قدرة مقاتلة إف-15 إي سترايك إيغل متعددة الأدوار على تنفيذ ضربات أو مهام اعتراض جوي بدون مواكبة أو دعم إلكتروني بطائرات حربية، تجعلها الخيار الأمثل للتوظيف القتالي الرشيق لسلاح الجو الأميركي.

والطائرة سترايك إيغل مقاتلة ثنائية الدور تتميز بالقدرة على "شق طريقها نحو هدف معين على مدى بعيد وتدمير مواقع العدو البرية والخروج بعد ذلك من ساحة المعركة"، حسبما ذكر سلاح الجو الأميركي.

وتشكل إف-15 إي سترايك إيغل النموذج المحدث من مقاتلات إف-15 القديمة التابعة لسلاح الجو الأميركي، وهي قادرة على تنفيذ مهام جو-جو ومهام جو-أرض طويلة المدى، بما في ذلك ضربات ضد أهداف العدو البرية.

وتتميز النسخة إف-15 إي بإلكترونيات طيران متطورة وقدرة متفوقة على المناورة والتسارع، إلى جانب قدرتها على التحليق على ارتفاع منخفض في النهار أو الليل مهما كانت الظروف المناخية، لذا فهي مصممة لتنفيذ مهام قصف بدون مواكبة مقاتلات أخرى.

وبحسب سلاح الجو الأميركي، تتميز المقاتلة بقدرة تسارع أكبر من النماذج السابقة ويمكن تزويدها بمعظم الأسلحة المتوفرة في مخزون أسلحة سلاح الجو للمهام جو-أرض إلى جانب الصواريخ جو-جو.

وكان سلاح الجو الأميركي قد تسلم المقاتلة إف-15 إي للمرة الأولى في العام 1989. وحتى تموز/يوليو الماضي، كان يملك 218 مقاتلة من طراز إف-15 إي معدل أعمارها 30 سنة.

وحول العالم، تم تصنيع ما لا يقل عن 525 مقاتلة إف-15 إي سترايك إيغل حتى اليوم، وسيتم تصنيع المزيد منها.

وفي هذا السياق، تم طرح مفهوم التوظيف القتالي الرشيق على أنه عقيدة سلاح الجو الأميركي في عام 2022، ويركز هذا المفهوم على نشر القوة والعمليات من القواعد الكبيرة المركزية إلى مواقع أصغر وموزعة، ما يوفر لسلاح الجو قدرة أكبر على التحرك وقدرة على الاستجابة بسرعة لمجموعة واسعة من التهديدات.

ووفق سلاح الجو الأميركي، فإن التوزيع المادي يعقد على نحو إضافي قدرات الخصوم على استهداف القوات الجوية الأميركية والقوات المتحالفة معها، ما يمكّن التوظيف القتالي الرشيق من "زيادة معدل القدرة على البقاء وتوليد القوة القتالية في الوقت عينه".

ميزة تعددية الأدوار

ويتمحور مفهوم التوظيف القتالي الرشيق حول العمليات البرية المتعددة صغيرة النطاق في منطقة ساحة معارك متقدمة مدعومة بالعديد من المقاتلات وطائرات الهجوم البري التي تستطيع تنفيذ مجموعة من المهام من حقول جوية أصغر حجما.

وطوال فترة خدمتها التي تزيد عن 30 سنة، أظهرت مقاتلة إف-15 إي القدرة على تنفيذ الضربات في العمق ضد أهداف عالية القيمة والقيام بمهام الدوريات الجوية القتالية والإسناد الجوي عن قرب.

وتجعل قدرة المقاتلة متعددة الأدوار على إعادة اتخاذ مهام متعددة خلال فترة قصيرة من الوقت، تجعلها طائرة متفوقة يمكن تشغيلها ضمن مفهوم التوظيف القتالي الرشيق.

وتستطيع إف-15 إي أيضا زيادة سرعتها من التشغيل الثابت إلى السرعة القصوى في أقل من 4 ثوان، وهو تحسن بنسبة 40 في المائة مقارنة بنظام التحكم السابق بالمحرك، بحسب سلاح الجو الأميركي.

ويعني تعزيز تسارع المحرك عمليات إقلاع أسرع واستجابة أكثر قوة أثناء المناورة، علما أن الإقلاع السريع أساسي في مفهوم التوظيف القتالي الرشيق وتركيزه على الحقول الجوية الأصغر والمتناثرة.

وبحسب المعلومات، تستطيع إف-15 إي الإقلاع ضمن 300 متر والهبوط في مساحة 450 مترا فقط.

وتتميز المقاتلة عن غيرها من الطائرات متعددة الأدوار على صعيد قدرتها على الفتك الجوي.

يُذكر أنه يمكن تسليح سترايك إيغل بصواريخ إيه آي إم-9 سايدويندر وصواريخ إيه آي إم-120 جو-جو المتطورة ومتوسطة المدى (أمرام)، علما أنها مزودة بمدفع جنرال إلكتريك إم 61 إي 1 عيار 20 ميليمترا مع 500 طلقة وهو ما يعد فعالا ضد طائرات العدو.

وتتميز النسخة الأخيرة من سترايك إيغل، وهي إف-15 إي إكس إيغل 2، بحمولة موسعة ومدى وسرعة أكبر، حيث تبلغ سرعتها القصوى 2.5 ماخ.

وبفضل قدرتها الإضافية على الحمل مقارنة بأي من سابقاتها، تستطيع إيغل 2 حمل ما يصل إلى 22 صاروخا من طراز إيه آي إم-9 إكس سايدويندر وإيه آي إم-120 أمرام.