بفضل تكنولوجيا الجيل القادم والقدرة على حمل أسلحة متقدمة أسرع من الصوت، جُهزتالمقاتلة إف-15إي إكس لتكون مقاتلة رئيسة يمكنها تدمير عدة طائرات معادية في الوقت نفسه، خارج النطاق البصري وحتى قبل رصدها.
والنسخة إف-15إي إكس هي نسخة جديدة من المقاتلة إف-15 الفعالة، وتتمتع بقدرة محسنة على المناورة ومتانة وعمود فقري رقمي، ولديها أيضا قدرة أكبر على حمل ذخائر صواريخ جو-جو متفوقة، ما يجعلها عنصرا رئيسا في أي أسطول مقاتلات تكتيكي.
وقد طورت شركة بوينغ هذا النموذج كبديل جاهز لنموذج إف-15سي، تلك المقاتلة الأيقونية ذات المحركين. شكلت المقاتلات إف-15 جزءا ناجحا للغاية من سلاح الجو الأميركي منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين.
يعد النموذج إف-15 إيغل إحدى أشهر المقاتلات التي تستخدمها الدول حول العالم. وقد تم تجميع أكثر من 1500 من المقاتلات إف-15 منذ الموافقة على إنتاجها عام 1976.
وتعمل المئات من نماذج المقاتلة إف-15 في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك في إسرائيل والمملكة العربية السعودية وقطر.
وعلى مدار السنوات، زودت التحديثات المقاتلة بالمزيد من قدرات جو-أرض.
وتتضمن التحديثات الأخيرة هياكل أقوى للطائرات وأجهزة استشعار ومعالجات وأنظمة تحكم في الطيران أكثر تقدما، وفقا لمعهد خدمة أبحاث الكونغرس.
وبنى النموذج الأخير من سلسلة طائرات إف-15 إيغل الناجح للغاية على إرث سابقاتها، وتوفر في الوقت عينه عدة مزايا رائدة من حيث القدرة على المناورة والسرعة والحمولة المتفجرة.
سرعة في الطيران والحوسبة
هذا ويتميز نموذج إف-15إي إكس المتقدم ذات المقعدين بوجود قمرة طيران زجاجية بالكامل مع شاشة عرض واسعة يمكنها عرض بيانات مركبة. ويمكن تشغيلها بواسطة طيار واحد، أو بواسطة طيار وضابط أنظمة أسلحة، وذلك في المهام المعقدة.
ويعزز محركان من طراز إف110-جي إي-129 قوة هذا النموذج. ويمكنها التحليق بسرعة 2.5 ماخ (2686 كم/ساعة)، ما يضعها بين المقاتلات الأسرع في العالم. ومع مدى قتالي يصل إلى 1272 كم، يمكن لهذه المقاتلة ضرب الأهداف العميقة.
ويتمتع حاسوب المهام المقاتلة بسرعة هائلة، ولديه هيكلية أنظمة مهام مفتوحة مع أنظمة متقدمة لإدارة المعارك.
وتسمح هيكلية أنظمة المهام للحاسوب بالعمل على نحو مستقل أو الاتصال بشبكة سحابية.
وتضم الطائرة أيضا أدوات تحكم سلكية في الطيران ورادار طراز إيه بي جي-82(في)1 نشط ممسوح إلكترونيا. ويمنح هذا الرادار المتقدم للغاية الطائرة مدى كبير وقدرة محسنة على تتبع أهداف متعددة والاشتباك معها لمسافات أطول.
الحمولة الأفضل في فئتها
لكن ما يميز حقا النسخة إف-15إي إكس هو حمولتها. وإحدى المزايا المدهشة لهذا النموذج هي قدرتها على حمل الصواريخ، إذ باستطاعتها حمل ما يقرب من 30 ألف رطل (13600 كجم) من أنظمة الأسلحة المتقدمة.
ويمكن لهذا النموذج حمل مجموعة منوعة من الصواريخ جو-جو وجو-أرض، ما يجعلها قادرة على أداء مهام متعددة في مختلف السيناريوهات القتالية.
ومن بين الصواريخ التي تستطيع النسخة إف-15إي إكس حملها هو صاروخ الاعتراض الجوي-9 سايدويندر، الذي يعرف باسم فوكس-2.
والصاروخ فوكس-2 هو صاروخ جو-جو أسرع من الصوت يتعقب مصدر الحرارة، ويمكنه أن يصل إلى مسافة تبلغ 35 كم.
ولهذا الصاروخ تاريخ طويل وناجح مع الجيش الأميركي، إذ دمر نحو 270 طائرة، وقد أدخلت عليه تحسينات مختلفة منذ خمسينيات القرن العشرين.
كما يمكن للنسخة إف-15ئي إكس حمل صواريخ الجيل الجديد، مثل الصاروخ جو-جو المتقدم متوسط المدى-120، الذي يعرف أيضا باسم فوكس-3. ويتمتع هذا الجيل الجديد من الصواريخ جو-جو بقدرة على العمل في جميع الأحوال الجوية وخارج المدى البصري، وله سرعة تصل إلى 4 ماخ.
والرادار النشط في هذا الصاروخ يوجهه لاعتراض الهدف خارج النطاق البصري، سواء في الليل أو النهار وفي مجموعة منوعة من الأحوال الجوية.
ويمكن هذا الأمر الطيار من توجيه عدة صواريخ على أهداف مختلفة وإطلاقها في الوقت نفسه. ثم توجه الصواريخ نفسها إلى أهدافها، في حين يستطيع الطيار أن ينفذ مناورات مراوغة.
إلى هذا، ستؤمن الصواريخ الأحدث من الجيل القادم النموذج إف-15إي إكس فرصا أكبر للنجاح، إذ يمكن لهذا النموذج أن يحمل الصاروخ التكتيكي المتقدم المشترك، صاروخ الاعتراض الجوي-260، وهو صاروخ جو-جو متقدم خارج النطاق البصري يتمتع بمدى أطول.
ومن المتوقع أن يدخل هذا الصاروخ حيز الإنتاج هذا العام.
هذا وتوسع قدرة حمل الصواريخ التي يتمتع بها النموذج إف-15إي إكس بصورة كبيرة من نطاقها العملياتي وفعاليتها. ويمكنها التحليق بسرعات كبيرة والاشتباك مع أهداف متعددة في آن واحد، ما يعطي ميزة كبيرة في الحرب الجوية الحديثة.