أنظمة الأسلحة

قيادة الهجوم العالمي بسلاح الجو الأميركي: ضربات محكمة طويلة المدى في أي مكان وزمان

2023-11-10

تُشغّل قيادة الهجوم العالمي بسلاح الجو الأميركي أسطولا من القاذفات والصواريخ البالستية العابرة للقارات لدعم القيادة المركزية الأميركية وشركاء التحالف في أي زمان ومكان.

شارك هذا المقال

قاذفة من طراز بي-1بي لانسر خلال عملية فحصها بعد الطيران. [سلاح الجو الأميركي]
قاذفة من طراز بي-1بي لانسر خلال عملية فحصها بعد الطيران. [سلاح الجو الأميركي]

توفر قيادة الهجوم العالمي بسلاح الجو الأميركي قوات جاهزة للقتال لتنفيذ عمليات الردع النووي الاستراتيجي وعمليات الهجوم العالمي دعما للقيادات المقاتلة الأميركية، مثل القيادة المركزية الأميركية.

وتعمل قيادة الهجوم العالمي بسلاح الجو الأميركي كقيادة المكون الجوي للقوات المشتركة في القيادة الاستراتيجية الأميركية، وهي القيادة القتالية الموحدة المكلفة بالردع النووي الاستراتيجي والهجوم العالمي والإشراف على الاتصالات.

ويقع مقر قيادة الهجوم العالمي، التي تم تفعيلها في 7 آب/أغسطس 2009، في قاعدة باركسديل التابعة لسلاح الجو الأميركي في ولاية لويزيانا، وتضم 33 ألف و700 عنصر عسكري ومدني ملحقين بسبعة أجنحة وسربين منفصلين جغرافيا وفوج يقع مقره في الولايات المتحدة القارية مع عمليات نشر للقوات حول العالم.

وتشرف القيادة على أسطول القاذفات النووية والصواريخ البالستية العابرة للقارات، وهما مكونان في الثالوث النووي.

صاروخ بالستي عابر للقارات غير مسلح من طراز مينتمان ينطلق خلال اختبار عملياتي في 2019. [سلاح الجو الأميركي]
صاروخ بالستي عابر للقارات غير مسلح من طراز مينتمان ينطلق خلال اختبار عملياتي في 2019. [سلاح الجو الأميركي]
قاذفة من طراز بي-1 لانسر تابعة لسلاح الجو الأميركي تبدأ عملية إعادة التزود بالوقود من طائرة من طراز كيه سي-135 ستراتوتانكر ملحقة بالسرب الجوي الاستكشافي لإعادة التزود بالوقود 912 خلال أداء مهمة قوة قاذفات فوق منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية يوم 8 حزيران/يونيو. [سلاح الجو الأميركي]
قاذفة من طراز بي-1 لانسر تابعة لسلاح الجو الأميركي تبدأ عملية إعادة التزود بالوقود من طائرة من طراز كيه سي-135 ستراتوتانكر ملحقة بالسرب الجوي الاستكشافي لإعادة التزود بالوقود 912 خلال أداء مهمة قوة قاذفات فوق منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية يوم 8 حزيران/يونيو. [سلاح الجو الأميركي]

ويتولى أفراد القيادة المسؤولية عن قواعد الصواريخ الاستراتيجية الثلاث بالولايات المتحدة: جناح الصواريخ الـ 90 في قاعدة إف. ئي. وارين التابعة لسلاح الجو في ولاية ويومينغ وجناح الصواريخ 341 في قاعدة مالمستروم التابعة لسلاح الجو في ولاية مونتانا وجناح الصواريخ 91 في قاعدة ماينوت التابعة لسلاح الجو في ولاية نورث داكوتا.

وتشرف هذه القيادة أيضا على الأنشطة النووية، بما في ذلك أنظمة القيادة والتحكم والاتصالات النووية بسلاح الجو، فضلا عن تقديم الدعم في التشغيل والصيانة لجميع المنظمات داخل المؤسسة النووية الأميركية وتشغيل الصواريخ البالستية العابرة للقارات منطراز أل جي إم-30 جي.

دور نووي

وتشرف القيادة على قيادة قوة القاذفات في سلاح الجو الأميركي بالكامل، بما في ذلك أجنحة القاذفات بي-52 وبي-1 وبي-2 وبرامج القاذفة بي-21 ريدر.

ومن خلال برنامج القاذفات، تشغل القيادة القاذفة بي-52إتش ستراتوفورترس، وهي قاذفة ثقيلة طويلة المدى ومتعددة الاستخدامات قادرة على التحليق بسرعات دون سرعة الصوت على ارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم (15 ألف متر).

وتستطيع هذه القاذفة، التي يزودها بالقدرة محرك نفاث، أداء مجموعة منوعة من الوظائف، بما في ذلك الهجوم الاستراتيجي والإسناد الجوي القريب والاعتراض الجوي والعمليات الهجومية الجوية المضادة والعمليات البحرية.

وتستطيع حمل 70 ألف رطل (32 ألف كجم) من الذخائر، ولديها مدى قتالي نمطي يزيد عن 8800 ميل (14200 كم) دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود في الجو.

هذا ويوجد 72 قاذفة من طراز بي-52 في مخزون سلاح الجو اعتبارا من 2022.

أما القاذفة بي-1بي، فهي قاذفة طويلة المدى ومتعددة المهام تفوق سرعتها سرعة الصوت يمكنها أن تصل لسرعات تزيد عن 900 ميل في الساعة (1450 كم/ساعة) وسرعة ماخ 1.2 على مستوى البحر.

ويمكنها حمل أضخم حمولة متفجرات تقليدية من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة من بين الطائرات في مخزون سلاح الجو الأميركي، حيث تصل حمولتها إلى 75 ألف رطل (34019 كجم). واعتبارا من 2022، يوجد لدى الولايات المتحدة 43 طائرة بي-1بي قادرة على القيام بالعمليات.

والقاذفة بي-2 سبريت هي قاذفة استراتيجية ثقيلة متعددة الأدوار مصممة خصيصا للقيام بعمليات التخفي.

إن الخصائص التي تتمتع بها القاذفة كصعوبة رصدها وقدراتها على العمل على ارتفاعات عالية مع سقف طيران يصل إلى ارتفاع 50 ألف قدم (15240 مترا)، تمكنها من التغلغل داخل دفاعات العدو وتهديد الأهداف شديدة التحصين.

ومع مدى طيران يبلغ 6000 ميل بحري (11112 كم) دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود، تستطيع هذه القاذفة الشبحية إعادة التزود بالوقود في الجو وحمل حمولات متفجرة تصل إلى 40 ألف رطل (18100 كجم). واعتبارا من 2022، يوجد لدى سلاح الجو في مخزونه 18 قذافة منها.

وفي إطار مسؤولياتها النووية، تشرف قيادة الهجوم العالمي أيضا على تشغيل الصواريخ من طراز أل جي إم-30 جي مينتمان 3، وهي جزء شديد الأهمية في بنية الردع الاستراتيجي بالولايات المتحدة.

والصاروخ مينتمان هو صاروخ بالستي يمكن إطلاقه من صومعة ويصل مداه إلى 6000 ميل (9656 كم).

ويمكن أن يصل إلى سرعات تصل إلى 15 ألف ميل في الساعة (24140 كم/ساعة أو ماخ 23) عند الإطلاق. وفي الوقت الراهن، يوجد 400 من هذه الصواريخ لدى قيادة الهجوم العالمي موزعة بين قواعد الصواريخ الاستراتيجية الثلاث في ولايات نورث داكوتا وويومنغ ومونتانا.

دعم القيادات القتالية

وفي إطار دورها تحت مظلة القيادة الاستراتيجية الأميركية، تحتفظ قيادة الهجوم العالمي بقوة جاهزة للعمليات القتالية تتكون من قاذفات ثقيلة وصواريخ بالستية عابرة للقارات لتنفيذ الضربات العالمية دعما للقيادة المركزية الأميركية وغيرها من القيادات القتالية.

والقيادة المركزية على نحو خاص، تشرف على منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

يذكر أن طائرات قيادة الهجوم العالمي تنفذ على نحو منتظم مهام قدرة (قدرات) الضربة بعيدة المدى في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية.

ومؤخرا، نفذت قاذفتان طراز بي-1بي لانسر مهمة قدرة (قدرات) الضربة بعيدة المدى في حزيران/يونيو، حيث انضمت لقوات مقاتلات مختلفة تابعة للتحالف في جميع أنحاء منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية.

وكانت المهمة تاريخية إذ كانت أول مرة تقوم فيها القيادة المركزية لسلاح الجو الأميركي بتشغيل أنواع متعددة من الأسلحة والتدرب على استخدامها ضد أهداف متعددة تمت محاكاتها خلال مهمة واحدة لقدرة (قدرات) الضربة بعيدة المدى، حسبما أوضحت القيادة المركزية في بيان.

وخلال المهمة، استخدمت قدرة (قدرات) الضربة بعيدة المدى ذخائر الهجوم المباشر المشترك من طراز جي بي يو-38، كما استخدمت صاروخا حيا من صواريخ جو-أرض المشتركة من طراز إيه جي إم-158إيه.

وقال الليفتينانت جنرال أليكسوس غرينكيويتش، قائد القوات الجوية الأميركية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، إن "مهام القاذفات تلك تمثل الالتزام الأميركي أمام شركائنا وتظهر قدرتنا على توفير قوة هائلة دون سابق إنذار".

وقال في البيان "معا، نقوم بتفعيل المفاهيم التي تهدف لجعلنا أكثر خفة في تنفيذنا وأكثر استراتيجية في ردعنا وأكثر مرونة في قدراتنا".

هل أعجبك هذا المقال؟