أثبت سلاح الجو الأميركي في مناورة أجراها منتصف العام الجاري صحة مفهوم الانتشار القتالي المرن وذلك عبر استخدام قاذفاته من طراز بي-52 ستراتوفورتريس.
في تموز/يوليو الماضي، شاركت طائرات بي-52 من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا في تمرين أجيل ووربيرد بهدف إثبات قدرتها على استعراض وتوليد قوة جوية مستدامة بعد نشرها في قواعد أمامية للعمليات.
يمثل مفهوم الانتشار القتالي المرن الذي تم تقديمه في عام 2022، تحولا عن النموذج التقليدي للعمل انطلاقا من قواعد كبيرة ومركزية إلى استراتيجية انتشار مرنة ومتناثرة.
فهو يحول تركيز المعركة إلى اشتباكات وعمليات متعددة وأصغر حجما، مدعومة بمقاتلات متعددة المهام وطائرات للهجمات البرية.
ويهدف هذا النهج إلى تحقيق اللامركزية في القدرات العملياتية، ما يعقد قدرة العدو على التخطيط ويوفر لقادة القوات المشتركة خيارات عملياتية أكبر.
كجزء من تمرين أجيل ووربيرد، شاركت طائرات بي-52 في تدريبات في كل من قاعدة دايس الجوية في تكساس، وقاعدة فيرتشايلد الجوية في واشنطن، وقاعدة إلميندورف-ريتشاردسون المشتركة في ألاسكا، بحسب ما أعلنت قاعدة مينوت الجوية في صفحتها على موقع فيسبوك.
وأضاف المنشور، "إن مثل هذه التدريبات تزيد من تعزيز إمكانيتنا على التعبئة السريعة وتضمن قدرتنا على تشغيل قاذفاتنا من أي مكان في العالم وبشكل فوري".
تمكين الانتشار القتالي المرن
يعتبر الهدف النهائي من التمرين هو تمكين سلاح الجو الأميركي من القيام يوميا بمهام هجومية متعددة، وذلك انطلاقا من قواعد قد تكون مؤقتة أو يتم إنشاؤها بسرعة في المناطق الأمامية.
وتثبت التدريبات مثل أجيل ووربيرد فعالية هذا المفهوم من خلال إظهار أن قاذفة واحدة من طراز بي-52 قادرة على حمل 20 قنبلة هجوم مباشر مشترك (جدام) من طراز جي بي يو-31 تزن 907.2 كلغ، يمكنها تنفيذ مهمتين إلى أربع مهام يوميا وضرب ما يصل إلى 80 هدفا كل يوم.
هذا التمرين هو مجرد دليل واحد على التزام سلاح الجو الأميركي بمفهوم الانتشار القتالي المرن، وإثبات مرونة القاذفة بي-52.
وفي الآونة الأخيرة، أعلن سلاح الجو الأميركي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر عن نشر قاذفات بي-52 في الشرق الأوسط، وهي المرة الأولى التي تنتشر فيها هذه القاذفات في قاعدة بالمنطقة منذ عام 2019.
ويوفر الانتشار القتالي المرن الذي تدعمه عمليات بي-52 قدرة ردع قوية.
فمن خلال نشر طائرات بي-52 في مواقع متعددة، قد يتمكن سرب مكون من أربع طائرات من ضرب 160 هدف يوميا لمدة 90 يوم. ومن الممكن أن يؤدي هذا الإيقاع السريع، إذا لزم الأمر، إلى كبح العناصر المعادية في حملة طويلة الأمد.
وقد أثبتت بي-52 قدرتها على الصمود في 2016-2017 عندما تم نشرها في قاعدة العديد الجوية في قطر للمساعدة على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الشرق الأوسط.
وفي ذلك الانتشار، نفذت قاذفات بي-52 طلعات جوية فوق العراق وأفغانستان، حيث قدمت دعما جويا حاسما في العمليات ضد تنظيم داعش وساهمت بشكل كبير في نجاح المهمة.
إن موثوقية بي-52 ومدى طيرانها الواسع جعلا منها منصة مناسبة لدعم العمليات المستمرة ضد تنظيم داعش، ما عوض عن القاذفات بي-1 التي أرهقت بسبب الاعتماد المفرط عليها.
جيد
رد