تعد الطائرة من طراز بي-1 التابعة لسلاح الجو الأميركي، التي تعرف أيضا باسم بي-1بي لانسر، قاذفة طويلة المدى ومتعددة الأدوار، مصممة لتكون بصمتها الرادارية منخفضة إلى حد يجعل رصدها من قبل الدفاعات الجوية للعدو أكثر صعوبة.

وتسهم عدة عوامل مثل شكل القاذفة ومواد تصنيعها وأنظمتها في صعوبة القدرة على رصدها.

فالشكل المميز للطائرة مصمم ليعكس الموجات الرادارية بعيدا من الطائرة وتجعل المقطع العرضي الراداري لها أصغر. كما أن أسطح القاذفة مطلية بمادة خاصة ممتصة للرادار تساعد أكثر في تصغير المقطع العرضي.

وتستخدم طائرة بي-1 أيضا عددا من الأنظمة المتقدمة لتقليل بصمتها الرادارية.

فعلى سبيل المثال، محركات الطائرة مجهزة بنظام عادم "أعوج" يساعد في تقليل بصمتها الحرارية ويجعلها أقل عرضة للرصد من قبل أجهزة الاستشعار التي تعمل بالأشعة دون الحمراء.

والطائرة مزودة كذلك بالرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR) والرادار متعدد الأوضاع (MMR) اللذين يسمحان لها باكتشاف الأهداف على الأرض وتتبعها حتى في الأحوال الجوية السيئة. كما أن الطائرة بها جراب استهداف يمكن استخدامه في تحديد الأهداف وتتبعها على الأرض أو في الجو.

وتتضمن الخصائص الأخرى التي تقلل من قدرة رصد الطائرة، قمرة قيادة صعبة الرصد، وهي مصممة بحيث تقلل انعكاس الموجات الرادارية، هذا فضلا عن استخدام الطائرة لأجهزة استشعار وإلكترونيات طيران تسمح لها باكتشاف تهديدات الأعداء وتجنبها قبل رصد الطائرة.

لذا، تشكل القاذفة متعددة المهام من طراز بي-1 العمود الفقري لقوة القاذفات طويلة المدى لدى سلاح الجو الأميركي. فهي تحمل أكبر حمولة تقليدية من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة في مخزون سلاح الجو الأميركي.

وتبلغ السرعة القصوى لهذه الطائرة 1.25 من سرعة الصوت (أي 957 ميل في الساعة)، ولها مدى طيران يزيد عن 9656 كم. كما أن أقصى وزن إقلاع لها هو 477 ألف رطل (216363 كجم) ويمكنها حمل ما يصل إلى 75 ألف رطل من الأسلحة والوقود.

وهذا يعني أنها تستطيع أن تتجاوز مقاتلات العدو وأن تفر دون أن تتعرض لأذى بعد تنفيذ هجوم مفاجئ ضد أهداف العدو في عمق الأراضي المعادية.

وتحمل هذه الطائرة ما يقرب من 50 رقما قياسيا عالميا في فئتها لجهة السرعة والحمولة والمدى ووقت الصعود.

ويمكنها أن تستخدم كميات هائلة من الأسلحة الدقيقة وغير الدقيقة ضد أي عدو في أي مكان في العالم وفي أي وقت.

وتسمح أجهزة الاستشعار وأنظمة الاستهداف المتقدمة بالطائرة لها بجمع المعلومات الاستخبارية حول قوات العدو وتقديم الوعي الظرفي في الزمن الحقيقي للقوات البرية.

كما أن قدرة الطائرة على التحليق بسرعات مرتفعة وارتفاعات عالية تجعل مسألة رصدها واعتراضها من قبل دفاعات العدو صعبة، ما يسمح لها بأداء مهام الاستطلاع بإفلات نسبي من العقاب.

قدرات الحمولة

وتعد ميزة صعوبة القدرة على رصدها التي تتمتع بها الطائرة بي-1 مهمة على نحو خاص عند الأخذ في الاعتبار قدرات الطائرة على حمل الأسلحة.

فالقاذفات الاستراتيجية الأميركية قادرة على حمل مجموعة متنوعة من ذخائر التوجيه الدقيق النووية وغير النووية، مثل صاروخ كروز الذي يطلق من الجو طراز AGM-86والصاروخ المشترك بعيد المدى جو-أرض وذخائر الهجوم المباشر المشترك.

وصاروخ كروز الذي يطلق من الجو طراز AGM-86 هو صاروخ طوفي يهدف لإضعاف قوات العدو وتعقيد عملية الدفاع عن أرضها، إذ سيتوجب على قوات العدو أن تقوم بهجوم مضاد على كل صاروخ، ما يجعل من الدفاع ضدها مسألة مكلفة ومعقدة، وفقا لسلاح الجو الأميركي.

وأضاف أن "دفاعات العدو تعاق بصورة إضافية بسبب صغر حجم هذه الصواريخ وقدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة، ما يجعل رصدها على الرادار أمرا صعبا".

أما صاروخ كروز المشترك جو-أرض فهو صاروخ موجه يطلق من الجو من بعد ويصعب رصده ويبلغ مداه 370 كيلومترا، في حين أن النسخة ذات المدى الممتد منه يصل مداها إلى نحو ألف كيلومتر.

وتشتمل كلتا النسختين، المزودتين برؤوس حربية زنة 432 كيلوغراما، على هياكل جوية متماثلة يصعب رصدها مصممة لتجنب الدفاعات الجوية للعدو.

بالإضافة إلى ذلك، هذه الصواريخ مزودة بوحدة نظام ملاحة بالقصور الذاتي/نظام تحديد الموقع العالمي، تم تطويرها لذخائر الهجوم المباشر المشترك وقنابل الأسلحة المشتركة التي تطلق من بعد، هذا فضلا عن أداة تتبع تعمل بالأشعة دون الحمراء للتوجيه الطرفي ومجموعة متنوعة من الرزم الخاصة مثل التشويش الإلكتروني.

وعند تجهيزها برابط بيانات أسلحة، تستطيع النسخة ذات المدى الممتد أن تصحح المسار بعد الإطلاق، ما يمكنها من ضرب الأهداف المتحركة على الأرض أو في البحر.

ومن المتوقع أن يبدأ سلاح الجو الأميركي في استلام نسخة أخرى من الصاروخ، وهي نسخة المدى البعيد التي يصل مداها إلى نحو 1800 كيلومتر، اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2024.

في حين أن ذخائر الهجوم المباشر المشترك هي مجموعة أدوات دعم توجيهية تحول القنابل غير الموجهة إلى ذخائر "ذكية" دقيقة في الأجواء المعاكسة. وتسمح بتوجيه أسلحة متعددة ضد هدف واحد أو أكثر في آن واحد.

دعم المهام العالمية

ويقال إن سلاح الجو الأميركي لديه 45 قاذفة من طراز بي-1 في أسطوله وهي تتمركز في قاعدة ديس الجوية بولاية تكساس وقاعدة إليسورث بولاية ساوث داكوتا.

وقد استخدم هذا الأسطول في عدد من الحملات العسكرية على مدار السنوات، بما في ذلك حرب الخليج والحرب في أفغانستان وفي الحرب العراقية.

واستخدمت هذه الطائرة كذلك لتقديم الدعم للمهام الإنسانية، مثل جهود الإغاثة في هايتي والصومال.

ويشكل الطراز بي-1 نحو ثلث أسطول القاذفات بسلاح الجو الأميركي، الذي يضم الآن الطرز بي-1 لانسر وبي-2 سبريت وبي-52 ستراتوفورترس.

لكن شكل هذا الأسطول سيختلف كثيرا في السنوات المقبلة عقب الكشف عن الطائرة الجديدة طراز بي-21 ريدرالتي يتوقع أن تبدأ الخدمة اعتبارا من 2027.

هذا وينفذ سلاح الجو الأميركي بصورة دورية مهام قوة قاذفات مع البلاد الشريكة لتعزيز الشراكات والالتزام المشترك بالأمن الإقليمي.

وتمكن مجموعة من القواعد العملياتية المتقدمة حول العالم القاذفات الاستراتيجية الأميركية من ضرب الأهداف في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في أي لحظة في حالة اندلاع صراع.

وقد نفذت آخر مهمة لقوة القاذفات في 12 آذار/مارس في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، التي تتضمن الشرق الأوسط وغرب/وسط آسيا.

وقال نائب قائد القوة الجوية التاسعة الميجور جنرال مارك سلوكوم إن "التحالف ينظم فعاليات الإدماج هذه في المجال الجوي للبلدان الشريكة لتوسيع مدانا العالمي المشترك وقدرات توقع القوة العسكرية".

وفي شباط/فبراير، شارك سلاح الجو الأميركي في مهمة قوة قاذفات روتينية مع إستونيا.

والبلدان عضوان حليفان في الناتو ويعملان بتنسيق وثيق لحماية دول البلطيق والجناح الشرقي لأوروبا.

هذا وقد تم التركيز بكثافة مؤخرا على بحر العرب، وهو الممر المائي الذي يتوجب على كل السفن الإيرانية المرور عبره للوصول إلى الموانئ العالمية، كما أنه رابط رئيس في"سلسلة اللآلئ" الصينية.

ولطالما هددت إيران بغلق مضيق هرمز الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، وبمهاجمة السفن في حالة اندلاع حرب.

من جهة أخرى، برزت مخاوف إزاء حملة مشاريع البنى التحتية الضخمة التي تنفذها الصين لربط برها الرئيس بالقرن الإفريقي عبر شبكة من المنشآت العسكرية والتجارية.