثية الأبعاد لما يصل إلى 8 أهداف مقصودة، ولا يتخطى الخطأ الدائري المحتمل لديه حدود الـ 3 أمتار.
ويزيد وزنه عن ألف كيلوجرام ويحتوي على رأس حربي مخترق ومتفجر يبلغ وزنه 432 كيلوجراما، ما يجعله فعالا ضد الهياكل المحصنة والبنى التحتية الحيوية للعدو.
هذا وشهد صاروخ إيه جي إم-158 جاسم أول استخدام قتالي له في نيسان/أبريل 2018 خلال غارات على مركز برزة للأبحاث والتطوير في سوريا. فأسقطت الولايات المتحدة 19 صاروخا من طراز جاسم-أيه لتدمير المنشأة التي كانت تصنّع الأسلحة الكيميائية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، استخدمت الولايات المتحدة عدة صواريخ جاسم ذات المدى الممتد في العملية العسكرية ضد زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي في سوريا.
ويعزز نموذج صاروخ جاسم ذات المدى الممتد بشكل ملحوظ مدى الصاروخ فيصل إلى ألف كيلومتر.
ومن المنتظر تحديث صاروخ جاسم ذات المدى الممتد باستخدام رابط بيانات الأسلحة، ما يتيح له تصحيح مساره بعد الإطلاق وهي ميزة حيوية للاشتباك مع الأهداف البرية والبحرية.
[email protected]
رد