الطائرة بي-52 ستراتوفورتريس هي قاذفة قنابل ثقيلة بعيدة المدى تعد من أعمدة القوة الجوية العسكرية الأميركية وتعتبر من الأصول المهمّة لمراقبة المحيطات والعمليات البحرية.
وصرح مسؤولون في سلاح الجو الأميركي يوم 12 شباط/ فبرايرإن أن أربع قاذفات من طراز بي-52 قد وصلت إلى إنجلترا في شباط/ فبراير لبدء أول عملية نشر للقاذفات في قارة أوروبا هذا العام.
وكانت الولايات المتحدة قد نشرت قاذفات بي-52 في الشرق الأوسط في نوفمبر/تشرين الثاني، في أول عملية نشر من نوعها في قاعدة في المنطقة منذ عام 2019.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول، شاركت قاذفات من طراز بي-52 في عشرات الضربات ضد أهداف متعددة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في وسط سوريا، وفق ما ذكرت القيادة المركزية الأميركية.
حيث أسقطت هذه القاذفات، إلى جانب مقاتلات طراز إف-15 إي سترايك إيغلز وطائرات طراز إيه-10 ثاندربولت 2، حوالي 140 قطعة ذخيرة على أكثر من 75 هدفًا لداعش.
هذا وتستطيع القاذفة بي-52 حمل 32 ألف كيلوغرام من الذخائر، بما في ذلك القنابل النووية والتقليدية والألغام والصواريخ الموجّهة بدقة وذخائر الهجوم المباشر المشترك (جدام).
كما تستطيع هذه القاذفة دعم العمليات البحرية، حيث بإمكانها نقل وإطلاق صواريخ إيه جي إم-84 هاربون المضادة للسفن وكذلك ذخائر المواجهة الجوية المشتركة الشبحية جو-أرض التي يصل وزنها إلى 450 كلغ .
وكذلك الأمر يمكنها مرافقة البحرية الأميركية في عمليات زرع الألغام ومراقبة مساحات شاسعة من المحيط. ففي غضون ساعتين فقط، تستطيع أربع قاذفات من طراز بي-52 مسح مساحة تبلغ نحو 728 ألف كيلومتر مربع، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف مساحة الخليج العربي.
لغم كويك سترايك
كما تستطيع القاذفة بي-52 نشر ألغام كويك سترايك، وهي سلسلة من الألغام التي تزرعها الطائرات في المياه الضحلة والمصمّمة لتعطيل أنشطة العدو البحرية بشكل سرّي.
ويأتي لغم كويك سترايك بثلاث نسخ تعتمد على قنابل إم كي 80 شديدة الانفجار، وهي النسخة إم كي 62 زنة 226.8 كلغ والنسخة إم كي 63 زنة 453.6 كلغ والنسخة إم كي 64 زنة 907.2 كلغ.
زوّدت القنابل المُعدلة بأجهزة استشعار صوتيّة ومغناطيسية وزلزالية للكشف عن السفن والغواصات المارة.
أمّا النسخة الرابعة، وهي إم كي 65، فهي لغم آخر من فئة 907.2 كلغ ويعتمد على غلاف لغم مصمم لهذا الغرض.
وبوسع قاذفة واحدة من طراز بي-52 حمل 12 لغما من طراز كويك سترايك.
هناك نسخة مطوّرة من ألغام كويك سترايك، وهي النسخة ممتدة المدى (كيو إس-إي آر)، وهي عبارة عن نسخة مطوّرة تجمع بين ألغام كويك سترايك من فئة إم كي 80 مع حزمة توجيه ذخائر جدام الموجهة بالنظام العالمي لتحديد المواقع ومجموعة أدوات توجيه منبثقة من الجناح.
تتيح هذه التحسينات للقاذفة بي-52 إلقاء الألغام على أهداف على مسافة تصل إلى 64.4 كلم، ما يسرّع من عملية زرع الألغام ويُقلّل من تعرّض الطائرة للخطر.
وتقليديا، يتعين على الطائرات أن تحلق على ارتفاعات منخفضة وتُطلق الألغام على فترات زمنية متعددة، ما قد يُعرّض المهمة لمخاطر عالية.
في أيار/مايو 2023، نشرت قاذفة طراز بي-52 إتش ستراتوفورتريس ألغاما خاملة من طراز كيو إس-إي آر من مسافة تزيد عن 64.4 كلم في مناورة تجريبية قبالة ساحل هاواي.
وفي هذا السياق، قال قائد السرب التجريبي والتقييمي الـ49 المقدم مات سبينيلي في ذلك الوقت إن "ما يميز ألغام كيو إس-إي آر هو مداها ودقتها".
وأضاف: "هذا يقلل من عدد الأسلحة اللازمة للتأثير على حقل الألغام ويجعل منصّة التسليم أكثر قدرة على البقاء".
74066
رد