عمليات الانتشار

مهام فرقة عمل القاذفات ُتظهر وجود الولايات المتحدة حول العالم

2023-08-14

يعتبر أسطول القاذفات العسكرية الأميركية المحطة الأكثر مرونة في ثالوثها النووي، وهو قادرٌ على توفير قوة نيران هائلة في وقت قصير في أي مكان في العالم.

شارك هذا المقال

"B-52 ستراتوفورتريس"، تم تكليفها مهمة في ساحات فرقة عمل القاذفات في قاعدة أندرسن الجوية في "غوام"، 1 أبريل/نيسان. [القوات الجوية الأميركية]
"B-52 ستراتوفورتريس"، تم تكليفها مهمة في ساحات فرقة عمل القاذفات في قاعدة أندرسن الجوية في "غوام"، 1 أبريل/نيسان. [القوات الجوية الأميركية]

القيادة الاستراتيجية الأميركية "ستراتكوم" على استعداد في أي لحظة لنشر أسطولها من القاذفات الاستراتيجية من جميع أنحاء العالم عندما يُطلب منها ذلك بهدف تحقيق نتائج حاسمة.

تمتلك "ستراتكوم" تحت قيادتها مجموعة من الأسلحة النووية تُعرف باسم "الثالوث النووي الأميركي"، والتي تشمل غواصات الصواريخ الباليستية (SSBNs) والصواريخ الباليستية العابرة للقارات" (ICBM) والقاذفات الأرضية طويلة المدى.

ويُعد أسطول قاذفات الثلاثي النووي الجزء الأكثر مرونة في الثالوث، وهو قادر على توفير قوة نيران نووية وتقليدية ضخمة في وقت قصير وفي أي مكان في العالم.

وبحسب تقديرات عامة مبنية على مصادر دفاعية، تملك قيادة القصف الشامل في سلاح الجو (GSC) وهي القوة الجوية المساهمة في "ستراتكوم"، نحو 140 قاذفة طويلة المدى نشطة، بما في ذلك 58 من طراز B-52H ستراتوفورتريس، و20 من طراز B-2A سبيريت و60 من طراز B-1 لانسر.

طائرة قاذفة من طراز "B-2 سبيريت" تحلق فوق قاعدة "لوك" الجوية في ولاية أريزونا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. [القوات الجوية الأميركية]
طائرة قاذفة من طراز "B-2 سبيريت" تحلق فوق قاعدة "لوك" الجوية في ولاية أريزونا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. [القوات الجوية الأميركية]
قاذفة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز "B-1B لانسر" تقلع من قاعدة "أندرسن" الجوية في "غوام" لدعم مهمة قاذفة القنابل في 21 شباط/فبراير. [القوات الجوية الأميركية]
قاذفة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز "B-1B لانسر" تقلع من قاعدة "أندرسن" الجوية في "غوام" لدعم مهمة قاذفة القنابل في 21 شباط/فبراير. [القوات الجوية الأميركية]

وتعتمد قيادة القصف الشامل في سلاح الجو على مهام فرقة عمل القاذفات (BTF) لإثبات مصداقية القوات الأميركية في الحفاظ على الأمن في جميع مناطق العالم.

وتطور نموذج انتشار (BTF) على مر السنين كوسيلة لنشر فرقة عمل مصممة خصيصا من القاذفات في قيادة القتال الجغرافي (GCC)، مثل القيادة المركزية الأميركية والقيادة العسكرية الأميركية في أوروبا، لخدمة الأولويات الفريدة لكل قيادة.

وإبان المهام، عادة ما تنتشر القاذفات الأميركية في مواقع مختلفة في الخارج لفترة من الزمن، وهي "مخططة لفترة طويلة ومدروسة بطبيعتها لتلبية متطلبات القيادة (GCC) على نحو أفضل.

في الماضي، حافظت القاذفات الأميركية على وجود مستمر في القواعد الأمامية. ومنذ أول نموذج لـ (BTF)، هبطت القاذفات الأميركية لأول مرة في أماكن أخرى كالنرويج وبولندا وإندونيسيا، من بين دول أخرى.

(BTF) هي مهمة استراتيجية تم الشروع بها منذ عام 2018 للمساعدة في تطوير القدرة على العمل من مواقع غير مألوفة والاندماج مع الحلفاء والدول الشريكة.

وقال الكولونيل جاريد باترسون، قائد سرب القاذفات الاستطلاعية العشرين، في تموز/يوليو، بعد نشر قاذفات B-52 في "غوام"، إنه "تم تشكيل فرقة عمل القاذفات لتعزيز الجاهزية المتطورة لقوة القاذفات مع تعزيز إمكانية التشغيل البيني لدينا مع الحلفاء والشركاء".

