تعمل المقاتلة الشبح إف-35 على توسيع وجودها في جميع أنحاء العالم، في ظل إقدام المزيد من حلفاء الولايات المتحدة على شرائها.
وآخر من اشتراها هي ألمانيا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بغرض الاستجابة للبيئة الأمنية الجديدة التي خلقتها روسيا مع غزوها أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وفي 11 نيسان/أبريل، وافقت السلطات الرومانية أيضا على خطة لشراء مقاتلات من طراز إف-35 بهدف تحديث قوة البلاد الجوية.
وتشير هذه الخطوة الأخيرة إلى أنه يمكن لرومانيا أن تصبح ثالث حليف في أوروبا الشرقية يستخدم طائرات الجيل الخامس، وذلك بعد بولندا وجمهورية التشيك.
وقال مكتب الرئيس الروماني في بيان إن "هذه الطائرات... تسمح بتحقيق تفوق جوي والحفاظ عليه، وهو شرط إلزامي لضمان السيادة في المجال الجوي الوطني والدفاع عنه إذا لزم الأمر".
أحدث الطائرات العسكرية
وتعد طائرة إف-35 المعروفة أيضا باسم لايتنينغ 2، واحدة من أكثر الطائرات العسكرية تنوعا في استخداماتها وأكثرها تطورا في العالم وهي مصممة لتلبية الاحتياجات المختلفة للعمليات العسكرية الحديثة.
وتكمن مهمة إف-35 الأساسية هي القتال الجوي. وتمتلك قدرات تخفي متقدمة وأجهزة استشعار متطورة وقد تم تصميمها للحؤول دون اكتشافها في المجال الجوي المعادي وللاشتباك مع مقاتلي العدو وإلحاق الهزيمة بهم، إضافة إلى توفير التفوق الجوي للقوات الصديقة.
وجهزت الطائرة كذلك بأنظمة رادار وإلكترونيات طيران متطورة تمكّنها من اكتشاف وتتبع طائرات العدو على مسافات طويلة، وهي تتمتع بأنظمة أسلحة متطورة تسمح لها بالاشتباك وتدمير مقاتلات العدو بدقة وسرعة.
وتعتبر الطائرة إف-35 فعالة للغاية في الضربات جو-أرض. وهي مجهزة بقنابل وصواريخ دقيقة التوجيه تمكّنها من الاشتباك وتدمير الأهداف الأرضية بدقة كبيرة حتى في الظروف الجوية السيئة أو وسط رؤية ضعيفة.
وأخيرا، تساهم الطائرة إف-35 أيضا في مهام الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية. فتستطيع اكتشاف وتحديد أهداف العدو من مسافات طويلة، ولديها روابط بيانات متطورة تسمح لها بمشاركة المعلومات مع الطائرات الأخرى ومراكز القيادة والسيطرة الأرضية.
وتأتي طائرة لايتنينغ 2 بـ 3 أشكال مختلفة.
ويعد الشكل إف-35إيي الذي يستخدمه سلاح الجو الأميركي، شكل الإقلاع والهبوط التقليدي.
ويستخدم سلاح مشاة البحرية الأميركية الشكل إف-35 بي الذي "يستطيع الهبوط عموديا كالمروحيات والإقلاع ضمن مسافات قصيرة للغاية. ويسمح ذلك له بالعمل انطلاقا من قواعد ذات مدارج قصيرة وبنية بسيطة جدا ومن مجموعة من السفن ذات القدرات الجوية"، حسبما أفادت شركة لوكهيد مارتن.
أما الشكل الثالث وهو إف-35 سي التابع للبحرية الأميركية والذي يعرف بأنه شكل حاملة الطائرات، فيستطيع الإقلاع من أية حاملة طائرات أميركية من أي مكان على وجه الأرض.
قدرات تحت تصرف حلفاء الولايات المتحدة
وتسمح هذه القدرات المتطورة لكل من الولايات المتحدة وحلفائها بتأمين مصالحهم حول العالم.
ومع توقيع العقد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أصبحت ألمانيا الدولة التاسعة في قائمة المبيعات العسكرية الأجنبية التي تضم إف-35 ضمن أسطول الطائرات الخاص بها، لتنضم إلى إسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وبولندا وبلجيكا وسويسرا وفنلندا وسنغافورة.
هذا وطرحت الطائرة إف-35 عام 2006 وتم تطويرها من قبل 8 شركاء دوليين في البرنامج هم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا وأستراليا والنرويج والدنمارك وكندا.
وحتى الآن، تعمل طائرات إف-35 من 26 قاعدة في مختلف أنحاء العالم، وتستخدمها 9 دول على أراضيها. وقالت لوكهيد في بيان أصدرته في كانون الأول/ ديسمبر إن أكثر من 875 طائرة من طراز إف-35 موجودة في الخدمة اليوم، مع أكثر من 1845 طيارا و13 ألف و350 عامل صيانة تم تدريبهم على الطائرة.
ونقل موقع 24 راين عن قائد القوات الجوية الألمانية إنغو جيرهارد قوله في كانون الأول/ديسمبر، إن "إف-35 هي أحدث الطائرات المقاتلة في العالم".
ومن جانبه، أكد المجلس الفيدرالي السويسري في حزيران/يونيو 2021 عندما أعلن عن اختياره لطائرات إف-35إيي لتحل مكان طائرات إف-5 وإف/إيي-18 القديمة، "من حيث الفعالية، حققت طائرة إف-35إيي أفضل نتيجة لأنها... تمتلك أنظمة جديدة تماما وقوية للغاية ومتصلة بالشبكات لحماية ومراقبة المجال الجوي".
تعدد الاستخدامات
وتتمثل إحدى نقاط القوة الرئيسة للطائرة إف-35 في تنوع استخداماتها ومرونتها إذ يمكن تهيئتها لتلبية الاحتياجات المحددة لمهمة معينة.
وعلى سبيل المثال في سيناريو قتال جو-جو نموذجي، يمكن لطائرة إف-35 أن تعمل في وضع التخفي عبر استخدام أجهزة الاستشعار وأنظمة الأسلحة المتطورة للاشتباك مع مقاتلات العدو وتدميرها قبل أن يعرف حتى أنها موجودة.
وفي سيناريو الضربة جو-أرض، يمكن للطائرة إف-35 التحول إلى وضع عدم التخفي وضرب الأهداف الأرضية بدقة كبيرة.
وفي سيناريو الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية، يمكن للطائرة إف-35 العمل في وضع التخفي باستخدام أجهزة الاستشعار المتقدمة وروابط البيانات لجمع المعلومات الاستخبارية عن قوات العدو دون أن يتم اكتشافها.
وتبلغ السرعة القصوى لمقاتلة الجيل الخامس 1.6 ماخ (1.6 ضعف سرعة الصوت)، كما يصل مداها القتالي إلى 1410 كيلومترا.
وتتميز إف-35 أيضا بـ "وضع الوحش"، وهو وضع يتم فيه حمل الأسلحة على أبراج مثبتة على الجناح وكذلك داخل الهيكل الداخلي، ما يجعلها أكثر فتكا عند الحاجة.
وفي وضع التخفي العادي، يمكن للطائرة أن تحمل في الهيكل الداخلي 2.6 طن من الذخائر.
أما وضع الوحش الذي تتضاعف فيه هذه الكمية إلى 4 أضعاف لتصل إلى 10 أطنان، فيتم اعتماده خصيصا عند القضاء على أنظمة المضادات الجوية المعادية وحين لا تكون المقاتلة مضطرة للاعتماد على قدرتها على التخفي لمتابعة مسيرتها.
وإلى جانب الذخائر الخاصة بها، تعزز الطائرة قدرات أنظمة الأسلحة الأخرى فتنشئ كوكبة من القوة النارية.
ويتمثل أحد شركاء إف-35 في نظام إيجيس القتالي، وهو نظام أسلحة بحرية متكامل يستخدم الكمبيوتر والرادار لتوجيه الأسلحة المختلفة لضرب الأهداف.
وتكمن مساهمة إف-25 في نظام إيجيس في توسيع دائرة نصف قطر الأهداف القابلة للاكتشاف من خلال توفير مهام التخفي في عمق أراضي العدو. إلى هذا، يمكن للطائرة إف-35 عند تجهيزها بشكل ملائم، القيام بمهام قصف لدعم هجوم موجه من قبل إيجيس.
وإلى جانب كونها داعم استثنائي لنظام إيجيس، تعزز طائرة إف-35 قوة ومدى صواريخ توماهوك الموجهة.
ومن خلال أجهزة الكمبيوتر الموجودة على متن الطائرة لدمج البيانات التي يتم الحصول عليها، يمكن لطياري إف-35 تنسيق الجهود مع طائرات الجيل الرابع مثل إف-15 إيغل وإف/16 فالكون فايتينغ وأوروفايتر تايفون، ما يجعلها أكثر فتكا.