تعد المسيرة إم كيو-9 ريبر، التي تسمى أيضا بريدتور بي، المركبة الجوية غير المأهولة الهجومية الرئيسة التي يتم التحكم فيها من بعد ويستخدمها سلاح الجو الأميركي. ويمكن تشغيلها كمسيرة يتم التحكم فيها من بعد، أو أيضا تشغيلها بصورة مستقلة.

ومن خلال وقت تحليقها الطويل، وأيضا مستشعراتها واسعة المدى ومجموعة الاتصالات متعددة الأوضاع وأسلحتها الدقيقة، فإن المسيرة إم كيو-9 في وضع فريد لتنفيذ مهام الهجوم والتنسيق والاستطلاع ضد الأهداف الديناميكية وعالية القيمة.

إضافة إلى ذلك، فإن هذه المسيرة قادرة على أداء مهام الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة الحرجة في البر والبحر على حد سواء.

ويبلغ وزن هذه المسيرة 4900 رطل (2223 كجم)، في حين يصل طول جناحيها إلى 66 قدما (20.1 مترا) وطولها إلى 36 قدما (11 مترا).

وبفضل محركها التوربيني، فإن المسيرة تستطيع أن تصل إلى ارتفاع أقصى يصل إلى 50 ألف قدم (15240 مترا)، كما أن لها مدى يصل إلى 1150 ميلا (1850.7 كم).

ويتم مراقبتها والتحكم فيها من قبل طاقم جوي يتألف من طيار ومشغل مستشعرات، وذلك في محطة تحكم أرضي تستخدم لتوجيه التحكم في الزمن الحقيقي للمسيرات.

وتتميز المسيرة بمرونة تشغيلية لا مثيل لها، ولا سيما عند مقارنتها بسابقتها الأصغر حجما إم كيو-1.

هذا وتبلغ السرعة القصوى الجوية لهذه المسيرة 480 كم في الساعة، مقارنة بالمسيرة إم كيو-1، التي كانت سرعتها 135 كم/ساعة.

كما تستطيع المسيرة إم كيو-9 حمل حمولة متفجرة أكبر، تصل إلى 3750 رطلا (1700 كجم)، مقارنة بـ إم كيو-1، التي تستطيع نقل حمولة متفجرة قصوى تصل إلى 450 رطلا (200 كجم).

عند إضافة ميزة الارتفاع العالي، تمكن قدرة الحمولة المتفجرة لهذه المسيرة من استخدام الأسلحة المثبتة بنقاطها السبعة الصلبة بحسب الحاجة.

وتتضمن هذه الأسلحة الصاروخ التكتيكي جو-أرض AGM-114 هيلفاير والصاروخ جو-أرض AIM-9 سايدويندر، فضلا عن الصاروخ جو-جو AIM-92 ستينغر.

ويمكن تجهيز المسيرة إم كيو-9 بعدة أنواع من القنابل الموجهة، بما في ذلك القنابل الموجهة بالليزر GBU-12 بيفواي و GBU-49 إنهانسيد بيفواي 2 وقنابل الهجوم المباشر المشترك GBU-38 وقنابل الهجوم المباشر المشترك التي تعمل بالليزر GBU-54.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2013 وكانون الثاني/يناير 2014، اختبر الجيشان الأميركي والبريطاني بنجاح استخدام الصاروخ الهجومي ثنائي الأوضاع جو-أرض وأرض-أرض بريمستون مع المسيرة إم كيو-9.

وقد نفذت هذه المسيرة المزودة بهذا الصاروخ تسع ضربات مباشرة ضد كل من أهداف ثابتة ومتحركة من مسافة 7 أميال (11.3 كم) وارتفاع يصل إلى 20 ألف قدم (6.1 كم).

ومثلت الاختبارات خطوة في التطوير المتواصل للصاروخ البريطاني بريمستون، الذي أصبح الآن صاروخا هجوميا رئيسا. واعتبارا من تموز/يوليو 2023، أرسلت المملكة المتحدة هذه الصواريخ إلى أوكرانيا لمساعدتها في الحرب ضد روسيا.

'صائدة قاتلة'

هذا وتجعل مزايا مدة التحليق الطويلة التي تبلغ 27 ساعة وارتفاعها العملياتي العالي وقدرة الحمولة الكبيرة التي تتمتع بها المسيرة إم كيو-9، تجعلها الأداة النموذجية لتنفيذ مهام المراقبة السرية الطويلة للأهداف ودعم جهود مكافحة الإرهاب ومكافحة التمرد.

وتعد هذه المسيرة أول مسيرة "صائدة قاتلة" تستخدم في المهام طويلة الأمد وعالية الارتفاع من قبل كل من سلاح الجو الأميركي ومنظمات أخرى، وذلك وفقا للشركة المصنعة جنرال أتوميكس.

هذا وقد تم شراء هذه المسيرة واستخدامها من قبل سلاح الجو الأميركي ووزارة الأمن الداخلي الأميركية والإدارة الوطنية الأميركية للملاحة الجوية والفضاء، إلى جانب السلاح الجوي في كل من إيطاليا وفرنسا وأسبانيا والمملكة المتحدة.

ولدى سلاح الجو الأميركي نفسه اعتبارا من أيار/مايو 2021 أسطول يتكون من أكثر من 300 من هذه المسيرات.

وأعلنت شركة جنرال أتوميكس أيضا في تشرين الأول/أكتوبر أنها قدمت عرضا لبيع مسيرتين من هذا الطراز لأوكرانيا، إلى جانب قطع الغيار والدعم الفني ونقل بيانات الأقمار الاصطناعية مقابل مبلغ رمزي هو دولار أميركي واحد.

وقال الناطق باسم الشركة سي مارك برينكلي "سنعطيهم اثنين من أنظمة المسيرات ريبر ونقوم بنقلهما إلى أوكرانيا للتدريب، لكننا الآن رقعنا عرضنا وبات يغطي قطع الغيار والدعم الفني عن بعد، كما سنقوم حتى بتضمين نوعا من النقل المبدئي للبيانات".