يشكل نظام مبتكر لإطلاق الطائرات واحدا من الخصائص الكثيرة التي من المتوقع أن تساعد حاملات الطائرات من فئة فورد والتابعة للبحرية الأميركية من الهيمنة على البحار طوال العقود المقبلة.
ومن المقرر أن تنطلق حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد التي تعمل بالطاقة النووية، وهي الأولى من فئتها، في أول عملية انتشار عالمي لها في وقت لاحق من العام الجاري.
وعادة، تقوم المقذوفات البخارية بإطلاق الطائرات الموجودة على سطح حاملة الطائرات في الجو.
ويتمتع نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي الذي صمم لحاملات الطائرات من فئة فورد على غرار يو إس إس جيرالد ر. فورد، بالوظيفة نفسها، إلا أنه يستخدم تقنيات متطورة للغاية.
فيقوم النظام بإطلاق الطائرات الموجودة على سطح حاملة الطائرات في الجو بواسطة مقذوف وباستخدام محرك حثي خطي بدل مكبس البخار التقليدي.
تقنيات جديدة وعملية إطلاق أكثر سلاسة
وذكرت البحرية الأميركية على صفحتها الخاصة بقيادة الأنظمة البحرية الجوية أن "نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي يستخدم طاقة حركية مخزنة وعملية تحويل الطاقة الكهربائية بالحالة الصلبة. وتسمح هذه التقنية بإمكانية التحكم بالحواسيب والمراقبة والأتمتة بدرجة أعلى.
ويستخدم هذا النظام "مقاربة شبيهة بتلك الخاصة بمطلق القذائف الكهرومغناطيسي من أجل تسريع المكوك الذي تقوم عليه الطائرة"، بحسب مقال نشر في عام 2020 في نافال بوست.
وجاء في المقال أن "هذه المقاربة تسمح بعملية إطلاق أكثر سلاسة، وتقدم في الوقت عينه قدرة طاقة إضافية للإطلاق تصل إلى 30 في المائة للتعامل مع المقاتلات الأثقل".
ومن شأن المحرك الحثي الخطي الخاص بنظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي أن يزيد سرعة طائرة زنة 45 ألف كيلوغرام لتصل إلى 130 عقدة (240 كيلومترا بالساعة).
ولدى حاملة الطائرات من فئة فورد القدرة على حمل ما يصل إلى 90 طائرة.
وتشمل حزمة الطائرات مقاتلات إف/إيه-18ئي/إف سوبر هورنيت والطائرة الهجومية الإلكترونية غرولر ئي إيه-18جي والطائرة سي-2 غريهاوند والطائرة طراز ئي-2دي هوكي والمقاتلة إف-35سي لايتينينغ 2 والمروحيات طراز إس إتش-60 سي هوك ومركبات جوية قتالية غير مأهولة.
وقد تتضمن قائمة الطائرات الأخرى في نهاية المطاف الطراز إم كيو-25 ستينغراي، وهي أول طائرة عملياتية غير مأهولة تعمل انطلاقا من حاملات الطائرات.
فوائد نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي
ويقدم نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي مزايا قيّمة، بحسب ما أكدته نافال بوست.
ويشمل النظام متطلبات أقل بكثير مرتبطة بالمساحة والصيانة، كونه يستغني عن معظم أنابيب المقذوفات ومضخاتها ومحركاتها وأنظمة التحكم بها.
ويحد من الحاجة إلى تحلية مياه تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة باستخدام أنظمة البخار.
كذلك، تزداد القدرة القتالية في ظروف الحرب باستخدام نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي.
وأشارت قيادة الأنظمة البحرية الجوية إلى أن مزايا النظام العديدة تشمل مستوى أعلى من الموثوقية والفعالية وإمكانية تحكم أدق في السرعة المعتمدة وتسارعا أسلس يخفف من الضغط على هياكل الطائرات.
وقد صمم النظام لاستيعاب جناح جوي مستقبلي يتطلب عمليات إطلاق بطاقة أعلى مع معدل طلعات جوية أعلى بكثير.
ولديه القدرة على إطلاق مجموعة أوسع من الطائرات البحرية، من المسيرات الخفيفة إلى المقاتلات الهجومية الأثقل، مع ضغط أقل على السفينة والطائرات".
ويعني ذلك أن حاملات الطائرات المزودة بنظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي ستكون قادرة على إطلاق مسيرات صغيرة ومتوسطة وكبيرة الحجم لتنفيذ مهام استطلاع أو إعادة تزويد بالوقود أو حتى مهام هجومية.
ويستطيع النظام إطلاق طائرات بسرعات أعلى ومن زوايا أكثر حدة مقارنة بالمقذوفات البخارية، ما يسمح بأوقات إقلاع واسترداد أسرع. ويعد ذلك أمرا أساسيا في عمليات حاملات الطائرات، حيث تعتبر كل ثانية حاسمة وحيث يمكن أن تعني القدرة على إطلاق الطائرات واستردادها بصورة سريعة الفارق بين نجاح المهام أو فشلها.
وتعد إمكانية التحكم الأكبر في مسار الإطلاق التي يؤمنها النظام مهمة بشكل خاص بالنسبة للطائرات الأثقل والتي تتطلب قوة أكبر لإطلاقها.
يُذكر أنه يمكن تعديل النظام وتحسينه بسهولة للتأقلم مع التصاميم والتقنيات الجديدة الخاصة بالطائرات، وهو ما يجعله نظاما أكثر قابلية للتكيف في المستقبل مقارنة بالمقذوفات البخارية.
ونتيجة المزايا العديدة لنظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي، تتميز حاملات الطائرات من فئة فورد بقدرة تشغيلية موسعة مقارنة بسابقاتها من فئة نيمتز وتستطيع إطلاق كل منصات الأجنحة الجوية لحاملات الطائرات الحالية والمستقبلية.