تعد المقاتلة إف-15 إيغل أميركية الصنع إحدى أشهر الطائرات المقاتلة التي تستخدمها الدول حول العالم، وهي تمثل التعاون العسكري المستمر للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

فقد تم تجميع أكثر من 1500 نسخة مختلفة من المقاتلة إف-15 منذ الموافقة على تصنيعها عام 1976.

وتعمل المئات من طائرات إف-15 في الشرق الأوسط، بما في ذلك في إسرائيل والمملكة العربية السعودية وقطر.

وتمتلك إسرائيل 50 نسخة مختلفة من طراز إف-15 إيه/بي/سي/دي و25 طائرة من طراز إف-15آي، وفقا لتقرير نشره موقع بريكينغ ديفانس في كانون الثاني/يناير.

في حين تمتلك المملكة العربية السعودية ما لا يقل عن 207 مقاتلة من طراز إف-15إس إيه و62 مقاتلة من طراز إف-15 إيغل في الخدمة، وفقا لموقع بريكينغ ديفانس.

بينما تمتلك قطر 22 طائرة من طراز إف-15كيو إيه، ومن المقرر تسليمها 14 طائرة أخرى. ويتضمن العقد خيارا لـ 36 مقاتلة أخرى.

وفي عام 2022، أعربت وزارة الدفاع الأميركية عن نيتها بيع طائرات إف-15 إلى مصر، على الرغم من أنه لم يتم تسليم أي منها حتى الآن.

شراكة تاريخية

في تسعينيات القرن الماضي، أظهرت الجهود الإسرائيلية الأميركية لتطوير طائرة مقاتلة النتائج الممكنة لشراكة استراتيجية وتكنولوجية وثيقة بين البلدين.

وما تزال أول طائرة مقاتلة إسرائيلية تم تطويرها بالشراكة مع الولايات المتحدة، وهي إف-15آي، دليلا على العلاقة القوية بين البلدين بعد أكثر من عقدين من دخولها الخدمة الفعلية.

فقد تم بناء أول هذه الطائرات في عام 1997، واختارت إسرائيل الطائرة إف-15 لتكون مقاتلة المستقبل في عام 1994.

وتعد المقاتلة إف-15آي راعام (ثاندر) التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي نسخة معدلة من الطائرة إف-15إي سترايك إيغل التابعة لسلاح الجو الأميركي. وتم تطويرها لتلبية احتياجات إسرائيل والمواصفات التي طلبتها بالتعاون الوثيق مع المهندسين والموردين الإسرائيليين.

ويطلق على الطائرة المقاتلة ذات المقعدين والمحركين اسم "الطائرة الاستراتيجية" لإسرائيل لقدراتها الضاربة بعيدة المدى.

وصممت شركة ماكدونيل دوغلاس (الآن بوينغ) الطائرة إف-15 كمقاتلة جو-جو محضة، لكنها عدلتها مع نسخة إف-15إي إلى مقاتلة هجومية متعددة الأدوار تعمل في جميع الأحوال الجوية. كما أدخلت المزيد من التطوير على الطائرة إف-15آي لتلبية احتياجات إسرائيل، وفقا لمجلة ناشيونال إنترست.

وتتضمن النسخة الإسرائيلية أسلحة وإلكترونيات طيران وقدرات حرب إلكترونية وقدرات اتصالات أكثر تطورا، ما يمكنها من شن ضربات أرضية بعيدة المدى.

وفي عام 1997، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بوينغ آنذاك، فيل كونديت، "من وجهة نظر تكنولوجية بحتة، فإن طائرة إف-15آي تعد تحفة فنية".

وأضاف "لقد لعب المهندسون والموردون الإسرائيليون دورا مهما في إنتاج هذه الطائرة. وهذه الحقيقة ذات مغزى، ليس فقط من وجهة نظر التكنولوجيا، ولكن من باب الافتخار أيضا".

وشارك في برنامج التعاون الصناعي الخاص بـ إف-15آي 24 شريكا من قطاع الطيران الإسرائيلي وشمل عقودا تجاوزت قيمتها الـ 500 مليون دولار.

’طائرة استراتيجية‘

استخدم المهندسون الإسرائيليون النسخ السابقة من مقاتلة إف-15 مدة 15 عاما وكان لديهم الكثير من الأفكار حول كيفية تحسين إف-15إي لتلبية متطلبات سلاح الجو الإسرائيلي.

في الماضي، كانت المقاتلة إف-15آي مجهزة بصواريخ جو-جو إيه آي إم-7 سبارو وإيه آي إم-9 سايدويندر. ويمكن أن تحمل صواريخ بايثون قصيرة المدى الموجهة بالأشعة تحت الحمراء وصاروخ إيه آي إم-120 أمرام الجديد متوسط المدى والموجه بالرادار.

اليوم، تشمل ترسانة المقاتلة إف-15آي قنابل بايفواي الموجهة بالليزر وقنابل الهجوم المباشر المشترك الموجهة بالأقمار الصناعية وقنابل بلو-109 "بانكر-باستر"، إضافة إلى قنبلة سبايس الموجهة بدقة وصواريخ إيه جي إم-88 هارم المضادة للرادار.

والمقاتلة مجهزة أيضا برادار إيه بيه جي-70 مع تحديد لمواقع التضاريس يوفر صورة دقيقة، ما يتيح للطاقم تحديد الأهداف بغض النظر عن الظروف الجوية، إضافة إلى جهاز كمبيوتر مركزي إسرائيلي الصنع وشاشة إلبيت وخوذة الرؤية (داش).

ووفقا لموقع إلبيت سيستمز، فإن هذه الخوذة "تمكّن الطيارين من توجيه أسلحتهم بمجرد النظر إلى الهدف".

وفي الوقت الذي شهدت فيه السنوات الأخيرة انضمام الطائرات المقاتلة الأحدث مثل إف-35آي أدير إلى ترسانة سلاح الجو الإسرائيلي، لا تزال الطائرة إف-15آي تتمتع بأهمية كبيرة.

وأعلن سلاح الجو الإسرائيلي في عام 2016 عن برنامج تحديث لطائرة إف-15آي تضمن تجهيزها برادار جديد نشط وممسوح إلكترونيا وإلكترونيات طيران محدثة وتغييرات هيكلية وأنظمة أسلحة جديدة لم تحدد.

وعلى الرغم من أن بعض المهام ستنتقل في نهاية المطاف إلى إف-35، إلا أن الطائرة إف-15آي ستظل "طائرة استراتيجية"، كما قال ضابط في سلاح الجو آنذاك مشيرا إلى "قدراتها الكبيرة على الحمل".

وأضاف "عندما نريد الوصول إلى مسافات بعيدة بعدد طائرات قليل وأسلحة كثيرة، ترجح دوما كفة المقاتلة إف -15آي".