لعدم قدرة الطائرات والتكتيكات الروسية عن تنفيذ ضربات عميقة في أوكرانيا تداعيات مهمة بالنسبة لسلاح الجو الروسي وإيران التي تعتمد إلى حد كبير على الطائرات المصنوعة في روسيا.
والضربات العميقة هي عمليات تهدف لتدمير القوات البرية والبحرية والجوية للعدو أو إضعافها أو تحييدها قبل استخدامها ضد القوات الصديقة، وتجري عادة وراء الخطوط الأمامية بمسافة كبيرة، وفق ما ذكره تقرير نشرته جامعة الدفاع الوطني.
وكان المثال الأبرز على ذلك الحملة الجوية التي نفذها الجيش وسلاح الجو الأميركيان في العراق عند انطلاق عملية عاصفة الصحراء في كانون الثاني/يناير 1991.
وبحسب مركز التاريخ العسكري التابع للجيش الأميركي، دمرت المروحيات مواقع الرادار العراقية بصواريخ هيلفاير، كما دمرت المرافق العراقية المضادة للطائرات.
وذكر المركز أن "الهجوم خلّف فجوة مساحتها 20 ميلا في شبكة الدفاع الجوي التابعة للعدو، ما فتح ممرا تمكنت من خلاله مقاتلات إف-15 إيه سترايك إيغل التابعة لسلاح الجو الأميركي مدعومة بطائرات ئي إف-111 ريفين، من الدخول سريعا إلى المجال الجوي العراقي دون مواجهة تقريبا وتبعتها مئات الطائرات ذات الجناح الثابت والصواريخ الموجهة التابعة لسلاح الجو الأميركي والبحرية الأميركية ومشاة البحرية والتحالف الدولي".
وشكلت الحملة الجوية التي مهدت الطريق أيضا للعملية العسكرية الناجحة التي أدت إلى تحرير الكويت المرة الأولى التي استخدم فيها نظام تحديد المواقع العالمي والذخيرة الموجهة بدقة على نطاق واسع للغاية.
ويتناقض نوع القدرة العالية التي أظهرتها الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي على تنفيذ ضربات عميقة ضمن عملية عاصفة الصحراء إلى حد كبير مع الحرب الروسية على أوكرانيا.
ففي بداية الحرب، شن سلاح الجو الروسي غارات قوية داخل الأراضي الأوكرانية، إلا أنه خسر الكثير من طائراته في وجه أنظمة الدفاعات الجوية الأوكرانية وفشل في تحقيق التفوق الجوي.
ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن روسيا إلا من تنفيذ ضربات بالقرب من الجبهة لتأمين الإسناد الجوي القريب للقوات البرية، واعتمدت بذلك على أسلحة طويلة المدى مثل الصواريخ الموجهة والصواريخ البالستية لمهاجمة الأهداف في الداخل الأوكراني.
عيوب في سلاح الجو الروسي
هذا وتتطلب الضربات العميقة تدفقا دقيقا للمعلومات الاستخبارية الخاصة بالأهداف وفي الوقت المناسب، إضافة إلى قيادة وتحكم قادرين على التعامل مع العمليات المعقدة.
وحتى اليوم أظهر سلاح الجو الروسي أنه غير قادر على تأمين ذلك.
ويعني العدد الصغير من طائرات الشبح من الجيل الخامس لدى روسيا أنها مجبرة على الاعتماد على المقاتلات الأقدم والتي عليها التحليق على ارتفاع منخفض لتجنب رصدها من قبل الأنظمة المضادة للطائرات.
ويخفض هذا الوضع من وعيها الظرفي ويحصرها بضرب الأهداف الثابتة أو المحددة سابقا فقط بالقرب من الجبهة، نظرا لعجزها العام عن تحقيق أهداف مثل الدبابات وسلاح المدفعية.
وهي عاجزة أيضا عن مواصلة المراقبة على مسافات طويلة، ما يحرمها من القدرة على تقييم الأضرار في ساحة المعركة بصورة سريعة دعما لعملية اتخاذ القرارات بشأن ضرورة الاشتباك مجددا.
ولمقاتلات سوخوي (سو)-35 الروسية على سبيل المثال مقطع عرضي راداري يتراوح بين متر مربع و3 أمتار مربعة، أي ما يعادل حجم طاولة غذاء كبيرة. لذا، فإن سو-35 معرضة أكثر للرصد من قبل الأنظمة المضادة للطائرات مقارنة بالطائرة إف-35 التي يعتقد أن مقطعها العرضي الراداري يبلغ نصف متر مربع.
يُذكر أن سو-35 التي أعلنت إيران في تشرين الثاني/نوفمبر عن شرائها من روسيا هي طائرة الجيل الرابع الأبرز والوحيدة التي لا تضم خيار رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط.
ويتميز رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط بمدى أطول وقدرة أعلى على كشف الأهداف الأصغر حجما مع مقاومة أفضل للتشويش، مقارنة برادار صفيف المسح الإلكتروني السلبي الأقدم التابع لطائرة سو-35.
وما يفاقم المشكلة هو غياب نظام الإنذار المبكر والتحكم الجوي بالأسطول الجوي الروسي.
وأبلغت القوات الأوكرانية منذ بداية العام عن إسقاط طائرتين من طائرات نظام الإنذار المبكر والتحكم بيريف إيه-50 "ماينستاي"، علما أن هذه تعد مكونا أساسيا في المراقبة الجوية التي تجريها روسيا فوق أوكرانيا.
وقبل الغزو الشامل لأوكرانيا، قدر أن روسيا لديها في الخدمة 9 طائرات من طراز إيه-50، بما في ذلك عدد من طائرات إيه-50يو، ، حسبما ذكر موقع ذي وورزون في 1 آذار/مارس.
وإضافة إلى هاتين الخسارتين القتاليتين، لحقت أضرار بطائرة إيه-50 أخرى خلال هجوم بمسيرة فيما كانت موجودة في قاعدة ببيلاروسيا العام الماضي. وباتت حالتها اليوم مجهولة، ولا تزال في الخدمة 6 أو 7 طائرات.
خطيرة جدا
هذا وتعتبر عمليات الضربات العميقة خطيرة جدا بالنسبة لسلاح الجو الروسي نظرا لنقاط الضعف هذه، ما يحصر قدرتها على التغطية في محيط الجبهة.
وبحسب مقالة نشرها مركز تحليل السياسة الأوروبي في 12 آذار/مارس، زعمت كييف في شباط/فبراير وحده إسقاط ما يقارب 13 طائرة روسية وسط زيادة في الدعم الجوي الروسي للهجمات البرية في شرقي أوكرانيا.
ويتحول سلاح الجو الروسي بصورة متزايدة إلى القنابل الانزلاقية الموجهة التي يمكن إسقاطها على مسافة أبعد من الجبهة كطريقة لتجنب الدفاعات الأوكرانية المضادة للطائرات.
ووفق مركز تحليل السياسة الأوروبي، فقد استغرقت عملية تطوير وتصنيع مجموعات التوجيه، التي تضم أجنحة تثبيت وأنظمة ملاحة، معظم العام 2023 على الأرجح.
وفي هذه الأثناء، لا تزال أمام صواريخ كروز الروسية أشواط قبل أن تصبح قادرة بالكامل على تنفيذ الضربات العميقة.
وبحسب تقييم مسؤولين أميركيين في آذار/مارس 2022، فقد عانت روسيا من معدلات إخفاق وصلت إلى 60 في المائة في بعض الصواريخ الموجهة بدقة والتي كانت تستخدم لمهاجمة أوكرانيا.
حيث قال مسؤولون رفيعون في وزارة الدفاع الأميركية في حديث لصحيفة نيويورك تايمز في أيار/مايو 2022 إن إخفاقات روسيا في أوكرانيا أشارت إلى أن "برنامج الأسلحة الموجهة الروسي لا يزال بدائيا، مع طيارين غير قادرين على تحديد مواقع الأهداف البرية والاشتباك معها بسرعة وصواريخ أطلقت نحو أوكرانيا وغالبا ما تخطئ هدفها، هذا إن كانت تعمل أساسا".
صفحة أمريكية دائما منحاذة للغطرسة الامريكية
رداحسنتي
ردصارحني
ردجميل جدا
ردربنا يستر ها ولأن يد حروب
ردجيد
ردلا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
رد