"وتابع إن "كل مهمة تحلق أبعد من ذلك توضح قدرتنا على توفير قوات رشيقة جاهزة للقتال وقدرات هجومية بعيدة المدى للقادة المقاتلين في جميع أنحاء العالم".

قدرات الضربات بعيدة المدى

وتنفذ قاذفات من طراز B-52 و B-2 و B-1B منذ فترة طويلة مهام في جميع أنحاء العالم لدعم أهداف الولايات المتحدة، بما في ذلك العراق وأفغانستان.

ويمكن لقاذفة B-52 أن تؤدي مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك الهجوم الاستراتيجي، والدعم الجوي القريب، والاعتراض الجوي بالإضافة إلى العمليات الهجومية المضادة الجوية والبحرية. كما لديها مدى قتالي غير مزود بالوقود يزيد عن 14080 كم.

تتمتع B-52 بقدرتين رئيستين هي سرعتها وارتفاعها. ويمكن لـقاذفة B-52 التحليق على ارتفاعات عالية تزيد عن 15000 متر، ما يجعل من الصعب على معظم أنظمة الدفاع الجوي الأرضية تعقبها والاشتباك معها.

بالإضافة إلى ذلك، تستطيع B-52 الطيران بسرعات عالية، تزيد عن 1000 كيلومتر في الساعة، ما يسمح لها باختراق المجال الجوي للعدو بسرعة وتقليل تعرضها لأنظمة الدفاع الجوي.

B-2" سبيريت" هي قاذفة خفية مصممة لاختراق الدفاعات الكثيفة المضادة للطائرات وقادرة على إيصال الذخائر التقليدية والنووية.

ولعل القابلية المنخفضة للرصد لـ B-2 مشتقة من مزيج من انخفاض التوقيعات الأشعة تحت الحمراء والصوتية والكهرومغناطيسية والبصرية إضافة إلى الرادارية.

وتساهم المواد المركبة للقاذفة، الطلاء الخاص بها وتصميم الأجنحة الطائرة في "التسلل".

ويمكن لـ B-2 أيضا، التي لا يتم اكتشافها، تدمير الأهداف عالية القيمة، وحتى الدفاع عنها بشدة، في أعماق أراضي العدو دون سابق إنذار أو تحذير.

ويعني الطائرة الشبح B-2 أنها لا تحتاج إلى العديد من الطائرات الداعمة مثل القاذفات الأخرى للغطاء الجوي، قمع دفاعات العدو الجوية، والإجراءات المضادة الإلكترونية، ما يجعل للقاذفة "قوة مضاعفة".

وهي تستطيع القيام بمهام هجومية على ارتفاعات عالية تصل إلى 15000 متر ويبلغ مداها غير المجهز بالوقود أكثر من 11000 كيلومتر ويمكنها الطيران لأكثر من 19000 كيلومتر مع تزويد واحد بالوقود في الجو.

في كانون الأول/ديسمبر، كشفت الولايات المتحدة النقاب عن أحدث قاذفة قنابل خفية نووية، B-21" رايدير" والتي ستحل في نهاية المطاف محل القاذفات الاستراتيجية B-2 و B-1B للقوات الجوية.

تتيح سرعة "B-1B لانسر"، الأداء الفائق والحمولة الضخمة، الاندماج بسلاسة في حزم القوة المختلطة وجعلها عنصرا أساسيا في أي قوة ضاربة مشتركة.

ووفقا لصحيفة وقائع القوات الجوية الأميركية US Air Force fact sheet، " تتميز الطائرة بتكوين جناح/ جسم ممزوج، وأجنحة ذات هندسة متغيرة ومحركات احتراق توربيني توربوفان التي تتحد لتوفر مدى بعيدا وقدرة على المناورة وسرعة عالية مع تعزيز القدرة على البقاء".

ويمكن أن تحمل "لانسر" حمولة 75000 رطل (34019 كلغ) وتصل إلى سرعة قصوى تزيد عن 900 ميل في الساعة (أكثر من 1448 كم في الساعة أو 1.2 ماخ عند مستوى سطح البحر).

ويمكنها حمل ما يصل إلى 84 قنبلة أم كي 82 - 500 رطل (227.8 كلغ)- أو 24 قنبلة - 2000 رطل (907.2 كلغ) وهي قنابل للأغراض العامة؛ 24 قنبلة جي بي يو-31 2000 رطل، أو 15 قنبلة جي بي يو-38 1500 رطل وهي ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs)؛ أو 24 صاروخا من طراز إي جي أم – 158إي وهي صواريخ جو-أرض مشتركة (JASS)، من بين ذخائر أخرى.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

2023-08-21

معلومات جیده

رد