أنظمة الأسلحة

الذخائر محكمة التوجيه الأميركية تتيح شن ضربات مستهدفة بخسائر جانبية طفيفة

2023-10-25

تستخدم مثل هذه الأسلحة في العادة نظام التموضع العالمي أو التوجيه بالليزر أو أنظمة الملاحة بالقصور الذاتي لتحسين دقة السلاح لأقل من ثلاثة أمتار حسبما أفيد.

شارك هذا المقال

مسيرة من طراز إم كيو-9 ريبر تطلق صاروخ هيل فاير فوق مرمى نيفادا للاختبارات والتدريب يوم 30 آب/أغسطس. [سلاح الجو الأميركي]
مسيرة من طراز إم كيو-9 ريبر تطلق صاروخ هيل فاير فوق مرمى نيفادا للاختبارات والتدريب يوم 30 آب/أغسطس. [سلاح الجو الأميركي]

تمكن الذخائر محكمة التوجيه بالجيش الأميركي ضرب الأهداف بدون إلحاق الأذى بالمدنيين أو التسبب في أضرار جانبية.

هذا ويضع الجيش الأميركي دائما حياة المدنيين في الاعتبار ويعمل على منع الأضرار الجانبية.

وكان البنتاغون قد أصدر في آب/أغسطس 2022 خطة العمل لتخفيف الأضرار المدنية والاستجابة لها، والتي حددت سلسلة من الإجراءات الرئيسة التي سينفذها للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين والاستجابة لها.

وتضمنت هذه الإجراءات، من بين أمور أخرى: إنشاء مركز امتياز لحماية المدنيين وتطوير عمليات موحدة للإبلاغ عن الأضرار المدنية وعمليات إدارة بيانات ودمج خطة العمل لتخفيف الأضرار المدنية في المناورات والتدريب والتعليم العسكري المهني، بالإضافة إلى التعاون الأمني مع الحلفاء.

ملاحون أميركيون يستعدون لتثبيت صاروخ هيل فاير على مسيرة إم كيو-1بي بريدتور في كانون الثاني/يناير 2009 في قاعدة غريتش التابعة لسلاح الجو الأميركي في نيفادا. [سلاح الجو الأميركي]
ملاحون أميركيون يستعدون لتثبيت صاروخ هيل فاير على مسيرة إم كيو-1بي بريدتور في كانون الثاني/يناير 2009 في قاعدة غريتش التابعة لسلاح الجو الأميركي في نيفادا. [سلاح الجو الأميركي]

وقال البنتاغون في بيان له "إن حماية المدنيين من الأذى فيما له صلة بالعمليات العسكرية ليست فقط ضرورة أخلاقية، بل شديدة الأهمية أيضا لتحقيق نجاح طويل الأمد في ساحة المعركة".

وأضاف "قد ينتهي المطاف بالنجاحات التكتيكية والعملياتية التي يتم تحقيقها بشق الأنفس إلى أن تكون إخفاقا استراتيجيا إذا لم يتم الاهتمام بحماية البيئة المدنية بالقدر الذي يسمح به الوضع، بما في ذلك السكان المدنيين والأفراد والمنظمات والموارد والبنية التحتية والخدمات الأساسية والأنظمة التي تعتمد عليها حياة المدنيين".

أداة في مواجهة الإرهاب

ولطالما استخدم الجيش الأميركي الذخائر محكمة التوجيه كـ وسيلة لمواجهة الجماعات الإرهابية.

وفي حين أن الذخائر محكمة التوجيه استخدمت للمرة الأولى في العمليات العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، فإن المرة الأولى التي أظهرت فيها قيمتها كانت خلال حرب فيتنام، ومن ثم اكتسبت شهرة كبيرة في عملية عاصفة الصحراء عام 1991، وفقا لتقرير لمعهد أبحاث الكونغرس نشر في حزيران/يونيو 2021.

ومع أن الذخائر محكمة التوجيه لم تمثل إلا 6 في المائة من إجمالي الذخائر التي استخدمت خلال عملية عاصفة الصحراء، "إلا أنها ضربت عددا من الأهداف الحيوية وقللت عدد الطلعات القتالية المطلوبة وحدت من الأضرار الجانبية التي لحقت بالهياكل المدنية".

وأثبتت العمليات التي أجريت على مدار العقد المنصرم في أفغانستان والعراق وسوريا فعالية الذخائر محكمة التوجيه وأهميتها.

فقد استخدم سلاح الجو الأميركي ما يصل إلى 139 ألف سلاح، معظمها من الذخائر محكمة التوجيه، في العمليات القتالية في الشرق الأوسط منذ العام 2014، وفقا للتقرير.

واعتمدت العمليات التي نفذت في العراق وسوريا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على نحو خاص على الذخائر محكمة التوجيه.

وفي عام 2015، استخدمت القوات الجوية للتحالف أكثر من 28 ألف سلاح، غالبيتها من الذخائر محكمة التوجيه، وقد ارتفع هذا العدد إلى 39500 في عام 2017 في ذروة العمليات. وقد شهدت ذخائر الهجوم الجوي المباشر المشترك وصورايخ هيل فاير استخداما مكثفا.

مدعوما بالقدرة على تحديد الأهداف الرئيسة بصورة مستمرة، فقد اعتمد الجيش الأميركي على الذخائر محكمة التوجيه في استهداف الجماعات الإرهابية وزعمائها، الذين هم أنفسهم لم يأبهوا كثيرا بالأضرار الجانبية.

وأسفرت ضربات دقيقة نفذت في كانون الثاني/يناير 2017 واستهدفت قاعدتين للتدريب تابعتين لتنظيم داعش بالقرب من سرت في ليبيا عن مقتل أكثر من 80 من مقاتلي العدو. وقد وجهت الضربات ضد بعض المخططين الخارجيين لداعش الذين كانوا ينخرطون بنشاط في تخطيط العمليات ضد حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، بحسب المسؤولين.

وفي تموز/يوليو 2022، قتلت طائرة أميركية بدون طيار باستخدام صاروخ هيلفاير معدل زعيم تنظيم القاعدة الهارب أيمن الظواهري في غارة في كابول. ويعتقد أن المسيرة استخدمت الصاروخ آر9إكس هيل فاير، وهو صاروخ بدون رأس حربي لكن مزود بستة شفرات تشبه شفرات الحلاقة تبرز من جسم الطائرة وتقطع هدفها ولكنها لا تنفجر لمنع الأضرار الجانبية.

وصرح مسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية في ذلك الوقت أن أفراد أسرة الظواهري كانوا متواجدين في المنزل "ولم يتم استهدافهم عمدا ولم يلحق بهم أي أذى".

واستخدمت أيضا مسيرة من طراز إم كيو-9 ريبر في كانون الثاني/يناير 2020 ذخائر محكمة التوجيه لقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني مع مغادرة قافلته لمطار بغداد الدولي.

وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الأميركية أن "الجنرال سليماني كان ينشط لوضع خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والجنود في العراق وفي مختلف أنحاء المنطقة".

منع الأضرار الجانبية

والذخائر محكمة التوجيه "مصممة خصيصا لتدمير هدف صغير وتقليل الأضرار الجانبية إلى الحد الأدنى"، ويمكن أن تتضمن صواريخ تطلق من الطائرات أو السفن وقذائف متعددة الإطلاق وقنابل موجهة، وفق البنتاغون.

تستخدم مثل هذه الأسلحة في العادة نظام التموضع العالمي أو التوجيه بالليزر أو أنظمة الملاحة بالقصور الذاتي لتحسين دقة السلاح لأقل من ثلاثة أمتار حسبما أفيد (نحو 10 أقدام).

ولدى الجيش الأميركي مجموعة منوعة من المنصات التي يمكنها إطلاق هذه الذخائر، وفقا لتقرير نشره معهد أبحاث الكونغرس في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.

ويمكن لكل الطائرات ذات الجناح الثابت تقريبا إسقاط القنبلة بيفواي الموجهة بالليزر وذخائر الهجوم المباشر المشترك، التي تحول القنابل غير الموجهة الحالية إلى ذخائر "ذكية" دقيقة تطلق في الأحوال الجوية المعاكسة.

كما يمكن للمسيرة إم كيو-9 ريبروالمروحية إيه إتش-64 آباتشيوالمروحية إيه إتش-1زي فايبر أن تطلق الصاروخ جو-أرض محكم التوجيه من طراز هيل فاير.

ويتوقع من كلا من المروحية آباتشي والمروحية فايبر وبعض الطائرات ذات الجناح الثابت أن تكون قادرة على إطلاق الصاروخ جو-أرض المشترك، المصمم بحيث يحل محل الصاروخ هيل فاير والصواريخ التي تطلق من خلال أنبوب ويتم تتبعها بصريا وموجهة سلكيا والصواريخ طراز مافريك.

ويمكن للطائرات من طراز بي-1بي لانسرو بي-52 ستراتوفورتس حمل ذخائر الضرب جو-أرض المشتركة بداخلها، وهي صواريخ كروز تطلق من الجو. ويمكن أيضا لعدد من المقاتلات التكتيكية، بما في ذلك المقاتلة إف-16 فالكون وإف-15 ئي سترايك إيغل وإف/إيه-18 هورنت وإف/إيه-18ئي/إف سوبر هورنت وإف-35 لايتينينغ 2، أن تحمل هذه الصواريخ داخليا.

ويستخدم الجيش الأميركي كذلك الصاروخ المضاد للسفن طويل المدى، وهو صاروخ مضاد للسفن يستخدم نفس بدن ذخائر الضرب جو-أرض المشتركة ليحل محل الصاروخ إيه جي إم-88 هاربون.

وعلى الأرض، يمكن لنظام إطلاق الصواريخ المتعددة إم270 و منظومة صواريخ المدفعية عالية الحركة (هيمارس) إطلاق مجموعة منوعة من الذخائر محكمة التوجيه، بما في ذلك نظام الصاروخ التكتيكي بالجيش، وهو صاروخ بالستي تكتيكي عيار 610 ملم، ونظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة، وهو صاروخ عيار 227ملم موجه بنظام التموضع العالمي.

ويمكن لكلا النظامين أيضا إطلاق صاروخ الضرب محكم التوجيه، وهو برنامج تطوير جديد مصمم ليحل محل الصواريخ التكتيكية للجيش.

وفي البحر، تحمل سفن البحرية الأميركية صاروخ الهجوم البري توماهوك وصاروخ الضرب البحري، وهو صاروخ مضاد للسفن وهجوم بري والصاروخ القياسي-6، وهو صاروخ متعدد المهام قادر على القيام بالأدوار المضادة للحرب الجوية والدفاع ضد الصواريخ البالستية الطرفية وضد السفن.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

2023-11-09

ارهاب شديد

رد