ترقى مقاتلة إف-15 ئي إكس إيغل 2 التابعة لسلاح الجو الأميركي، وهي واحدة من أكثر المقاتلات في العالم سرعة وتسلحا، بكفاءتها إلى مستوى لقبها "سوبر إيغل".

وتستطيع المقاتلة الهجومية متعددة المهام والتي تعمل في كل الظروف المناخية التحليق بسرعة 2.5 ماخ (أي 2686 كيلومترا بالساعة)، وتتميز بنطاق قتالي يبلغ 1272 كيلومترا.

وكانت أولى المقاتلات من هذا الطراز قد سلمت لسلاح الجو الأميركي عام 1974، بعد أن صممت أساسا كمقاتلة متفوقة في الأجواء. وخلال السنوات الـ 49 الماضية، أصبحت المقاتلة أسرع وأقوى وأكثر تطورا بكثير.

وحلقت مقاتلة إف-15ئي سترايك إيغل المحدثة ومتعددة الأدوار للمرة الأولى عام 1986، في حين انطلقت المقاتلة إف-15 ئي إكس في الأجواء للمرة الأولى عام 2021.

ويضم سلاح الجو الأميركي 453 مقاتلة إف-15 من مختلف النسخ، بحسب ما جاء في تقرير صدر عن خدمة أبحاث الكونغرس عام 2020. ويتم تصنيع مقاتلات إف-15 أيضا لعملاء دوليين متعددين، بما في ذلك إسرائيل واليابان والسعودية.

ويمكن تشغيل إف-15 إيه إكس التي تضم مقعدين من قبل طيار واحد، أو من قبل طيار ومسؤول عن أنظمة السلاح للمهام المعقدة.

طائرة أكثر تطورا

هذا وتتمتع إف-15 ئي إكس الجديدة، المبنية على أساس طائرات إيغل الأكثر تطورا، بهيكل أقوى وأجهزة استشعار ومعالجات وأنظمة تحكم بالطيران أكثر تطورا، وفق ما ذكره تقرير خدمة أبحاث الكونغرس.

وتتميز نسخة إف-15 ئي إكس التابعة لسلاح الجو الأميركي أيضا برادار متطور جديد وحصري إلى جانب أنظمة فرعية أخرى.

وهي مزودة برادار صفيف مسح إلكتروني نشط من شأنه نشر انبعاثات الإشارات الخاصة به عبر نطاق واسع من الترددات، ما يصعّب رصدها ويزيد من مقاومتها للتشويش.

وأوردت مجلة إير أند سبيس فورسز أن الطائرات تضم "كمبيوتر مهام أقوى بكثير وشاشات جديدة لقمرة القيادة وشبكة رقمية ونظام البقاء على قيد الحياة (إيباوس)".

وإيباوس هو نظام حرب إلكترونية ورصد للتهديدات "يحمي مقاتلات إف-15 التابعة لسلاح الجو الأميركي بفضل تكنولوجيا السلاح الإلكتروني الرقمي من أجل تعزيز فعالية المهام والبقاء على قيد الحياة في أصعب البيئات".

ويضم هيكل الطائرة الأقوى في النسخة إف-15 ئي إكس 4 أبراج أجنحة مع 23 نقطة تعليق وأبراج هيكل وحاملات قنابل على خزانات الوقود المتوازية، ما يعطي سوبر إيغل قدرة على حمل 13400 كيلوغراما من الوقود الخارجي والذخيرة.

قدرة قتالية ʼهائلةʻ

وتشمل تحسينات أخرى نظام حامل قاذف القذائف والصواريخ المتقدمة (امبر).

ونقلت مجلة بوبولار ميكانيكس أن "هذه الحاملات الجديدة التي تحمل الصواريخ والقنابل وتوفر روابط بيانات بين الطائرة والذخيرة، تسمح لطائرة إف-15 ئي إكس بحمل صواريخ جو-جو بنسبة إضافية تبلغ 50 في المائة، ليصل المجموع إلى 12 صاروخا".

ولفتت إلى أنه بفضل نظام أمبر، تضم مقاتلة إف-15 ئي إكس ما مجموعه 23 محطة أسلحة مقارنة بـ 17 في مقاتلة إف-15 ئي.

وأضافت أن "الحمولة القتالية لمقاتلة إف-15 ئي إكس متوازنة، ما يسمح لها بإطلاق الصواريخ المشتركة جو-أرض ضد أهداف العدو ثم القيام بمهمة مختلفة تماما بعد ذلك على الفور كالاشتباك مع طائرات العدو".

وفي اختبارات الطيران الأخيرة، تم تحميل مقاتلة إف-15 ئي إكس إيغل 2 بثلاثة صواريخ مشتركة جو-أرض، حسبما ذكر الجناح الـ 53 التابع لسلاح الجو الأميركي يوم 30 آب/أغسطس.

وقال متحدث باسم الجناح لمجلة إير أند سبيس فورسز إن "كل الأمور سارت على ما يرام، وحصلنا على البيانات التي تثبت أن النسخة ئي إكس تستطيع بسهولة استخدام ثلاثة صواريخ مشتركة جو-أرض في ظروف القتال"، موضحا أنه تم فعليا إسقاط صاروخ مشترك جو-جو واحد فقط.

وجاء في ورقة حقائق خاصة بسلاح الجو الأميركي أن تفاصيل الضربة التجريبية سرية، ولكن الصاروخ المشترك جو-جو يغطي نطاقا يصل إلى 370 كيلومترا تقريبا.

وأظهرت اختبارات الطيران في تشرين الثاني/نوفمبر أن الطائرة تستطيع أيضا حمل ما يصل إلى 12 صاروخ جو-جو متوسط المدى (أمرام)، حسبما ذكرت مجلة إير أند سبيس فورسز.

وقال الميجور كالفن كونر من سلاح الجو الأميركي في بيان إنه "من الرائع إثبات قدرة إف-15 ئي إكس على استخدام ثلاثة صواريخ مشتركة جو-جو بعد أن شهدنا على تصديق... دور السيطرة جو-جو الذي يمكن أن تلعبه بواسطة حمولة مؤلفة من 12 صاروخ أمرام".

وأضاف كونر الذي يترأس وحدة المقاتلة إف-15 في السرب 85 لاختبارات وتقييم المقاتلات أن "القدرة القتالية التي تجلبها التشكيلة الرباعية لمقاتلة إف-15 ئي إكس لأي قائد فرقة هائلة".