أنظمة الأسلحة

القاذفة بي-2 تبقى القاذفة الشبح الوحيدة في العالم ذات الوصول العالمي

2023-03-08

باستخدام القاذفة الشبح بي-2، تستطيع القوات الجوية الأميركية إطلاق أسلحة تقليدية أو نووية حرارية في عمق أراضي العدو دون سابق إنذار.

شارك هذا المقال

قاذفة بي-2 سبيريت تحلق فوق قاعدة لوك الجوية في أريزونا أثناء تنفيذها مهمة يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. [القوات الجوية الأميركية]
قاذفة بي-2 سبيريت تحلق فوق قاعدة لوك الجوية في أريزونا أثناء تنفيذها مهمة يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. [القوات الجوية الأميركية]

على الرغم من قرار إحالة القاذفة الشبح بي-2 سبيريت التابعة لسلاح الجو الأميركي على التقاعد في مطلع العام 2030، إلا أنها لا تزال تزال تكتسب قدرات جديدة متقدمة وتبقى القاذفة الشبح بعيدة المدى الوحيدة ذات إمكانية وصول عالمية.

ويقدر أن ثمة 20 قاذفة بي-2 في الخدمة حاليا وستواصل القوات الجوية استخدامها حتى عام 2032 حين ستستبدلها بالقاذفة بي-21 رايدر.

وفي آب/أغسطس الماضي، كشفت شركة نورثروب غرومان وهي المقاول الرئيسي للقوات الجوية ولقاذفات بي-2، عن القدرات الجديدة للمقاتلة الشبح وتشمل أول صاروخ شبح بعيد المدى.

وأعلنت شركة نورثروب غرومان في حينه أن "القاذفة أطلقت بنجاحصاروخ مواجهة جو-أرض مشترك بعيد المدى أثناء اختبار رحلة جرى في كانون الأول/ديسمبر".

عناصر من القوات الجوية الأميركية يستعدون لإجراء عملية نقل وقود متخصصة من الطائرة سي-17 غلوب ماستر 3 إلى القاذفة بي-2 سبيريت في قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا يوم 2 كانون الأول/ديسمبر الماضي. [القوات الجوية الأميركية]
عناصر من القوات الجوية الأميركية يستعدون لإجراء عملية نقل وقود متخصصة من الطائرة سي-17 غلوب ماستر 3 إلى القاذفة بي-2 سبيريت في قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا يوم 2 كانون الأول/ديسمبر الماضي. [القوات الجوية الأميركية]
صورة التقطت عام 2018 تظهر القاذفة الشبح بي-2 سبيريت التابعة لسلاح الجو الأميركي في قاعدة أندرسن الجوية في غوام. [القوات الجوية الأميركية]
صورة التقطت عام 2018 تظهر القاذفة الشبح بي-2 سبيريت التابعة لسلاح الجو الأميركي في قاعدة أندرسن الجوية في غوام. [القوات الجوية الأميركية]

وقالت الشركة "إن صاروخ المواجهة جو-أرض المشترك بعيد المدى يعزز قدرة القاذفة بي-2 على إصابة أي هدف في أي مكان"، مشيرة إلى أن دمجه "يتيح تسليم أصول لا يمكن رؤيتها بسهولة وهي قادرة على التحليق لمسافات أكبر من سابقاته".

ويبلغ مدى صاروخ المواجهة جو-أرض المشترك بعيد المدى المجهز برؤوس حربية بزنة 432 كيلوغراما، نحو ألف كيلومتر. وعند تزويده برابط بيانات السلاح، يمكنه أن يصحح مساره بعد إطلاقه بما يمكّنه من ضرب الأهداف المتحركة في البر أو البحر.

وشكّل الصاروخ الشبح بعيد المدى واحدا من 3 قدرات متطورة جديدة زودت بها القاذفة بي-2 بهدف تحديث المنصة بشكل أكبر.

ويشمل التحسينان الآخران تحديث التشفير المدمج ونظام الاستهداف بمساعدة الرادار.

وأوضحت الشركة أن "نظام الاستهداف بمساعدة الرادار يسمح للقاذفة بي-2 باستخدام القنبلة النووية بي-61 النسخة 12 بصورة كاملة. ويعتبر هذا النظام عنصرا أساسيا في التحديث النووي لأن نظام تحديد المواقع العالمي قد لا يكون متاحا أثناء تنفيذ مهمة لفرقة عمل القاذفات".

وتم إنتاج القنبلة النووية بي-61 النسخة 12 لأول مرة في عام 2021، وهي قنبلة تكتيكية تطلق من الجو وتحمل رأسا نوويا منخفض القوة يهدف إلى تدمير الأهداف العسكرية مع التسبب بحد أدنى من الأضرار الجانبية.

وأضافت أن "تحديث التشفير يعزز أمن الاتصالات لمختلف عمليات الإرسال عالية التردد. وبإمكان القاذفة بي-2 اليوم استخدام أجهزة اتصال متقدمة بشكل آمن في أي بيئة عدائية مستقبلية".

’غير مرئية‘

وتملك القوات الجوية الأميركية أسطول القاذفات الاستراتيجية الأكثر قدرة في العالم، ما يمكّن الجيش الأميركي من توجيه ضربات سريعة وفتاكة في المواقف العدائية ومساعدة الحلفاء الذين هم بحاجة إلى دعم.

وتم تصميم القاذفة الشبح بي-2 سبيريت لاختراق الدفاعات الكثيفة المضادة للطائرات، وهي قادرة على إسقاط الأسلحة التقليدية والنووية الحرارية.

وكانت القاذفة التي يبلغ عمرها 34 سنة سابقة لعصرها. فإن طلاء القاذفة مع شكل هيكلها ومقابض محركاتها تجعلها تقريبا "غير مرئية" للرادارات وأجهزة الاستشعار الأخرى.

ويمكن للقاذفة بي-2 التي لا يمكن كشفها تدمير الأهداف عالية القيمة وحتى الأهداف التي لها حراسة مشددة، وذلك في عمق أراضي العدو ودون سابق إنذار.

ويعني التخفي بالنسبة إلى القاذفة بي-2 أنها لا تحتاج إلى العديد من الطائرات الداعمة لتأمين الغطاء الجوي وقمع دفاعات العدو الجوية واتخاذ التدابير الإلكترونية المضادة كما هي حال القاذفات الأخرى، ما "يضاعف قوتها".

وبمقدور القاذفة أن تسقط أسلحة تقليدية ونووية حرارية، مثل ما يصل إلى 80 قنبلة من طراز إم كاي-82 والتي تبلغ زنة كل واحدة منها 230 كيلوغراما وتعد سلاحا للهجوم المباشر المشترك، أو 16 قنبلة نووية من طراز بي83 زنة كل واحدة منها 1100 كيلوغرام.

ويمكن أن تقوم بمهام هجومية على ارتفاعات عالية تصل إلى 15 ألف متر، ويمكنها أن تحلق دون التزود بالوقود لمسافة تزيد عن 11 ألف كيلومتر، كما باستطاعتها الطيران لأكثر من 19 ألف كيلومتر على أن تتزود بالوقود في الجو مرة واحدة.

وتعد القاذفة بي-2 القاذفة الطائرة الوحيدة المعترف بقدرتها على حمل أسلحة مواجهة كبيرة جو-أرض في تكوين متخفي، وقد تم استخدامها في ليبيا وأفغانستان وكوريا الجنوبية.

تحديث مرتقب

أما القاذفة الجديدة بي-21 رايدر المتوقع أن تقوم بأول رحلة لها هذا العام، فتستمد العديد من تصميماتها من سابقتها، مثل مفهوم الجناح الطائر مع محركاتها المدمجة والمهيأة لخفض قابلية اكتشافها بواسطة الرادار بكفاءة.

ومن المتوقع أن تخدم القاذفة بي-21 ضمن سلسلة أوسع نطاقا من أنظمة الضربات التقليدية طويلة المدى، بما في ذلك الاستخبارات والرصد والاستطلاع والهجمات الإلكترونية والاتصالات إلى جانب قدرات أخرى.

وتتميز هذه القاذفة بقدرة نووية، وقد صممت لتنفيذ عمليات مأهولة وغير مأهولة.

وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في 2 كانون الأول/ديسمبر إنه "في ظل استمرار الولايات المتحدة بالابتكار، ستكون هذه القاذفة قادرة على الدفاع عن بلدنا بأسلحة جديدة لم يتم حتى اختراعها بعد".

وأضاف أن "القاذفة بي-21 متعددة الوظائف. فتستطيع تأدية مجمل المهام، من جمع المعلومات الاستخبارية إلى إدارة المعارك والتكامل مع حلفائنا وشركائنا. وستعمل بسلاسة عبر المجالات والمواقع والقوة المشتركة".

ويتوقع سلاح الجو شراء ما لا يقل عن مائة قاذفة من طراز بي-21 لمواجهة التحديات المستقبلية.

وفي تقريرها السنوي عن الصين، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن الصين في طريقها لامتلاك 1500 سلاح نووي بحلول عام 2035، كما أن مكاسبها في مجال التفوق على سرعة الصوت والحرب الإلكترونية وقدرات الفضاء وغيرها من المجالات، تمثل "التحدي الأكبر والأكثر منهجية للأمن القومي للولايات المتحدة وللنظام الدولي الحر والمفتوح".

وخلال الإعلان عن عقد رايدر في عام 2015، قالت وزيرة سلاح الجو الأميركي ديبورا لي جيمس، "كنا بحاجة إلى قاذفة جديدة للقرن الـ 21 تسمح لنا بمواجهة تهديدات أكثر تعقيدا، مثل التهديدات التي نخشى أن نواجهها يوما ما من الصين وروسيا".

وتابعت إن "القاذفة بي-21 أكثر قابلية للبقاء والنجاة ويمكنها مواجهة هذه التهديدات الأكثر صعوبة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *