قال مسؤولون عسكريون إن أول طائرة هجومية من طراز إيه-10 ثاندر بولت 2 (وورثوغ) تابعة لسلاح الجو الأميركي وصلت إلى قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات بتاريخ 31 آذار/مارس، في ظل تعزيز الولايات المتحدة لقوتها الجوية في المنطقة.
ووصل مع الطائرة سربان من الطيارين والقائمين بالصيانة في عملية نشر تم تقريبها بعدة أسابيع عقب سلسلة من الهجمات التي طالت القوات الأميركية في سوريا ونسبت إلى الميليشيات التابعة لإيران، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وستدعم عملية النشر هذه الحرب العالمية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وذكرت القيادة المركزية التابعة للجيش الأميركي يوم الثلاثاء أن القوات الأميركية نفذت خلال شهر آذار/مارس، إلى جانب قوات التحالف الدولي وشركاء آخرين، ما إجماليه 37 عملية استهدفت داعش في العراق وسوريا.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل فيل فينتورا في بيان نشرته محطة سي إن إن أن الولايات المتحدة ملتزمة بمهمة إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.
وأشار إلى أنها "مستعدة [في الوقت عينه] للاستجابة لسلسلة من الحالات الطارئة في الشرق الأوسط عند الحاجة".
وفي أعقاب الهجمات في سوريا، أصدر الجيش الأميركي في أواخر آذار/مارس توجيهات لمجموعة حاملة الطائرات جورج إتش دبليو بوش بالبقاء في البحر المتوسط لشهرين إضافيين من أجل دعم القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
وتشمل المجموعة الهجومية أيضا طراد الصواريخ الموجهة يو إس إس ليتي جولف والمدمرة يو إس إس ديلبرت د. بلاك وسفينة الدعم يو إس إن إس أركتيك، وهي بقيادة حاملات الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية يو إس إس جورج إتش دبليو بوش.
وقال فينتورا إن "هذه الخطوات مجتمعة تعكس قدرة الولايات المتحدة على إعادة مركزة قواتها بصورة سريعة حول العالم وتسلط الضوء على واقع أن كل التدابير اللازمة ستتخذ للدفاع عن القوات الأميركية".
قوة جوية راسخة
وفي هذا الإطار، ذكر قائد جناح الاستكشاف الجوي الـ 380 في سلاح الجو الأميركي البريجادير جنرال ديفيد ر. لوبيز أن وصول طائرات إيه-10 "وورثوغ" إلى الظفرة "سيعزز قدرتنا على تأمين القوة الجوية والدفاع عن المنطقة".
وأضاف أنه سيوفر أيضا "فرصا إضافية للتعاون مع مضيفينا الإماراتيين".
هذا وتقدم طائرة إيه-10، وهي أول طائرة تصمم خصيصا للدعم الجوي القريب، الدعم الجوي للقوات البرية منذ نحو 5 عقود.
ويستطيع مدفع الطائرة الرشاش عيار 30 ميليمترا إطلاق 3900 طلقة في الدقيقة، وباستطاعته تدمير القوات المعادية والبنى التحتية، بما في ذلك الدبابات والسفن الهجومية.
وأشار محللون إلى أن طائرات إيه-10 فتاكة بشكل خاص ضد قوارب الهجوم السريع، كتلك التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني بالقرب من مضيق هرمز.
وتكمّل هذه الطائرة المجموعة الواسعة من منصات جمع المعلومات الاستخبارية الجوية التابعة للجيش الأميركي والتي تمت تجربتها واختبارها في المنطقة، وقد أثبت بعضها بالفعل قيمته طيلة أكثر من 3 عقود.
ومن بينها آر-سي 135 ريفت جوينت التي وصفها الكابتن جيمس فرانسيس، وهو رئيس فريق وحدة تخطيط المهام بسرب الاستطلاع الاستكشافي 763، بأنها "الطائرة الرائدة في العالم في مجال جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع".
أما طائرة الإنذار والتحكم المحمول جوا من طراز إي-3 سنتري (أواكس) وطائرة الإنذار المبكر المحمول جوا من طراز إي-2 دي هاوكي، فتوفران أيضا قدرات استخبارات واتصالات.
وإضافة إلى الطائرات الأكثر تخصصا، تحتل الولايات المتحدة وحلفاؤها الريادة في توسيع وتحسين سبل جمع البيانات وتحليلها بصورة أكبر، وذلك عبر استخدام مقاتلات إف-35 لايتنينغ 2 وإف-22 رابتور من الجيل الخامس.
وبفضل قدرات التخفي التي تتميز بها، تستطيع هذه الطائرات العمل كطائرات أواكس مصغرة إذ توفر قدرات إدارة المعارك عن طريق الاقتراب خلسة من العدو وجمع المعلومات من مستشعراتها ومصادر أخرى.
وتستطيع عندئذ استخدام الحواسيب الموجودة على متنها لإدماج البيانات في صورة مترابطة ومن ثم نقلها لتنسيق الجهود مع طائرات الجيل الرابع، مثل المقاتلة إف-15 إيغل وإف-16 فايتينغ فالكون ويوروفايتر تايفون.
تعزيز الشراكات
هذا ونفذ سلاح الجو الأميركي مهمة قاذفات في 12 آذار/مارس، فأرسل قاذفتين طراز بي-52 ستراتوفورترس عبر المنطقة، "مظهرا القدرة على نشر قوة جوية متكاملة بصورة سريعة".
وقالت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية إن بي-52 ستراتوفورترس اندمجت مع مقاتلات مرافقة من 7 دول أثناء عبورها الشرق الأوسط.
وذكر نائب قائد سلاح الجو التاسع الميجور جنرال مارك سلوكوم أن مهمة القاذفات هدفت كسابقاتها إلى بناء قدرة الشركاء وإلى "توسيع رقعة وصولنا المشترك حول العالم وقدراتنا على استعراض القوة العسكرية".
وقد شارك في كانون الثاني/يناير نحو 6400 جندي أميركي و1100 عنصر من قوات الدفاع الإسرائيلية في مناورات جونيبر أوك 23.2، وهي مناورات بالذخيرة الحية أجريت على مدى أسبوع في إسرائيل والبحر المتوسط.
وشملت المناورات أكثر من 140 طائرة و12 سفينة بحرية وأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة (هيمارس) وأنظمة الصواريخ الموجهة متعددة الانطلاق.
وفي 16 أيلول/سبتمبر، اختتم سلاح الجو الأميركي مناورة تدريبية مكثفة نفذت فيها الوحدات المشاركة عمليات انتشار سريع في منطقة تمتد من مصر إلى كازاخستان.
وكانت عملية أجايل سبارتن 3 ثالث فعالية تتويجية على تدريبات الانتشار القتالي السريع تنظمها القوات الجوية بالقيادة المركزية الأميركية.
ويشير الانتشار القتالي السريع إلى مفهوم تشغيلي يقوم بموجبه سلاح الجو بالانتشار سريعا في منطقة وينفذ عمليات متفرقة ومستدامة باستخدام شبكات من القواعد الجوية الثابتة والصعبة مع عتاد سابق التموضع وعمليات جسر جوي.
وفي هذا السياق، قال قائد المكون الجوي للقوات المشتركة اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش الذي قاد مقاتلة من طراز إف-16 فايتينغ فالكون في إطار عملية أجايل سبارتن 3، إن عناصر القوات الجوية بالقيادة المركزية الأميركية "يكتسبون خبرة قتالية كل يوم".
وتابع "لا يمكن تثمين هذا النوع من التحضيرات".