من المنتظر أن تطلق القاذفة بعيدة المدى بي-21 رايدر التابعة لسلاح الجو الأميركي، حقبة من القدرات الجديدة التي ستسمح لها بالتسلل وتجنب أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا.
وقد وصفتها الشركة المصنعة نورثروب غرومان بأنها طائرة من الجيل السادس، وكشف عنها البنتاغون في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وبحسب سلاح الجو الأميركي، من المتوقع أن تخدم القاذفة ضمن سلسلة أوسع نطاقا من أنظمة الضربات التقليدية طويلة المدى، بما في ذلك الاستخبارات والرصد والاستطلاع والهجمات الإلكترونية والاتصالات إلى جانب قدرات أخرى.
وإنها قادرة على إسقاط الأسلحة التقليدية والنووية الحرارية، كما أنها صممت لتنفيذ العمليات المأهولة وغير المأهولة. بالإضافة إلى ذلك، ستكون قادرة على استخدام مزيج واسع من ذخائر الهجمات المباشرة وغير المباشرة.
وبصفتها أول قاذفة استراتيجية منذ أكثر من 3 عقود، ستشكل بي-21 العمود الفقري لقوة القاذفات الأميركية، حسبما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عند الكشف عن القاذفة.
وأضاف أن المدى الذي تتمتع به بي-21 لم تتمتع به أي قاذفة من قبل.
وتابع أوستن أنه مع مداها الواسع، "لن تحتاج للتواجد في مسرح العمليات، كما أنها لن تحتاج إلى دعم لوجيستي لإبقاء أي هدف في دائرة الخطر".
وكشف أنه تم تصميم بي-21 رايدر بحيث تسهل صيانتها، ما يساعد في ضمان جهوزيتها الدائمة للانطلاق عندما تستدعي الحاجة.
وأردف "ليس لدينا قدرة فعلية ما لم نتمكن من المحافظة عليها. وإن القاذفة بي-21 مصممة بعناية لتكون القاذفة الأكثر قابلية للصمود على الإطلاق".
وقال أوستن إنه تم تصميم رايدره مع هيكل نظام مفتوح يتيح إجراء تحديثات سهلة و"يجعلها قابلة للتكيف بدرجة كبيرة".
وذكر أنه "في ظل استمرار الولايات المتحدة بالابتكار، ستكون هذه القاذفة قادرة على الدفاع عن بلدنا بأسلحة جديدة لم يتم حتى اختراعها بعد".
وأوضح أن "القاذفة بي-21 متعددة الوظائف. فهي تستطيع تأدية مهام متعددة من جمع المعلومات الاستخبارية إلى إدارة المعارك والتكامل مع حلفائنا وشركائنا. وستعمل بسلاسة عبر المجالات والمواقع والقوات المشتركة".
قدرات تخفي متطورة
ومثل سابقتها بي-2 سبيريت، تعد القاذفة بي-21 رايدر طائرة شبح. وقال أوستن إنه سيكون من الصعب على الخصوم رصدها.
وأضاف أن "50 عاما من التطورات في تكنولوجيا الحد من إمكانية الكشف دخلت في تصميم هذه الطائرة. وستجد حتى أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطورا صعوبة في اكتشاف طائرة بي-21 في الأجواء".
وأفاد مسؤول كبير في شركة نورثروب غرومان لمجلة القوات الجوية والفضائية في كانون الأول/ديسمبر، أن الطائرة بي-21 ستكون "أكثر تخفيا" من طراز بي-2.
يذكر أن كل جانب تقريبا من جوانب برنامج بي-21 رايدر هي سرية.
ولكن تشمل قدرات الجيل السادس فيها تقنية التخفي من الجيل التالي وميزة المعلومات والهندسة المفتوحة، وفقا لشركة نورثروب غرومان.
ومن المرجح أن التحسينات الأخرى تشمل طرقا جديدة للتحكم في الانبعاثات الإلكترونية من أجل خداع رادارات العدو والتنكر في هيئة كائن آخر واستخدام تقنيات دفع جديدة.
ومن المتوقع أيضا أن تظهر بي-21 المجهزة بتصميم جديد للمدخل والعادم، تطورات هائلة في البناء المركب وعلوم المواد.
وقد تكون المادة المضادة للرادار المستخدمة في طلاء هيكل بي-21 واحدة من أهم الأسرار التكنولوجية التي تخضع لحراسة مشددة في البلاد، وتلعب دورا رئيسا في قدرتها على الصمود في أكثر المناطق عدائية.
وقال المسؤول في شركة نورثروب غرومان إن القاذفة الجديدة ستتميز أيضا بصيانة وموثوقية محسنة لدرجة أنها ستكون قادرة على الطيران في وضع التخفي الكامل "كل يوم".
وأضاف أن القاذفة بي-21 تتفوق على القاذفة بي-2 التي تتطلب مئات من ساعات العمل لصيانة أسطحها الخفية بين المهام، وذلك عبر إزالة "الشريط الخاص" الذي يغطي اللحامات وخطوط الألواح.
وأوضح أن المواد الجديدة التي قد يتم استخدامها على بي-2، هي أكثر "مرونة" بكثير.
وفي حديثها لوكالة أسوشيتد برس في حفل إزاحة الستار، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة نورثروب غرومان كاثي واردن، إن "قدرتها على التخفي استثنائية. فيمكن سماعها، لكن لن تراها العين فعليا".
قاذفة رايدر
هذا وبدأ تطوير طائرة بي-21 رايدر في عام 2015 عندما منحت القوات الجوية عقد تطوير الهندسة والتصنيع.
وثمة 6 طائرات بي-21 رايدر على الأقل قيد التصنيع حاليا، والأولى في طريقها لإجراء أول رحلة تجريبية لها في وقت لاحق من العام الجاري. ومن المقرر أن تصبح الطائرة شغالة بحلول عام 2027.
ونقلت صحيفة ستارز أند سترايبس على لسان مسؤولين عسكريين قولهم إن كلفة كل طائرة بي-21 رايدر تبلغ نحو 700 مليون دولار.
وتتوقع القوات الجوية الحصول على مائة طائرة على الأقل. وعلى سبيل المقارنة، هناك حاليا ما يقدر بـ 20 طائرة بي-2 في الخدمة، وينوي سلاح الجو استخدامها حتى عام 2032 عندما سيستبدلها بطائرات بي-21 رايدر.
وستحل قاذفة بي-21 أيضا محل بي-1 لانسر وقد تحل محل بوينغ بي-52 ستراتوفورتريس .
وتعد القاذفة بي-21 جزءا من جهود البنتاغون لتحديث ثالوثه النووي والذي يتضمن صواريخ باليستية نووية تطلق من البر وقاذفات ذات قدرات نووية تطلق من الجو ورؤوس حربية تطلق من الغواصات، وذلك في ظل تحولها لمواجهة التحديث العسكري السريع للصين، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وفي تقريرها السنوي عن الصين، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن الصين في طريقها لامتلاك 1500 سلاح نووي بحلول عام 2035، ويشكل تطويرها للأسلحة التي تفوق سرعة الصوت والأسلحة الإلكترونية وقدرات الفضاء "التحدي الأكبر والأكثر منهجية للأمن القومي للولايات المتحدة ووللنظام الدولي الحر والمفتوح".
وخلال الإعلان عن عقد رايدر في عام 2015، قالت وزيرة سلاح الجو الأميركي ديبورا لي جيمس، "كنا بحاجة إلى قاذفة جديدة للقرن الـ 21 تسمح لنا بمواجهة تهديدات أكثر تعقيدا، مثل التهديدات التي نخشى أن نواجهها يوما ما من الصين وروسيا".
وتابعت أن "القاذفة بي-21 أكثر قابلية للبقاء والنجاة ويمكنها مواجهة هذه التهديدات الأكثر صعوبة".