مع سعة حمولتها الاستثنائية ومرونتها وقدرتها على القيام بمهام متنوعة، تُعد بي-52 ستراتوفورتريس، قاذفة القنابل الثقيلة دون سرعة الصوتية، الأقوى لدى سلاح الجو الاميركي لأداء جميع المهام حول العالم مهما كانت الأحوال.
على الرغم من أن النموذج الأولي للطائرة بي-52 قد حلق لأول مرة في عام 1954 وشاركت النماذج اللاحقة في العمليات الأميركية خلال حرب فيتنام، إلا أن الطائرة بي-52 اكتسبت شهرة دولية واسعة عام 1991 خلال عملية عاصفة الصحراء ضمن منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم).
أثناء عاصفة الصحراء، قامت قاذفات بي-52 بإلقاء 40 في المائة من مجمل الذخائر التي أسقطتها قوات التحالف. وقصفت القاذفات منشآت عسكرية ومخابئ محصنة، ما أدى إلى تدمير قدرة الحرس الجمهوري العراقي على احتلال الكويت.
وفي عام 1996، وكجزء من عملية ضربة الصحراء، قصفت طائرتان من طراز بي-52 إيتش منشآت الاتصالات ومحطات الطاقة في بغداد باستخدام 13 صاروخ كروز من طراز إيه جي إم-86 سي التي تُطلق من الجو. ونفذت الطائرتان أطول تحليق على الإطلاق ضمن مهمة قتالية.
بلغت المسافة ذهابا وإيابا 25800 كيلومتر واستغرقت 34 ساعة. ويمكن تمديد مدى قتال طائرة بي-52 دون التزود بالوقود إلى 14200 كيلومتر بفضل قدرتها على حمل عشرات الآلاف من الكيلوغرامات من الوقود.
ولأول مرة منذ عقد من الزمان، عادت القاذفة بي-52 إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية في عام 2016 لدعم عملية العزم الصلب في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
بعد تنفيذ أكثر من 1800 طلعة جوية، تمكنت قاذفات بي-52 ضمن أسراب عدة من أداء مئات المهام المتتالية من دون تسجيل أي تأخير.
ونفذت قاذفات بي-52 أيضا العديد من الطلعات الجوية التي استهدفت حركة طالبان في أفغانستان في الفترة الممتدة بين 2017 و2018.
وباستخدام نموذج دوار متطور من قاذفة القنابل بي-52 ازدادت فيه سعة مخزن القنابل بنسبة 50 في المائة، إلى جانب طائرات أخرى، تمكن سلاح الجو الأميركي من تدمير 70 مختبرا للمخدرات تابعا لطالبان.
سعة الحمولة
تستطيع بي-52 أن تنقل 32 ألف كيلوغراما من الذخائر، بما في ذلك القنابل النووية والتقليدية على حد سواء، والألغام والصواريخ الموجهة بدقة والذخائر الهجومية المباشرة المشتركة (جدام).
ويمكنها حمل مجموعة كاملة من الأسلحة الموجودة في ترسانة سلاح الجو الأميركي، ما يجعلها واحدة من أكثر الطائرات فتكا ومرونة على الإطلاق.
وتعد قاذفة بي-52 مناسبة أيضا لدعم العمليات البحرية، فهي قادرة على نقل وإطلاق صواريخ إيه جي إم-84 هاربون المضادة للسفن بالإضافة إلى الذخائر الخفية التي تزن 450 كيلوغرام من طراز إيه جي-إم 158 المشتركة من الجو إلى الأرض (جاسم).
وبوسعها مرافقة البحرية الأميركية في عمليات زرع الألغام ومراقبة مساحات شاسعة من المحيط. وفي غضون ساعتين فقط، يمكن لقاذفتين من طراز بي-52 مراقبة 364 ألف كيلومتر مربع من المحيط، بحسب ما ذكر سلاح الجو الأميركي.
وبمقدور قاذفة واحدة من بي-52 أن تحمل عل متنها 20 صاروخا من نوع جاسم، أو 20 قنبلة جدام من نوع جي بي يو-31 بوزن 907.2 كجم، أو 32 قنبلة صغيرة القطر.
في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، ذكرت مجلة القوات الجوية والفضائية أن 15 في المائة من أسطول سلاح الجو الأميركي من طراز بي-52 منتشر حاليا في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط، الأمر الذي يعزز موقف الردع للولايات المتحدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم.
واو
ردبعد 70عااااامااااا ماانزل
ردشكرا على اهتمامكم وجزاكم الله خيرا
ردزين
رد