توفر المقاتلة إف-35 لايتنيغ 2 الأميركية الصنع للجيش الأميركي وحلفائه إمكانية التشغيل البيني والاستهداف الديناميكي وإدخال ترقيات على الأنظمة القديمة، في ظل انتشارها بين الجيوش الدولية.

وكانت ألمانيا آخر دولة تشتري المقاتلة.

وقال مسؤولون أميركيون إن برلين وقعت في 14 كانون الأول/ديسمبر اتفاقا لشراء عشرات المقاتلات من هذا الطراز في إطار التطوير العسكري للبلاد عقب غزو روسيا لأوكرانيا.

وذكرت السفارة الأميركية في برلين في بيان أن "برنامج إف-35 الألماني سيضمن استمرار التزامات تحالف ألمانيا وسيضمن ردعا موثوقا من حلف شمال الأطلسي في المستقبل".

وتابعت أنه من المقرر أن يتم تسليم المقاتلات الـ 35، وهي أكثر الطائرات الحربية تطورا في العالم، بين عامي 2026 و2029.

وكانت برلين قد أعلنت في آذار/مارس عن الشراء المقرر للطائرات التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن لتحل محل أسطول تورنيدو المتقادم لديها.

وجاء في بيان صدر عن السفارة أن "الشراكة الدفاعية بين ألمانيا والولايات المتحدة هي في أقوى حالاتها وتشكل ركيزة أساسية لشراكة حلف شمال الأطلسي عبر الأطلسي".

وبموجب العقد، تصبح ألمانيا ثامن دولة من حيث المبيعات العسكرية الأجنبية تضم في أسطول طائراتها المقاتلة إف-35، وتنضم بذلك إلى إسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وبولندا وبلجيكا وسويسرا وفنلندا وسنغافورة.

وكان قد تم الكشف عن المقاتلة إف-35 في العام 2006 وقد طورت على يد 8 شركاء في إطار برنامج دولي شمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا وأستراليا والنروج والدنمارك وكندا.

وحتى اليوم، تنطلق المقاتلة إف-35 من 26 قاعدة حول العالم، علما أن 8 دول تشغل هذه المقاتلات على أراضيها. وهناك أكثر من 875 مقاتلة من هذا الطراز قيد الخدمة حاليا، في حين يتم تدريب أكثر من 1845 طيارا و13350 أخصائي صيانة على كيفية تشغيل الطائرة، حسبما ذكرت لوكهيد في بيان صدر في كانون الأول/ديسمبر.

قدرات إف-35

وتسمح قدرات المقاتلة إف-35 لايتنيغ 2 المتطورة لكل من الولايات المتحدة وحلفائها بتأمين مصالحهم في الشرق الأوسط وحول العالم.

وتضم لايتنيغ 2 3 نسخ.

وتعد النسخة الأولى، وهي أي إف-35 إيه التي يستخدمها سلاح الجو الأميركي، هي نسخة الإقلاع والهبوط التقليدي.

ويستخدم سلاح مشاة البحرية الأميركية النسخة إف-35 بي التي "تستطيع الهبوط عموديا كالمروحيات والإقلاع ضمن مسافات قصيرة للغاية. ويسمح ذلك لها بالعمل انطلاقا من قواعد ذات مدارج قصيرة وبنية تحتية بسيطة جدا ومن مجموعة منوعة من السفن القادرة على حمل طائرات"، حسبما أفادت شركة لوكهيد مارتن.

أما النسخة الثالثة، فهي إف-35 سي وهي نسخة حاملات الطائرات، حيث تستطيع الإقلاع من أية حاملة طائرات أميركية من أي مكان على وجه الأرض.

وبفضل هذه النماذج المتنوعة للمقاتلة إف-35، تستطيع هذه الأخيرة الإقلاع والهبوط من على مجموعة متنوعة من الأراضي والمنصات التي لا يمكن لمعظم الطائرات الأخرى استخدامها، ما يعرّض العدو لهجمات من محاور متعددة.

وتتميز مقاتلة الجيل الخامس بسرعة قصوى تبلغ 1.6 ماخ (أي 1.6 مرة أسرع من سرعة الصوت) وبمدى قتالي يصل إلى 1410 كيلومترا.

هذا وتضم المقاتلة إف-35 ما يعرف بـ "الوضع الوحشي"، بحيث يتم تحميل الأسلحة على الأبراج المركبة على جناحي الطائرة وضمن الهيكل الداخلي، الأمر الذي يجعلها أكثر فتكا عند الضرورة.

وفي وضع التخفي الاعتيادي، تستطيع الطائرة حمل 2.6 طن من الذخائر على متنها في الهيكل الداخلي.

أما الوضع الوحشي الذي تتضاعف فيه هذه الكمية إلى 4 أضعاف لتصل إلى 10 أطنان، فيتم اعتماده خصيصا عند القضاء على أنظمة المضادات الجوية المعادية وحين لا تكون المقاتلة مضطرة للاعتماد على قدرتها على التخفي لمتابعة مسيرتها.

ʼدور قيادي في ساحة القتالʻ

وإلى جانب الذخائر الخاصة بها، تعزز الطائرة قدرات أنظمة الأسلحة الأخرى فتنشئ كوكبة من القوة النارية.

وتستطيع هذه المقاتلة الاقتراب من العدو بصورة خفية وجمع المعلومات من مستشعراتها الخاصة ومن الآليات البرية والطائرات المسيرة وغيرها من الطائرات والسفن.

وبفضل أجهزة الكمبيوتر المتوفرة على متن الطائرة لدمج البيانات التي تم الحصول عليها، يستطيع طيارو إف-35 تنسيق الجهود مع طائرات الجيل الرابع مثل إف-15 إيغل وإف-16 فايتينغ فالكون ويوروفايتر تايفون، ما يجعلها أكثر فتكا.

وفي هذا السياق، قال الرائد جاستن "هاسارد" لي، وهو مدرب طياري مقاتلات إف-35 التابعة لسلاح الجو الأميركي، لموقع بوبولار ميكانيكس في نيسان/أبريل "نلعب مع المقاتلة إف-35 الدور القيادي في ساحة القتال، وتتمثل مهمتها في تحسين أداء الجميع من حولنا".

وأضاف "ستبقى مقاتلات الجيل الرابع مثل إف-16 وإف-15 قيد الخدمة لدينا حتى أواخر الأربعينيات من القرن الحالي على أقل تقدير. ولأن عددها يفوق عددنا، تتمثل مهمتنا في استخدام أصولنا الفريدة لتكوين شكل ساحة القتال وجعلها أكثر قابلية للاستمرار بالنسبة لها".

وتستطيع مقاتلة لايتنيغ 2 أيضا الاستفادة من قدراتها للمساعدة في تسليم ذخائر الضربات الدقيقة من دون أن يتم رصدها.

ومن خلال التعاون مع منظومة أيجيس القتالية، وهي منظومة أسلحة بحرية متكاملة تستخدم الكمبيوتر والرادار لتوجيه مختلف الأسلحة نحو الأهداف، تستطيع المقاتلة إف-35 توسيع نطاق الأهداف التي يمكن اكتشافها عبر تأمين مهام التخفي في عمق أراضي العدو.

وفي خيار بديل، يمكن للمقاتلة إف-35 تنفيذ مهام القصف لدعم هجوم موجه بمنظومة أيجيس عند تجهيزها بالشكل المناسب.

وإلى جانب كون المقاتلة إف-35 نظاما مساعدا فعالا جدا لمنظومة أيجيس، فإنها تعزز من قوة ومدى وصول صواريخ توماهوك الموجهة التي يغذيها الجيش الأميركي ببيانات من مصادر متنوعة، منها مقاتلات إف-35.

سجل حافل

هذا وقد أثبتت المقاتلة إف-35 بالفعل قدراتها في المعارك.

ففي أيار/مايو 2018، أعلنت إسرائيل أنها أصبحت أول دولة تنشر مقاتلة إف-35 إيه في عمليات قتالية، مستخدمة المقاتلة لتنفيذ غارتين جويتين.

وكانت إسرائيل الدولة الأولى، غير الولايات المتحدة، التي اشترت مقاتلات إف-35 وقد استلمت أول طائرتين في العام 2016.

وفي آذار/مارس من العام الجاري، قامت إسرائيل برفع السرية عن تسجيلات تظهر المقاتلة إف-35 وهي تسجل أولى الضربات جو-جو العام الماضي.

وذكرت قوات الدفاع الإسرائيلية أن "طائرتين مسيرتين حاولتا التسلل إلى إسرائيل في 15 آذار/مارس 2021".

وتابعت أن "سلاح الجو الإسرائيلي نجح في اعتراض الطائرتين المسيرتين باستخدام مقاتلة من طراز أدير إف-35 آي"، مضيفة أن هذه كانت أول عملية اعتراض لطائرة مسيرة من قبل مقاتلة إف-35 آي في العالم.

وفي أيلول/سبتمبر 2018، نفذت قوات مشاة البحرية الأميركية باستخدام مقاتلات إف-35 بي أول مهمة قتالية للطائرة في الشرق الأوسط، فشنت غارة جوية على هدف ثابت غير محدد في أفغانستان، حسبما ذكر موقع ميليتاري تايمز.

وبحسب ديفنس نيوز، استخدم سلاح الجو الأميركي 2 من مقاتلات إف-35 إيه التابعة له للمرة الأولى في نيسان/أبريل 2019 في هجوم على شبكة أنفاق ومخزن أسلحة تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق.

وفي نيسان/أبريل 2021، أفادت لوكهيد مارتن في بيان لها بأن سلاح الجو الأميركي قد نشر المقاتلة إف-35 في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية لمدة 18 شهرا متتاليا.

وجاء في البيان أن المقاتلات نفذت 1319 طلعة خلال هذه الفترة. وأضاف أنها "أسقطتـ 352 سلاحا" وأطلقت 3774 طلقة من عيار 25 ميليمترا.