أنظمة الأسلحة

المقاتلة إف-35 تعمل كعقدة اتصالات حيوية للقوات المشتركة

2023-11-09

تستطيع الطائرة استخدام تكنولوجيا تبادل المعلومات المزودة بها لدعم العمليات العسكرية مع المقاتلات ومنصات إطلاق الصواريخ الأرضية والمسيرات والسفن والأقمار الصناعية وأكثر.

شارك هذا المقال

مقاتلة من طراز إف-35 لايتينينغ 2 خلال عرض جوي في أركنساس يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر. [سلاح الجو الأميركي]
مقاتلة من طراز إف-35 لايتينينغ 2 خلال عرض جوي في أركنساس يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر. [سلاح الجو الأميركي]

بوصفها إحدى المقاتلات الأكثر تقدما في العالم، أطلق على المقاتلة القاذفة متعددة الأدوار من طراز إف-35 لايتنينيغ 2 ذات المقعد الواحد والمحرك الواحد والتي تعمل في الأحوال الجوية كافة اسم "لاعب الارتكاز الرئيس للسماء".

فهي تجمع بين قدرات التخفي والسرعة التي تفوق سرعة الصوت والقدرة على المناورة والحوسبة المتقدمة لتدعم مهام الهجوم البري والاستطلاع الجوي والدفاع الجوي.

فوفقا لسلاح الجو الأميركي، رزمة أجهزة الاستشعار المتقدمة التي تتمتع بها تستطيع أن "تجمع وتدمج وتوزع معلومات أكثر من أي مقاتلة أخرى في التاريخ"، ما يوفر للطيارين وعيا ظرفيا معززا ويجعل من الطائرة رابط اتصالات حيويا بين القوات المشتركة عبر الجو والبر والبحر و الفضاء السيبراني.

ولا تقوم هذه المقاتلة بتسريع عملية صنع القرار الحيوية والانتصار في المعركة فقط ، بل أيضا تخدم كـ "بوابة معلومات واتصالات".

أوردت مجلة فورتشن أن الطائرات تستطيع استخدام تكنولوجيا مشاركة البيانات لدعم العمليات العسكرية من طائرات الجيل الرابع الصديقة مثل إف-16، إلى جانب عناصر أخرى في الشبكة العسكرية، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ الأرضية والمسيرات والسفن والأقمار الاصطناعية.

وبهذه الطريقة، تعمل المقاتلة إف-35 كـ "عقدة" مركزية لشبكة اتصالات ضخمة.

وقد وصفت المقاتلة بأنها "متشابكة معا"، فما تراه طائرة منها، يمكن أن تراه الأصول الأخرى.

وهذا يعني أن المقاتلة إف-35 تستطيع تحديد هوية طائرات الجيل الخامس المعادية من مسافة آمنة وتنسق في الوقت نفسه مع مقالات الجيل الرابع الصديقة في عملية الاعتراض.

وقال طيارون إن "تأثير التحالف" هذا، الذي يعتمد على المستشعرات والبيانات والاتصالات الفورية، هو الذي يغير الحرب.

وكان الجنرال هربرت "هوك" كارليسل قائد القيادة القتالية الجوية قد قال في العام 2016 "أنت تنظر إلى الأعداء المحتملين هناك، أو البيئات المحتملة حيث يتحتم علينا تشغيل هذه الطائرة، فإن المزايا التي تجلبها المقاتلة إف-35، بما في ذلك القدرة على اختراق المجال الجوي الدفاعي والقدرة على إيصال الذخائر محكمة التوجيه بفضل مجموعة مستشعرات تدمج البيانات من مصادر معلومات متعددة، هو شيء تحتاجه أمتنا".

من جانبه، صرح الميجور جاستين "هاسارد" لي، وهو مدرب طيارين للمقاتلة إف-35 في سلاح الجو الأميركي، لمجلة بوبولار ميكانيكس في نيسان/أبريل 2022 أنه "في المقاتلة إف-35، نكون نحن لاعب الارتكاز الرئيس في ساحة المعارك".

وأضاف أن "مقاتلات الجيل الرابع مثل إف-16 وإف-15 ستكون معنا حتى أواخر أربعينيات القرن الحادي والعشرين على الأقل، ونظرا لأنه يوجد الكثير من تلك المقاتلات مقارنة بنا، فإن مهمتنا هي استخدام أصولنا الفريدة لتشكيل ساحة المعارك وجعلها أكثر قدرة على البقاء والنجاة فيها".

إلكترونيات طيران متقدمة

وتعد الطائرة إف-35إيه، التي يستخدمها سلاح الجو الأميركي، النسخة التي تعتمد نظام الإقلاع والهبوط التقليدي. ويستخدم سلاح مشاة البحرية الأميركية النسخة أف-35 بي التي تستطيع الهبوط عموديا كالمروحيات والإقلاع ضمن مسافات قصيرة للغاية. أما النسخة الثالثة، وهي إف-35 سي، التي تعرف باسم نسخة الحاملة وتستخدمه البحرية الأميركية، تيستطيع الإقلاع من أي حاملة طائرات أميركية من أي مكان على وجه الأرض.

وكانت النسخة إف-35بي هي أول نسخة تدخل الخدمة في عام 2015، تلتها النسخة إف-35إيه في عام 2016 والنسخة إف-35سي في عام 2019. واعتبارا من آب/أغسطس، كان قد تم تسليم 960 طائرة من هذه المقاتلة، 630 منها إلى الجيش الأميركي.

ومن المتوقع إكمال النسخة الـ 1000 من المقاتلة في نهاية عام 2023.

هذا وتنطلق المقاتلة إف-35 من 26 قاعدة حول العالم. وقد شاركت تسع دول، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا وأستراليا وإيطاليا وتركيا وكندا والدنمارك والنرويج، في تطوير المقاتلة، وفقا لسلاح الجو الأميركي.

منظومات من الطراز العالمي

وكانت منظومة تجنب الاصطدام الأرضي التلقائي في المقاتلة إف-35، وهي تقنية مصممة لإنقاذ الطيار من الاصطدام عبر إعادة الطائرة تلقائيا إلى ارتفاع آمن في حالة فقدان الوعي أو التركيز على الهدف، قد فازت بجائزة روبرت جيه كولير لعام 2018.

وهذه الجائرة، التي تقدمها الرابطة الوطنية للملاحة الجوية، تمنح سنويا "لأعظم إنجاز في مجال الطيران أو الملاحة الفضائية في أميركا، فيما يتعلق بتحسين أداء المركبات الجوية أو الفضائية وكفاءتها وسلامتها، والتي تم إثبات قيمتها بشكل كامل من خلال استخدامها خلال العام السابق."

وخاصية أخرى متقدمة في المقاتلة هي خوذة الطيار، وهي "أعجوبة هندسية تمثل مقاتل الجيل الخامس اليوم"، حسبما صرح آرثر دي رويتر من كوليز إيروسبيس لمجلة مودرن باتلسبيس.

وأضاف أنه على عكس خوذة الجيل الرابع التقليدية، تدمج خوذة المقاتلة إف-35 البيانات الرئيسية وتقدمها للطيار على شاشة مركبة على الخوذة .

وتوفر هذه الخوذة المتصلة بست كاميرات تعمل بالأشعة دون الحمراء حول الطائرة "روية 360 درجة ووعيا ظرفيا غير مسبوق".

وأوضح دي رويتر أنه "إذا نظر الطيار حوله في ظروف معينة، فهو لا يرى قمرة القيادة ولا حتى ساقيه، بل كل ما يراه هو الأشياء المحيطة به مثل التضاريس، مع عرض بيانات الطيران والمهمة الحيوية بداخل الخوذة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *