تعكس الأصول التابعة لسلاح الجو الأميركي والتي ضربت أهدافا لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في وقت سابق من الشهر الجاري، فعالية الولايات المتحدة والتزامها بمواجهة التنظيمات المتطرفة العنيفة.
وشنت القوات الأميركية في 8 كانون الأول/ديسمبر عشرات الغارات الجوية على قيادات ومعسكرات وعناصر داعش وسط سوريا، في مسعى لمنع التنظيم من استغلال انهيار النظام السوري.
وشاركت في العملية طائرات متعددة تابعة لسلاح الجو الأميركي بما في ذلك بي-52 ستراتوفورتريس وإف-15إي سترايك إيغل وإيه-10 ثاندربولت 2، ضاربة أكثر من 75 هدفا.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الضربات هي "جزء من المهمة المستمرة لشل تنظيم داعش وإضعافه وإلحاق الهزيمة به، من أجل منع التنظيم الإرهابي من تنفيذ عمليات خارجية".
وأضاف أن الجيش الأميركي وحلفاءه وشركاءه في المنطقة "سيواصلون تنفيذ عمليات لإضعاف القدرات العملياتية لداعش حتى أثناء هذه الفترة التي تشهد تطورات في سوريا".
وفي 1 تشرين الثاني/نوفمبر أعلن مسؤولون في قطاع الدفاع الأميركي عن نشر العديد من المدمرات التابعة للبحرية الأميركية وقاذفات بي-52 ستراتوفورتريس وطائرات إف-15إي سترايك إيغل وطائرات التزود بالوقود في المنطقة، حسبما ذكرت مجلة القوات الجوية والفضائية آنذاك.
وقال مسؤولون في أيلول/سبتمبر الماضي إن الولايات المتحدة سترسل سربا من طائرات إف-16 فايتنغ فالكون وسربا من طائرات إف-15إي سترايك إيغل وسربا من طائرات إيه-10 ثاندربولت 2.
وأضافوا أنه سيتم توسيع نطاق نشر الطائرات الموجودة حاليا في الشرق الأوسط لزيادة عدد المقاتلات والطائرات الهجومية في المنطقة.
أصول أساسية
وإن الضربات الأخيرة تشكل المرة الأولى منذ سنوات التي تستخدم فيها طائرات إف-15 وإيه-10 وبي-52 في وقت واحد.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحافيين إن الطائرة أسقطت نحو 140 قطعة ذخيرة.
وتعتبر إف-15إي سترايك إيغل أسرع مقاتلة متعددة الأدوار في العالم وهي قادرة على الوصول إلى سرعات تزيد عن 2.5 ماخ (3000 كيلومتر/ساعة).
وتتميز إف-15إي بإلكترونيات طيران متطورة وقدرة متفوقة على المناورة والتسارع إلى جانب قدرتها على التحليق على ارتفاع منخفض في النهار أو الليل مهما كانت الظروف المناخية، وقد صممت بذلك لتنفيذ مهام قصف بدون مواكبة مقاتلات أخرى.
ومن جهتها، تعد بي-52 القاذفة الثقيلة الأقوى دون سرعة الصوت لدى سلاح الجو الأميركي، وهي قادرة على تنفيذ مهمات مهما كان المدى وفي كل الأحوال الجوية حول العالم.
هذا وبإمكان بي-52 نقل 32 ألف كيلوغرام من الذخائر بما في ذلك القنابل النووية والتقليدية على حد سواء والألغام والصواريخ الموجهة بدقة وذخائر الهجوم المباشر المشترك.
ومن جهة أخرى، تعد الطائرة إيه-10 طائرة هجومية دون سرعة الصوت بمحركين ومقعد واحد وقد صممت خصيصا لتوفير الإسناد الجوي القريب للقوات البرية. وتستطيع تنفيذ الهجوم البري والبحري الخفيف على حد سواء، كما أنها مجهزة لحمل مجموعة واسعة من الصواريخ الدقيقة الموجهة وغير الموجهة.
وتُلقب إيه-10 ثاندربولت 2 بـ "الدبابة الطائرة" وهي مزودة بدرع من التيتانيوم زنته 540 كيلوغراما، ما يمكّنها من امتصاص الضرر أثناء إطلاق النار.