يلعب صاروخ توماهوك للهجوم الأرضي دورا رئيسا في الضربات الأميركية المستمرة ضد مواقع الحوثيين وجهودها لحماية الشحن الدولي في البحر الأحمر.

وأكد الجيش الأميركي في 8 شباط/فبراير، أن قواته نفذت عدة ضربات ضد أنظمة صواريخ الحوثيين، في وقت كانت الجماعة المدعومة من إيران والمتمركزة في اليمن تستعد لشن هجمات تهدد البحرية الأميركية والسفن التجارية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه ابتداء من أوائل 8 شباط/فبراير، نفذت قواتها بتوقيت صنعاء "سبع ضربات دفاع عن النفس ضد أربع سفن سطحية مسيرة تابعة للحوثيين، وسبعة صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن كانت معدة للانطلاق ضد السفن في البحر الأحمر".

وأضافت أن "القيادة المركزية الأميركية حددت مواقع هذه الصواريخ والمركبات غير المأهولة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تمثل تهديدا وشيكا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة".

وجاء البيان بعد أن أعلنت القيادة المركزية الأميركية إنها شنت ضربات أيضا مساء يوم 7 شباط/فبراير.

وأوضحت أن الضربات "ستحمي حرية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أمانا وأكثر أمنا للبحرية الأميركية والسفن التجارية".

وشنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يوم 3 شباط/فبراير أيضا ضربات ضد 36 هدفا للحوثيين في اليمن.

وقال البنتاغون إن الضربات أصابت منشآت تخزين أسلحة تحت الأرض وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وغيرها من القدرات التي استخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن في البحر الأحمر، مضيفا أنها ضربت 13 موقعا في جميع أنحاء البلاد.

استهداف دقيق

في ضرباتهما الانتقامية الأولية في 11 كانون الثاني/يناير، هاجمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة 28 هدفا للحوثيين في جميع أنحاء اليمن باستخدام أكثر من 100 سلاح دقيق التوجيه، أكثر من 80 منها صواريخ توماهوك، حسبما نقلت صحيفة ذي أيريش تايمز عن مسؤولي دفاع أميركيين.

وكان صاروخ كروز البعيد المدى دون سرعة الصوت هو الخيار الأفضل لقوات التحالف لمكافحة تهديدات الحوثيين.

تُستخدم عائلة صواريخ توماهوك بشكل أساسي من قبل البحرية الأميركية والبحرية الملكية في العمليات التي تنفذ عبر السفن والغواصات ، ويمكنها ضرب كل من سفن العدو والأهداف البرية من مسافة تصل إلى 1000 ميل (1609 كم) وبسرعات تصل إلى 550 ميلا في الساعة (885 كم/ساعة).

مع قدرته على التحليق فوق الأرض أو البحر على ارتفاع يزيد عن 30 مترا فوق مستوى سطح الأرض، يستطيع توماهوك أن يطوف على ارتفاعات منخفضة للغاية لتجنب اكتشافه بواسطة الرادار.

ويعد توماهوك الصاروخ الأكثر موثوقية وفعالية من حيث التكلفة بالنسبة لمداه ودقته وحجم رأسه الحربي.

وتستمد دقة الاستهداف من أنظمة متكاملة متعددة تعمل أيضا على تعزيز مرونة توماهوك في مواجهة التشويش والتداخل.

يستخدم الصاروخ نظام تحديد المواقع العالمي القائم على الأقمار الصناعية ونظام الملاحة بالقصور الذاتي القائم على مستشعر الحركة ورسم خرائط ونمذجة التضاريس من خلال مطابقة محيط التضاريس، بالإضافة إلى التوجيه الراداري النشط. وتم تجهيز توماهوك بجهاز إرسال واستقبال رادار خاص به، ما يمكنه من العثور على هدفه وتتبعه بشكل مستقل.

علاوة على ذلك، يتفوق صاروخ توماهوك من حيث حجمه ومداه في الأداء على الصواريخ المماثلة من خلال رأسه الحربي الكبير بشكل مميز.

ومع وزن يبلغ 1000 رطل (454 كجم)، يمكن تهيئة الرأس الحربي الوحدوي لتوماهوك للقضاء على الأهداف السهلة مثل الطائرات الجاسمة والمركبات والقوات المعادية بالإضافة إلى الأهداف الصعبة مثل المخابئ ومراكز القيادة تحت الأرض وملاجئ الطائرات المحصنة.

ويتميز توماهوك عن الفئات الأخرى من صواريخ كروز بالقدرة على إعادة برمجته في منتصف الرحلة بناء على بيانات الرابط التكتيكي 16.

والرابط 16عبارة عن شبكة ربط بيانات تكتيكية آمنة ومقاومة للتشويش ، تستخدم لاتصالات الولايات المتحدة وحلفاء الناتو والشركاء الآخرين المهمة. وهو يعزز مرونة ودقة توماهوك من خلال دمج أنظمة تحديد الموقع والملاحة المتقدمة للصاروخ مع المعلومات المهمة في الوقت الفعلي.

وتم تجهيز توماهوك أيضا بكاميرا مدمجة يمكنها نقل البيانات إلى القوات في الوقت الفعلي، بالإضافة إلى تسجيل الضربات والعمليات لتحليل ما بعد المهمة.

الطلب المتزايد

مع سجل قتالي مثبت يمتد لأكثر من 40 عاما، اكتسب توماهوك مكانته كصاروخ كروز طويل المدى المفضل.

ويكلف كل صاروخ توماهوك نحو 1.5 مليون دولار، مقارنة بالصواريخ بعيدة المدى التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي يمكن أن تكلف ما بين 40 إلى 50 مليون دولار للصاروخ الواحد.

وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة لديها (اعتبارا من عام 2022) مخزون يبلغ نحو 4000 صاروخ توماهوك، وفي مستويات الإنتاج الحالية، يقوم مشاة البحرية والبحرية والجيش والشركاء الأجانب بشراء صواريخ توماهوك بالسرعة نفسها التي يتم إنتاجها بها.

ومن المقرر أن تزداد الطاقة الإنتاجية الأميركية لصواريخ توماهوك لتلبية الطلب المحلي والدولي.

ووقعت اليابان في كانون الثاني/يناير صفقة لشراء 400 صاروخ توماهوك، بعد أن اشترت أستراليا في آب/أغسطس 2023 أكثر من 200 صاروخ.