الدقة الفائقة لمنظومة الصواريخ المدفعية ذات القدرات الحركية العالية (هيمارس) ومداها وقدرتها على النجاة وإمكانية نشرها، كلها ميزات تجعل منها أفضل منصة صواريخ مدفعية في العالم.
منظومة هيمارس إم142 هي منصة إطلاق صواريخ مركبة على شاحنة زنة خمسة طن قادرة على إطلاق صواريخ موجهة بتتابع سريع.
قدرة النظام على "إطلاق النيران والانطلاق بسرعة"، أو قدرته على التمركز وإطلاق النار وتغيير مكانه وإعادة شحنه في غضون دقائق، تقلل بصورة دراماتيكية من قدرة الخصم على تحديد موقع منصات الإطلاق واستهدافها، ما يعزز من قدرة الطاقم والمنصة على النجاة في البيئات عالية التهديد.
ويوجد الآن أكثر من 540 من أنظمة هيمارس منتشرة حول العالم.
يبلغ عدد طاقم المنظومة برمتها ثلاثة أفراد، ويمكن نقلها بسرعة على متن طائرات نقل من طراز سي-130 وسي-17 لتنتشر سريعا عبر العالم.
وقد تم تدريب مشاة البحرية الأميركية على تحميل منظومة هيمارس على متن سفن الإنزال البحري المختلفة التي تستطيع نشر الأنظمة على البر خلال مهام القوات الاستطلاعية.
ونظرا لتنوع استخدامات منظومة هيمارس، يمكن إطلاقها من مجموعة منوعة من الأماكن، بما في ذلك أسطح السفن.
وفي 2017، أظهر مشاة البحرية هذه القدرة حين أطلقوا وابلا من الصواريخ من منظومة هيمارس من سطح الطيران في سفينة النقل البرمائية يو إس إس أنكوراج، وتمكنوا من تدمير هدف على جزيرة يبعد 70 كم.
ومنذ تلك التجربة، شكل استخدام منظومة هيمارس من السفن جزءا من التخطيط لدى الجيش الأميركي.
وكان جوزيف تريفيثيك قد كتب في مجلة ذي درايف في عام 2019 أنه "مع وجود هذه الأسلحةعلى متن السفن البرمائية الراسية في البحر، سيكون بمقدور مشاة البحرية الحصول على نيران مدفعية دقيقة عند الطلب خلال عملية الإنزال البرمائي دون تعريض منصات الإطلاق لخطر متزايد على رأس الجسر الساحلي نفسه أو الاعتماد بصورة رئيسة على الطائرات أو المروحيات الهجومية لتوفير هذا النوع من الإسناد".
وأضاف أنه "عندما تصبح منطقة الإنزال الأولية آمنة، يمكن للشاحنات أن تنقل للشاطئ وتستمر في دعم القوة فيما تتحرك قدما باتجاه الداخل، وهي بذلك تكمل ناقلات الإسناد الجوي وسفن الهجوم البرمائية".
مجموعة متنوعة من الذخائر
يمكن توجيه صواريخ هيمارس بدقة نحو الأهداف، ما يعني أنه يمكن استخدامها على نحو مقتصد وموثوق.
وبما أن هذه الصواريخ تحلق على نحو منخفض وسريع، فهي تجعل اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية عملية متسمة بالتحدي، ونظرا لأن الشاحنات سريعة الحركة، فإنه يصعب تحديد مكان منصات إطلاق أنظمة هيمارس واستهدافها.
ويكون النظام أكثر فعالية عند استخدامه ضد الأهداف الثابتة التي يمكن تحديدها مسبقا، مثل مستودعات الذخيرة والبنية التحتية ومواقع تمركز القوات.
وكانت الجزيرة قد كتبت في عام 2022 أن "السر وراء دقة الصواريخ يكمن في نظام الملاحة بالقصور الذاتي، وهو مجموعة من الجيروسكوبات ومقاييس التسارع، الذي يبلغ الصاروخ بموقعه بالضبط بالنسبة لهدفه، ما يحقق دقة ضرب تصل من ثلاثة إلى خمسة أمتار (10 إلى 16 قدما) عند المدى الأقصى".
والعنصر الآخر الذي له الأهمية نفسها هو شبكة الاستخبارات الأميركية التي تعطي الإحداثيات لمطلق النيران.
ويمكن استخدام أنواع مختلفة من الذخائر مع هذا المنظومة.
وتتمتع ذخائر نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة بدقة أعلى من الصواريخ البالستية مع احتمال أعلى للتدمير وبصمة لوجستية أقل.
وتستطيع منصات إطلاق منظومة هيمارس حمل 6 من ذخائر نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة في كل حجيرة.
وتستطيع بعض أنظمة هيمارس أيضا إطلاق صواريخ نظام الصواريخ التكتيكية للجيش التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن (ATACMS)، والتي يصل مداها إلى 350 كم.
وتحمل الصواريخ التكتيكية رؤوس متفجرة زنة 227 كجم ولديها نظام استهداف محدث، ما يجعلها مميتة على نحو خاص ضد الأهداف المتحركة مثل السفن وقاذفات الصواريخ البالستية المتحركة.
وفي المستقبل، سيكون لمنظومة هيمارس مدى يصل إلى 500 كم مع صاروخ الهجوم الدقيق.
وما يزال صاروخ الهجوم الدقيق قيد التطوير، وسيستخدم الدفع المتقدم لكي يحلق أسرع وأبعد من الصواريخ التكتيكية ويكون في الوقت نفسه أرق وأنعم، ما يرفع العدد الذي تستطيع أنظمة هيمارس حمله إلى صاروخين لكل حجيرة.
ويتوقع أن يحقق صاروخ الهجوم الدقيق القدرة العملياتية الأولية في عام 2023.