إن تعدد استخدامات طائرة إف-15إي سترايك إيغل كمقاتلة قادرة على تنفيذ مهام جو-جو وجو-أرض، يجعلها من الأصول المهمة لتنفيذ مفهوم التوظيف القتالي الرشيق الذي يعتمده سلاح الجو الأميركي.
وتعد سترايك إيغل المقاتلة متعددة الأدوار الأسرع في العالم، حيث أنها قادرة على تحقيق سرعات تفوق الـ 2.5 ماخ (3000 كيلومتر في الساعة). وتتميز بمدى يبلغ 3860 كيلومترا، وهو من الأطول المديات التي قد تحققها أية مقاتلة.
وتتميز أيضا بوزن إقلاعها الأقصى المرتفع نسبيا والبالغ 37 ألف كيلوغرام، إلى جانب سقف الطيران العالي فيها والبالغ 18300 متر.
وتعد سترايك إيغل طائرة متعددة الاستخدامات لنقل الذخائر جو-أرض وجو-جو.
وتحتوي الطائرة على مدفع متعدد السبطانة عيار 20 ميليمترا ومزود بـ 500 طلقة.
ويمكنها حمل 4 صواريخ جو-جو قصيرة المدى من طراز إيه آي إم-9 سايدويندر و4 صواريخ إيه آي إم-120 جو-جو متقدمة ومتوسطة المدى، أي ما مجموعه 8 صواريخ إيه آي إم-120.
وتتوافق إف-15إي مع معظم الأسلحة جو-أرض في ترسانة سلاح الجو الأميركي.
وتتميز سترايك إيغل بقدرتها على التحليق عموديا مباشرة بعد الإقلاع. وكانت هذه أول طائرة أميركية عاملة يفوق دفع محركها وزن الطائرة المحمل، ما يسمح لها بالإسراع أثناء تحليقها عموديا.
ولعبت المقاتلة دورا أساسيا في وقت سابق من العام الجاري في الدفاع عن إسرائيل ضد وابل ضخم من الصواريخ والمسيرات الإيرانية.
فاعترضت مقاتلات إف-15إي سترايك إيغل تابعة لسربي المقاتلات 494 و335 في سلاح الجو الأميركي 70 مسيرة إيرانية خلال الهجوم الذي نفذ في 15 نيسان/أبريل.
وشمل الهجوم أكثر من مائة صاروخ باليستي و30 صاروخا موجها للهجوم البري و150 مسيرة أطلقت من قبل إيران وجماعة الحوثي الإرهابية في اليمن والوكلاء المدعومين من إيران في العراق.
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إنه تم اعتراض 99 في المائة من المسيرات والصواريخ.
مرونة وقدرة على الصمود
هذا وتستطيع المقاتلة إف-15إي الإقلاع من مدارج مؤقتة لا يتجاوز طولها الـ 500 متر والهبوط عليها، ما يسمح بتنفيذ عمليات في ظروف قاسية مع بنى تحتية محدودة.
وإن هذه السمة الأساسية إلى جانب تعددية أدوار إف-15إي، تجعل من سترايك إيغل الطائرة الأكثر موثوقية وحيوية لمفهوم التوظيف القتالي الرشيق المعتمد بسلاح الجو الأميركي.
يُذكر أن مفهوم التوظيف القتالي الرشيق الذي أطلق عام 2022، يركز على تعزيز مرونة سلاح الجو الأميركي وقدرته على الصمود وقوته القتالية. ويركز كذلك على تبني اللامركزية في القدرة التشغيلية عبر توزيع الوحدات والقدرات عبر قواعد أصغر حجما.
ويحول هذا المفهوم تركيز المعركة إلى اشتباكات وعمليات متعددة أصغر حجما، تدعمها مقاتلات متعددة الأدوار وطائرات الهجوم البري.
وإن قدرة إف-15إي على استيعاب مجموعة متنوعة من الذخائر والتحليق على مسافات طويلة بعد الانطلاق من مدارج صغيرة، تجعل منها طائرة مثالية ومرنة لمفهوم التوظيف القتالي الرشيق.
وفي السيناريوهات القتالية حيث تكون المدارج الأساسية غير متوفرة أو تتطلب العمليات رحلات إلى مواقع نائية، تتميز المقاتلة بقابليتها على التكيف وبمرونتها التشغيلية.