أنظمة الأسلحة

قاذفة بي-1 بي لانسر: سرعة عالية وحمولة متفجرات ثقيلة

2024-02-05

تستطيع القاذفة الأسرع من الصوت حمل كمية من الذخيرة تصل إلى 75 ألف رطل (34 ألف كيلوجرام)، وقد صممت للتحليق على ارتفاعات منخفضة للغاية مع إمكانية رصد منخفضة من قبل الرادارات.

شارك هذا المقال

قاذفة بي-1 بي لانسر تحلق فوق شبه الجزيرة العربية في إطار مهمة منتظمة لقوة مهام القاذفات ضمن منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. [سلاح الجو الأميركي]
قاذفة بي-1 بي لانسر تحلق فوق شبه الجزيرة العربية في إطار مهمة منتظمة لقوة مهام القاذفات ضمن منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. [سلاح الجو الأميركي]

تتميز القاذفة بي-1 بي لانسر بمدى يبلغ 5900 ميل (9500 كيلومتر) مع سرعة قصوى تصل إلى 1.25 ماخ وقدرة على حمل الأسلحة هي الأكبر في مخزون سلاح الجو الأميركي، وتشكل بذلك "العمود الفقري" لقوة القاذفات طويلة المدى التابعة لأميركا.

وقد انطلقت قاذفات بي-1 بي لانسر في 2 شباط/فبراير من الولايات المتحدة وشاركت بشن ضربات جوية انتقامية في العراق وسوريا ضد عشرات من الأهداف المرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية له.

وأوضحت القيادة المركزية الامريكية أن المرافق المستهدفة شملت مراكز عمليات القيادة والتحكم ومراكز استخبارات وتخزين صواريخ ومسيرات ومرافق لوجستيات وإمداد بالذخيرة كلها تابعة للميلشيات والجهات الراعية لها في الحرس الثوري، علما أن هذا الأخير سهل هجمات ضد قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي.

وبحسب سلاح الجو الأميركي، صممت هذه القاذفة الثقيلة الأسرع من الصوت للتحليق على ارتفاعات منخفضة للغاية مع إمكانية رصد منخفضة من قبل الرادارات، ويشمل ذلك التحليق في مناطق التضاريس الجبلية بسرعات تعادل سرعة الصوت أو على ارتفاع أقل من 200 قدم.

وتحمل هذه القاذفة، التي تعرف بـ "العمود الفقري"، نحو 50 رقما قياسيا عالميا من حيث السرعة والحمولة والمدى ووقت الصعود في فئتها. وهي طائرة تتسع لطاقم مؤلف من 4 أفراد، وهم الطيار ومساعد الطيار والمسؤول عن الأسلحة والمسؤول عن الأنظمة الدفاعية.

وبحسب سلاح الجو أيضا، تستطيع هذه القاذفة "استهداف أي عدو في أي مكان في العالم وفي أي وقت بكميات ضخمة من الأسلحة الدقيقة وغير الدقيقة بصورة سريعة"، كما أنها تمتلك أكبر سعة حمولة داخلية لأية قاذفة قنابل جوية أمريكية.

وتسمح هذه القدرة، إلى جانب العديد من الأصول البرية والبحرية والجوية الأخرى للجيش الأميركي، للولايات المتحدة بمساعدة حلفائها في أوقات الحاجة ضد الخصوم المشتركين.

وكان اللفتنانت كولونيل دومينيك "بيفر" روس مدير عمليات سرب الاختبار والتقييمات الـ 337 قد قال لموقع Military.com عام 2017، "لدينا الحمولة الأكبر ولدينا السرعة الكافية للوصول إلى أي مكان يجب أن نصل إليه ولدينا فترة تحويم كافية للبقاء في المكان فور وصولنا إليه".

ووفق متحف الأسلحة التابع لسلاح الجو الأميركي، فإن القاذفة بي-1 بي قادرة على حمل ما يصل إلى 75 ألف رطل (34 ألف كيلوجرام) من الذخيرة في 3 وحدات داخلية لتخزين الأسلحة، بما في ذلك القنبلة من طراز مارك 80.

وتعد القنبلة مارك 82، وهي النسخة زنة 500 رطل (226 كيلوجراما)، واحدة من القنابل الأكثر استخداما ويمكن تحويلها إلى نسخ مختلفة مثل لغم كويك سترايك البحري والقنبلة الموجهة بالليزر أو وحدة القنابل الموجهة-12 وذخيرة الهجوم المباشر المشترك جي بي يو-38.

وذخيرة الهجوم المباشر المشترك هي مجموعة أدوات توجيه تحول قنابل السقوط الحر غير الموجهة مثل فئة مارك، إلى "ذخيرة دقيقة وʼذكيةʻ مناسبة لحالات الطقس المعاكسة"، بحسب سلاح الجو.

وتضم ذخيرة الهجوم المباشر المشترك المحدثة والتي تعمل بالليزر، وحدة تحكم توجيهية تستند إلى نظام تحديد المواقع العالمي وتستطيع التوجيه بدقة نحو الأهداف الثابتة والمتحركة ومهاجمتها.

وأوضح سلاح الجو أنه "فور إطلاقها من الطائرة، تقوم ذخيرة الهجوم المباشر المشترك بالتوجه بصورة مستقلة نحو إحداثيات الهدف المحدد".

ومع تنشيط بيانات نظام تحديد المواقع العالمي، تكون ذخيرة الهجوم المباشر المشترك قادرة على ضرب هدف ضمن هامش خطأ لا يتعدى خمسة أمتار.

وتستطيع كل من وحدات القنابل الداخلية الثلاثة التابعة لقاذفة بي-1 بي حمل ما يصل إلى 16 من ذخائر الهجوم المباشر المشترك زنة 500 رطل، بإجمالي 48.

رحلات أقل وقنابل أكثر

يُذكر أن سلاح الجو الأميركي يحتفظ بقوة مؤلفة من 45 قاذفة طراز بي-1 بي.

وشهدت الطائرة أولى العمليات القتالية في دعمها للعمليات ضد العراق خلال عملية ثعلب الصحراء في كانون الأول/ديسمبر 1998، حسبما جاء في ورقة حقائق صادرة عن سلاح الجو الأميركي.

وعام 1999 شاركت 6 قاذفات من طراز بي-1 في عملية قوة التحالف، حيث استخدمت أكثر من 20 في المائة من إجمالي الذخيرة في حين أنها حلقت أقل من 2 في المائة من الطلعات القتالية.

كذلك، قامت 8 قاذفات من طراز بي-1 خلال الأشهر الستة الأولى من عملية الحرية الدائمة بإسقاط نحو 40 في المائة من إجمالي الحمولة التي استخدمتها القوات الجوية للتحالف، بما في ذلك نحو 3900 من ذخائر الهجوم المباشر المشترك أو 67 في المائة من الإجمالي.

وأشار سلاح الجو إلى أن قاذفات بي-1 بي حلقت في عملية حرية العراق في أقل من 1 في المائة من المهام القتالية فيما استخدمت 43 في المائة من ذخائر الهجوم المباشر المشترك.

وفي نيسان/أبريل 2018، شاركت قاذفتان من طراز بي-1 بي في ضربة بارزة، حيث أطلقت صواريخ موجهة من الجو ضد عدة مواقع تابعة للحكومة السورية وذلك كرد على الهجوم الكيميائي الذي نفذ في دوما ضد مدنيين قبل أسبوع من ذلك.

ولا تزال قاذفات بي-1 لانسر تنفذ المهام في أجواء الشرق الأوسط، مظهرة القدرة على نشر القوة القتالية بسرعة.

وقالت القيادة المركزية الأميركية على موقع إكس (تويتر سابقا) يوم الاثنين، 13 تشرين الثاني/نوفمبر، "للمرة الثالثة في غضون 8 أيام، نفذت قاذفات من طراز بي-1 لانسر مهام في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية مثبتة القدرة على نشر القوة القتالية بسرعة".

وجاء هذا المنشور بعد يوم من إعلان القيادة المركزية الأميركية على موقع إكس أيضا، عن "تنفيذ غارات جوية ضد منشآت بالقرب من مدينتي البوكمال والميادين" في سوريا. وكانت المنشآت تعود لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *