أنظمة الأسلحة

إف-35 سي تؤمن قدرات تخفي وفتك استثنائية في البحار

2023-04-13

تضع المقاتلة إف-35 سي معايير جديدة للحروب الحديثة، كونها المقاتلة الهجومية الشبح الأولى والوحيدة ذات المدى الطويل في العالم المصممة خصيصا للعمل من على سطح حاملات الطائرات.

شارك هذا المقال

مقاتلة إف-35 سي على متن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن في العام 2022. [البحرية الأميركية]
مقاتلة إف-35 سي على متن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن في العام 2022. [البحرية الأميركية]

مع بروز تهديدات جديدة حول العالم، توفر مقاتلة إف-35 سي لايتنينغ 2 للبحرية الأميركية قدرات تخفي وفتك غير مسبوقة من البحر، ما يسمح لها بالعمل في أكثر البيئات اضطرابا.

تضع المقاتلة إف-35 سي، وهي المقاتلة الهجومية الشبح الأولى والوحيدة في العالم ذات المدى الطويل والمصممة حصريا للعمل من على سطح حاملات الطائرات، معايير جديدة في تكامل أنظمة الأسلحة وفتكها وقابلية صيانتها ونطاقها القتالي وحمولتها.

وسيتم نشر المقاتلة على متن حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية في البحرية الأميركية يو إس إس جيرالد ر. فورد، ما قد يجعلها أقوى حاملة طائرات في العالم.

وتعد إف-35 سي النسخة البحرية من المقاتلة إف-35 الهجومية المشتركة، وهي قادرة على تنفيذ مهام جو-جو وجو-أرض ومهام الحروب الإلكترونية.

مقاتلتان من طراز إف-35 سي تحلقان بتشكيلة في مهمة تدريبية. [سلاح الجو الأميركي]
مقاتلتان من طراز إف-35 سي تحلقان بتشكيلة في مهمة تدريبية. [سلاح الجو الأميركي]

وقد صممت الطائرة بحيث يصعب رصدها، ما يعني أنها تستطيع تجنب أن تكتشف من قبل أنظمة رادار العدو. وتجعل منها هذه الميزة المنصة المثالية لتنفيذ مهام خفية في أعماق أراضي العدو.

ويتم تحقيق قدرات التخفي بالطائرة عبر مجموعة من الميزات الخاصة بتصميمها كشكلها الانسيابي وحظيرة الأسلحة الداخلية والمواد الماصة للإشارات الرادارية.

وتمثل تهيئة الطائرة وأجهزة الاستشعار المدمجة بها وقدرتها الداخلية على حمل الوقود والأسلحة والحواف المتماشية وعمليات التصنيع المتطورة عوامل تساهم في ضمان أداء التخفي، ما يسمح للطيارين بتجنب الرصد من قبل العدو.

وتسمح لها أجهزة الاستشعار وأنظمة إلكترونيات الطيران المتطورة بجمع ومعالجة كميات كبيرة من المعلومات بشأن ساحة المعركة، كما تمكّنها من رصد أهداف العدو والاشتباك معها من مسافات طويلة.

وقد صمم الجناحان ومعدات الهبوط خصيصا لعمليات الإطلاق المقلاعية والاستخدام مع نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي ويمكن طي قمم الجناحين أيضا لتوسيع المساحة المتاحة على سطح حاملة الطائرات.

وتحمل مقاتلة إف-35 سي ما يقرب من 10 أطنان من الوقود في هيكلها، ولها مدى يتجاوز 1200 ميل بحري (2200 كيلومتر) وتستطيع بلوغ سرعات تبلغ 1.6 ماخ (أي نحو 1200 ميل في الساعة أو 1931 كيلومترا في الساعة) حتى مع حملها لحمولة أسلحة داخلية كاملة.

ويعد المحرك فعالا للغاية، ويعطي الطائرة ميزة مهمة في اقتصاد الوقود والمجال العملياتي.

وتستطيع المقاتلة إف-35 سي حمل أكثر من 2.6 أطنان من الذخيرة في هيكلها، أو أكثر من 10 أطنان من الأسلحة الداخلية والخارجية في "الوضع الوحشي".

وتعطي هذه القدرة الطائرة ميزة فتك أعلى مع أسلحة خارجية إضافية عندما لا تكون مضطرة على الاعتماد على وضعها الخفي من أجل البقاء.

ومن أكثر أسلحة إف-35 سي تطورا الصواريخ الهجومية المشتركة، وهي صواريخ طويلة المدى ومضادة للسفن يمكن إطلاقها من حظيرة الأسلحة الداخلية للطائرة.

وقد صممت هذه الصواريخ لإلحاق الهزيمة بالدفاعات المضادة للسفن وتستطيع الاشتباك مع أهداف على مدى يصل إلى 150 ميل بحري (277 كيلومترا). وتتمتع بقدرة مناورة عالية، ما يسمح لها بتجنب دفاعات العدو وضرب أهدافها بصورة دقيقة.

أنظمة قتالية ودفاعية متطورة

كما أن المقاتلة إف-35 مزودة بسلسلة من الأنظمة الدفاعية التي تسمح لها بالبقاء حتى في أجواء الصراع المحتدم.

وتشمل هذه الأنظمة مجموعة أسلحة إلكترونية وجهاز استقبال لتحذيرات الرادار ونظام إجراءات مضادة.

كذلك، تضم الطائرة أكثر مجموعة أجهزة استشعار تطورا وشمولية مقارنة بأية مقاتلة أخرى على الإطلاق.

وهي مزودة أيضا بنظام البؤرة الموزعة الذي يستخدم عدة أجهزة استشعار لتزويد الطيار بمشهد بـ 360 درجة عن ساحة المعركة. ويسمح له ذلك بالكشف عن تهديدات العدو والاشتباك معه من كل الاتجاهات، ما يعزز قدرة الطائرة على البقاء.

وخلافا لأجهزة الاستشعار الأخرى، يرصد نظام البؤرة الموزعة الأهداف من دون مساعدة من مؤشرات خارجية. وبما أن جهاز الاستشعار يحدق بشكل متزامن في كل الاتجاهات، فلا يضطر الطيار إلى توجيهه نحو هدف معين لتحديد الهدف، حسبما ذكرت موقع ميليتاري إيروسبايس إلكترونكس.

كذلك، تم تزويد المقاتلة إف-35 برادار صفيف المسح الإلكتروني النشط للسيطرة على النيران، وهو مكون أساسي في مجموعة أجهزة الاستشعار بالمقاتلة. ويضع رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط مقاتلات إف-35 سي في وضع تتفوق فيه على مقاتلات سو-35 الروسية التي تعتمد على نظام رادار صفيف مسح إلكتروني سلبي أقدم وذي قدرة أقل.

ومن المرجح أن تكون الطائرات المزودة برادارات صفيف المسح الإلكتروني النشط قادرة على رصد مقاتلة سو-35 والاشتباك معها خارج مدى الرؤية البصرية قبل أن تستطيع هذه الأخيرة الرد.

ويتم حاليا تطوير نسخة متطورة من رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط، وسيدعم كل نسخ المقاتلة إف-35، بحسب ما ذكرته شركة نورثروب غرومان.

وتشمل الميزات الأخرى للمقاتلة إف-35 نظام التتبع البصري الكهربائي الذي "يعزز الوعي الظرفي لطياري مقاتلة إف-35 سي ويسمح لأطقم الطائرة بتحديد مناطق الاهتمام وإجراء عملية استطلاع وإطلاق أسلحة موجهة بواسطة الليزر ونظام تحديد المواقع العالمي بصورة دقيقة"، حسبما ذكرت شركة لوكهيد مارتن.

ومن ميزات المقاتلة إف-35 سي أيضا خوذة العرض المحمول التي تمكّن الطيارين من رؤية كل شيء متاح في ساحة المعركة. ويؤمن النظام للطيارين "عرضا غير متقطع لمعلومات الرحلة وبيانات جهاز الاستشعار" إضافة إلى "تفوق تكتيكي في الليل والنهار"، بحسب شركة كولينز إيروسبيس.

وصممت المقاتلة إف-35 سي للعمل في بيئة شبكية لتستطيع التحرك في إطار قوة أكبر حجما، بما في ذلك طائرات أميركية وطائرات أخرى تابعة للحلفاء، ومشاركة المعلومات حول أهداف وتهديدات العدو بالوقت الحقيقي.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *