أنظمة الأسلحة

قدرات إف-35 تجعل يو إس إس جيرالد ر. فورد حاملة طائرات مخيفة في بحار العالم

2023-04-06

إن التقنيات وقدرات التخفي الجديدة في حاملة الطائرات فورد، ستجعل من هذه الأخيرة أكثر سفن العالم تطورا في البحر، ما يضمن الجهوزية الدائمة للبحرية الأميركية في الاستجابة للأزمات ونشر قوة ضاربة حاسمة بصورة مبكرة.

شارك هذا المقال

سطح حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد في 24 آذار/مارس. [البحرية الأميركية]
سطح حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد في 24 آذار/مارس. [البحرية الأميركية]

من شأن التقنيات الجديدة والقدرة المحتملة على حمل المقاتلة من طراز إف-35 سي لايتنينج 2، أن تجعل من الحاملة يو إس إس جيرالد ر. فورد أقوى حاملة طائرات في العالم.

وستكون حاملة الطائرات من فئة فورد والتي صممت بناء على إرث حاملات الطائرات الحالية من فئة نيمتز، السفينة الأكثر تطورا في البحر، ما يضمن الجهوزية الدائمة للبحرية الأميركية في الاستجابة للأزمات ونشر قوة ضاربة حاسمة بصورة مبكرة في أي عملية قتالية كبرى.

وأوردت الوكالة الإخبارية للمعهد البحري للولايات المتحدة أن حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد (سي في إن-78) وهي الأولى من فئة فورد، غادرت محطة نورفولك البحرية يوم 2 آذار/مارس لإجراء مناورتها التدريبية التجريبية، وهي مناورة تمتد على فترة شهر وهدفها اعتماد المجموعة الهجومية للحاملات 12 لنشرها على مستوى العالم.

وفور إكمال المناورة، من المتوقع أن يتم نشر الحاملة فورد في البحر المتوسط عقب المغادرة المقررة لحاملة الطائرات يو إس إس جورج بوش (سي في إن-77).

حاملة الطائرات الفريدة من نوعها يو إس إس جيرالد ر. فورد تعبر يوم 19 آذار/مارس المحيط الأطلسي حيث تنفذ مناورتها التدريبية التجريبية قبل عملية النشر. [البحرية الأميركية]
حاملة الطائرات الفريدة من نوعها يو إس إس جيرالد ر. فورد تعبر يوم 19 آذار/مارس المحيط الأطلسي حيث تنفذ مناورتها التدريبية التجريبية قبل عملية النشر. [البحرية الأميركية]
مقاتلة من طراز إف-35 سي لايتنينج 2 تهبط على سطح حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن وهي من فئة نيمتز في 13 كانون الأول/ديسمبر. [البحرية الأميركية]
مقاتلة من طراز إف-35 سي لايتنينج 2 تهبط على سطح حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن وهي من فئة نيمتز في 13 كانون الأول/ديسمبر. [البحرية الأميركية]

ومن الناحية التشغيلية، تشمل الوحدات المخصصة للمجموعة الهجومية للحاملات 12 حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد والجناح الجوي للحاملات 8 وسرب المدمرات 2 والمدمرات المخصصة والسفينة يو إس إس نورماندي (سي جي-60).

يُذكر أن يو إس إس نورماندي هي سفينة صواريخ موجهة من فئة تيكونديروجا.

ومن ناحية أخرى، يضم سرب المدمرات 2 مدمرات الصواريخ الموجهة من فئة أرلي بيرك، وهي يو إس إس راماج ويو إس إس ماكفول ويو إس إس توماس هادنر.

وإن الفئتين المزودتين بمدافع بحرية وصواريخ مضادة للطائرات والمركبات السطحية والغواصات إلى جانب أسلحة أخرى، مجهزتان للمعارك أرض-جو وأرض-أرض وللحروب ضد الغواصات.

تقنيات جديدة

وذكرت البحرية الأميركية أن فورد تعد أول حاملة طائرات أميركية جديدة تصمم منذ أكثر من 40 عاما، وتضم 23 تقنية جديدة قدمت تطويرات مبهرة لقدرات الحاملة.

ومن شأن هذه التطويرات خفض عدد الأفراد المطلوبين لصيانة أنظمة السفينة وتشغيلها مقارنة بحاملات فئة نيمتز.

ووفق مجلة أول هاندز التابعة للبحرية الأميركية، سيكون للحاملات الجديدة من فئة فورد هيكل مماثل لحاملات فئة نيمتز، ولكنها ستطرح تقنيات جديدة مثل نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي الذي يؤمن قدرة تحكم أدق وتسارعا أكثر سلاسة.

كذلك، يسمح نظام جهاز الإيقاف المتطور باستعادة مجموعة أكبر من الطائرات (في الوقت المناسب وبطريقة آمنة) مع تقليل عبء تأثير الإرهاق على المنصات المستعادة، ما يطيل دورة حياة الطائرات.

وتتضمن التقنيات الجديدة الأخرى مصاعد أسلحة متقدمة تستخدم محركات كهرومغناطيسية بدلا من الكابلات والبكرات.

وتسمح هذه التكنولوجيا المتقدمة لعدد أقل من البحارة بنقل ما يصل إلى 52.8 طنا من الذخيرة بصورة آمنة وبمعدل 45.7 مترا في الدقيقة من مستودعات الأسلحة إلى سطح حاملة الطائرات بسرعة وخفة لا نظير لهما، حسبما ذكرت البحرية.

ويكمن الاختلاف الأبرز مقارنة بحاملات الطائرات العملاقة الأقدم، في الحجم الأصغر والموقع الأبعد للإنشاءات العليا للسفينة والتي تنفذ منها عمليات الرحلات.

ويسمح هذا التصميم بتوفير مساحة أكبر لعمليات سطح حاملة الطائرات وصيانة هذه الأخيرة، ما يسمح للسفينة والجناح الجوي بتنفيذ المزيد من طلعات الطيران في اليوم الواحد، وفقا لما ذكرته مجلة أول هاندز.

وذكر موقع نافال تكنولوجي عام 2020 أن الحاملة ستستوعب معدلا أكبر من الطلعات الجوية يبلغ 160 طلعة في اليوم (مقارنة بـ 140 طلعة في ما يخص فئة نيمتز)، مع زيادات تصل إلى 220 طلعة في اليوم كحد أقصى في أوقات الأزمات والحرب الجوية المكثفة.

قدرات تخفي قتالية

ورغم التطورات التي أدخلت على الحاملة فورد، إلا أنها لا تزال غير مجهزة بالكامل للمقاتلة الشبح إف-35 سي لايتنينج 2.

وقال هومر هنسي كبير المهندسين على متن الحاملة فورد لمحطة سي بي إس في تشرين الأول/أكتوبر إن "الأمر لا يتعلق بعدم قدرة سطح الحاملة على التعامل معها، فهذا ممكن".

وأوضح "ولكن إذا رغبنا بالاستفادة من قدرة الفتك الكاملة لمقاتلة إف-35 وجناحها الجوي ومن القدرات التي توفرها للمجموعة القتالية للحاملات، فيلزم تثبيت محطات وأنظمة تشغيل معينة أخرى."

وستكون حاملة الطائرات الثانية من فئة جيرالد ر. فورد وهي الحاملة المستقبلية يو إس إس جون كينيدي (سي في إن 79) أول سفينة في فئتها تحصل على تعديلات إف-35 سي. ومن المقرر أن يتم تضمين هذه التعديلات في الحاملة فورد في السنة المالية 2025.

هذا ويمكن للمقاتلة إف-35 سي التابعة للبحرية الأميركية وهي نسخة الحاملات من الطائرة، أن تقلع من أي حاملة طائرات أميركية في أي مكان.

وإن حاملات الطائرات التابعة للبحرية مجهزة أيضا للتعامل مع مقاتلة إف-35 بي التابعة لمشاة البحرية الأميركية والتي تستطيع الهبوط رأسيا مثل المروحيات والإقلاع ضمن مسافات قصيرة جدا.

ووفق الشركة المصنعة لوكهيد مارتين، تعد إف-35 سي المقاتلة الشبح الأولى والوحيدة في العالم التي صممت وأنشأت تحديدا لعمليات حاملات الطائرات التابعة للبحرية.

وقد صممت الأجنحة ومعدات الهبوط على نحو محدد لعمليات الإطلاق المقلاعية وعمليات التوقيف أثناء التحليق على متن حاملات الطائرات، ويمكن طي رؤوس الأجنحة للسماح بمساحة إضافية على سطح الحاملة.

وإن مواصفات الطائرات ومستشعراتها المدمجة وقدرات الوقود والأسلحة الداخلية بها وحوافها المتحاذية وعمليات التصنيع المتطورة التي تتميز بها، تساهم كلها في أدائها كمقاتلة ذات قدرات تخفي تسمح للطيارين بتجنب اكتشافها من قبل العدو.

وتحمل المقاتلة إف-35 سي 10 أطنان تقريبا من الوقود الداخلي، ويتجاوز مداها 1200 ميل بحري (أي 2200 كيلومتر) ويمكنها أن تصل إلى سرعات 1.6 ماخ (أي نحو 1200 ميل في الساعة أو 1931 كيلومترا في الساعة) حتى مع حملها كل أسلحتها الداخلية.

وتستطيع المقاتلة أيضا أن تحمل أكثر من 2.6 طن من الذخائر ضمن هيكلها، أي أكثر من 10 أطنان من الأسلحة الداخلية والخارجية مجتمعة في الوضع القتالي.

ويعطي ذلك للطائرة قدرة فتك أعلى مع أسلحة خارجية إضافية حين لا تكون مضطرة على الاعتماد على قدراتها الشبحية في البقاء.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *