نظرا لخصائصها وقدرتها على التخفي، تستطيع مقاتلة سلاح الجو الأميركي طراز إف-35إيه، التي تعرف أيضا باسم لايتينينغ 2 التكيف تبعا لأي مهمة تكلف بها.
تستطيع هذه المقاتلة التوغل في أراضي العدو دون أن ترصد في اليوم الأول من أي حملة، حاملة 5700 رطل (2600 كجم) من الذخائر الداخلية.
وبعد التخلص من التهديدات على الأرض وفي الجو، توفر المقاتلة إف-35 معلومات استخبارية حيوية للقادة في القاعدة أو البحر، كما تستطيع حمل الصواريخ والقنابل المحمولة من الخارج، حيث تحمل ما يصل إلى 22 ألف رطل (10 آلاف كجم) من الأسلحة الداخلية والخارجية.
ووفق مدونة آفيشين جيك كلوب، "يمكن إعادة تهيئة المقاتلة لحمل المزيج المناسب من الأسلحة للعودة في أي يوم حين تكون هناك حاجة لها في المعركة".
"ومن توفير المعلومات الاستخبارية الحيوية، إلى القضاء على التهديدات بأسلحتها القوية جو-جو وجو-أرض، لدى هذه المقاتلة المدى والمرونة اللازمتين لكي تنتصر مرارا وتكرارا"، حسبما أضافت المدونة.
وبفضل أسلحتها، تتمتع المقاتلة إف-35إيه، بميزة لا تمتلكها طائرات الجيل الرابع.
وتتمثل حمولة المقاتلة، التي يتم فيها حمل الذخائر في الحجيرات الداخلية، في صاروخين اثنين من الصواريخ متوسطة المدى المتقدمة جو-جو AIM-120 واثنين من ذخائر الهجوم المباشر المشترك GBU-31.
كما أن النسخة إف-35إيه هي النسخة الوحيدة التي تأتي بمدفع دوار 25مم طراز GAU-22/A.
وتستفيد أسلحة المقاتلة إف-35إيه من قدرة المقاتلة على اختراق دفاعات العدو دون أن ترصد والقضاء على قدرات الرصد الحيوية للعدو، ما يمكن عمليات المتابعة التي تقوم بها مقاتلات الجيل الرابع والقاذفات والمدمرات البحرية.
صواريخ ذاتية التوجيه
والصاروخ AIM-120 هو صاروخ جو-جو يعمل خارج المدى المرئي وفي جميع الأحوال الجوية، وله القدرة على القيام بالعمليات سواء بالنهار أو الليل.
وهذا الصاروخ أسرع وأصغر وأخف من سلفه، وهو الصاروخ AIM-7 سبارو، ويتمتع بقدرات محسنة ضد الأهداف منخفضة الارتفاع، وفقا لورقة حقائق لسلاح الجو الأميركي.
ويشتمل الصاروخ AIM-120 على توجيه راداري نشط للإرسال والاستقبال مع وحدة مرجعية بالقصور الذاتي ونظام كمبيوتر صغير، ما يجعل الصاروخ أقل اعتمادا على نظام التحكم في النيران الخاص بالطائرة.
ولهذا، فإن هذا الصاروخ هو من نوعية الأسلحة التي "تطلق ثم تُنسى".
وتوضح ورقة الحقائق أنه "فور أن يقترب الصاروخ من هدف ما، فإن راداره النشط يوجهه للاعتراض".
"ويمكن ذلك الطيار من توجيه عدة صواريخ وإطلاقها في نفس الوقت على أهداف متعددة. ويتمكن الطيار عندئذ أن يؤدي مناورات مراوغة أثناء توجيه الصواريخ نفسها لأهدافها".
وبالإضافة إلى المقاتلة إف-35، فإن هذه الصواريخ متوافقة أيضا مع المقاتلات طراز إف-15 وإف-16 وإف-22 التابعة لسلاح الجو الأميركي والطائرات طراز إف-إيه/18 التابعة للبحرية وسلاح مشاة البحرية.
وعند إطلاق أحد هذه الصواريخ، يستخدم طيارو حلف الناتو رمز الاختصار "فوكس ثري".
ويصل وزن هذا الصاروخ إلى 356 رطلا (161 كجم) تقريبا ويشتمل على رأس متفجر زنة 44 رطلا (20 كجم) يمكن أن ينفجر باستخدام نظام صمامات تفجير ينفجر عند الاقتراب أو الارتطام.
ويبلغ المدى العملياتي للصاروخ 57 ميلا بحريا (105 كم)، أي خارج مدى الرصد لأي طائرة عدو تعمل ضد المقاتلة إف-35.
'قنابل ذكية' عالية الدقة
وتستخدم المقاتلة إف-35إيه والنسخ الأخرى من هذه المقاتلة مجموعة أدوات دعم التوجيه في ذخائر الهجوم المباشر المشترك التي تحول القنابل الحالية غير الموجهة إلى ذخيرة "ذكية" دقيقة في الطقس السيئ، وفقا لسلاح الجو الأميركي.
وكان نظام التوجيه قد طور بشكل مشترك بين سلاح الجو الأميركي و البحرية الأميركية، وهو يستخدم نظام توجيه متكامل يعمل بالقصور الذاتي إضافة إلى مستقبل يعمل بنظام التموضع العالمي (جي بي إس) لتحسين دقة القنابل غير الموجهة ذات الأغراض العامة في أي طقس.
وتستخدم قنابل الهجوم المباشر المشترك قنبلة زنة 2000 رطل (900 كجم) يمكنها اختراق الأهداف الصلبة مع مدى مقدر يصل إلى 45 ميلا (72 كم).
وتقول ورقة حقائق سلاح الجو الأميركي إنه "فور إطلاقها من الطائرة، تنتقل ذخائر الهجوم المباشر المشترك بشكل مستقل إلى إحداثيات الهدف المحدد. ويمكن تحميل إحداثيات الهدف في الطائرة قبل الإقلاع، أو تغييرها يدويا من قبل طاقم الطائرة قبل إطلاق الأسلحة، أو يتم إدخالها تلقائيا من خلال تحديد الهدف باستخدام أجهزة الاستشعار الموجودة على متن الطائرة".
وتسمح ذخائر الهجوم المباشر المشترك بتوجيه أسلحة متعددة ضد هدف واحد أو أكثر في آن واحد.
وحين تكون بيانات نظام التموضع العالمي متاحة، يوفر نظام ذخائر الهجوم المباشر المشترك في أكثر أوضاعه دقة خطأ دائري محتمل للسلاح قدره 5 أمتار أو أقل أثناء الطيران الحر.
ويعرّف الخطأ الدائري المحتمل بأنه نصف قطر الدائرة المتمركز على نقطة الهدف، والذي لديه احتمال إصابة بنسبة 50 في المائة، وهو أحد مقاييس الدقة العديدة التي تستخدم في وصف الدقة البالستية.
وبدون بيانات نظام التموضع العالمي، يمكن لذخائر الهجوم المباشر المشترك تحقيق خطأ دائري محتمل قدره 30 مترا أو أقل لأوقات طيران حر تصل إلى 100 ثانية.
ميزة غير متماثلة
وتضم المقاتلة إف-35إيه أيضا مدفع GAU-22/A، وهو مدفع من طراز غاتلينغ عيار 25 يتكون من أربعة سبطانات ويتم إمداده بالقدرة خارجيا ومصمم لكلا أنظمة المدافع الداخلية والخارجية في المقاتلة إف-35.
ويطلق كل مدفع طراز GAU-22/A ما يصل إلى 3300 طلقة في الدقيقة مع مقذوفات متفجرة مخترقة للدروع قادرة على تدمير حتى أكثر الطائرات صلابة.
ووفق الشركة المصنعة جنرال ديناميكس، فإن "الحركة الدوارة المتواصلة تقلل من أحتمال التأثير على مكونات المدفع، ما يطيل العمر الافتراضي للمدفع ويؤدي إلى موثوقية عالية للغاية".
والمدفع GAU-22/A أخف بأكثر من 40 رطلا (18.1 كجم) ويشغل مساحة أقل بنسبة 20 في المائة مقارنة بنظيره المجهز بخمس سبطانات، ما يجعله"قوة نيرانية فتاكة متعددة الاستخدامات وخفيفة للمقاتلة إف-35إيه لايتينينغ 2"
وفي حين أن المقاتلة إف-35إيه مصممة أصلا للمشاركة في "القتال القريب"، أي المعارك الجوية التي تتم على مسافة قريبة بين المقاتلات، فإن المناورات والاختبارات تبين أن المقاتلة إف-35إيه قد لا تضطر حتى إلى المشاركة في مثل هذه المعارك.
وبما أن المقاتلة إف-35إيه تشتهر بتدريبها الفائق للطيارينومواصفات التكنولوجيا العالية ورزمة أجهزة الاستشعار المتقدمة وقدرات الرقابة والقدرة على التدمير التي تشبه تلك الخاصة بالمسيرات، فإن الطائرة تستطيع أن تتواجد خلف مقاتلات العدو دون أن ترصد وأن تقضي على التهديد قبل أن تستطيع مقاتلة العدو أن ترسل تحذيرا عن وجود المقاتلة إف-35.