قام الجيش الأميركي في 2 شباط/فبراير بشن ضربات جوية انتقامية في العراق وسوريا ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية له.

وجاءت الضربات ردا على هجوم بمسيرة أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة عشرات الآخرين في قاعدة نائية بالأردن بتاريخ 27 كانون الثاني/يناير.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن عدة طائرات أميركية من بينها قاذفات طويلة المدى إنطلقت من الولايات المتحدة وضربت عند الساعة 4 من بعد الظهر في توقيت المنطقة الشرقي أكثر من 85 هدفا مستخدمة أكثر من 125 قطعة ذخيرة دقيقة التوجيه.

وأوضحت القيادة أن المرافق المستهدفة شملت مراكز عمليات القيادة والتحكم ومراكز استخبارات وتخزين صواريخ ومسيرات ومرافق لوجستيات وإمداد بالذخيرة كلها تابعة للميلشيات والجهات الراعية لها في الحرس الثوري، علما أن هذا الأخير سهل الهجمات ضد قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان "بدأ ردنا اليوم. وسيتواصل في الأوقات والمواقع التي نختارها".

وأضاف "لا تسعى الولايات المتحدة إلى صراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر من العالم. ولكن فليعلم كل من يريد محاولة إلحاق الأذى بنا الآتي: إذ أذيتم أميركيا، فسنرد على ذلك".

بدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين، إن الضربات استمرت نحو 30 دقيقة، مع أنها شملت رحلة طويلة لقاذفات بي-1 لانسر التي شاركت في العملية بعد انطلاقها من الولايات المتحدة.

وتابع أن وزارة الدفاع ما تزال تعمل على تقييم الأضرار الناتجة عن الضربات التي استهدفت عشرات الأهداف في 7 مرافق منفصلة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أن الغارات كانت ناجحة.

وتحدث مصادر محلية عن معلومات ذكرت أن ما لا يقل عن 20 مقاتلا تابعا لإيران قتلوا في سوريا، في حين قتل عدد غير محدد من المقاتلين في العراق.

وأوضح كيربي أنه تم اختيار الأهداف بعناية لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن عملية 2 شباط/فبراير كانت بمثابة "بداية ردنا".

وذكر في بيان منفصل أن "الرئيس أصدر توجيهات بتنفيذ أعمال إضافية لمحاسبة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له على هجماتها المنفذة ضد قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي".

وفي هذا السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إيريك" كوريلا "سنستمر بالتحرك والقيام بما يلزم لحماية شعبنا، كما أننا سنحاسب من يهددون سلامته".

ردع إيران ووكلائها

في 27 كانون الثاني/يناير، قتل 3 جنود من الجيش الأميركي وأصيب عشرات الآخرين عندما استهدفت مسيرة مفخخة قاعدة البرج 22 النائية في الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا، حيث ينتشر نحو 350 جنديا أميركيا في إطار الحملة القائمة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وحمّلت الولايات المتحدة المقاومة الإسلامية في العراق مسؤولية الهجوم، وهو ائتلاف فضفاض مؤلف من ميليشيات موالية لإيران تعد كتائب حزب الله الجماعة الأساسية فيه.

ودانت الدول الإقليمية، ومن بينها العراق والأردن، الهجوم الذي نفذه المقاتلون المدعومون من إيران في 27 كانون الثاني/يناير، وطالب العراق "بوقف دوامة العنف" في المنطقة.

يُذكر أن قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي تعرضت لما لا يقل عن 165 هجوما في العراق وسوريا والأردن منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بأسلحة تشمل مسيرات وصواريخ وصواريخ باليستية قصيرة المدى.

وفي حين أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب، إلا أن العملية تهدف إلى ردع إيران ووكلائها والحد من قدراتها على شن هجمات في المستقبل ضد القوات والمصالح الأميركية.

وقال أوستن في 1 شباط/فبراير عن إيران وحلفائها إن "لديهم قدرات كثيرة، لكننا نملك قدرات أكثر".

هذا وسعت الولايات المتحدة بصورة متكررة إلى احتواء الصراع من خلال الجهود الدبلوماسية واستعراض القوة على حد سواء. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها إلى التحرك العسكري في الصراع.

فبعد فشل التحذيرات المتكررة في منع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن من مهاجمة حركة الشحن الدولي في البحر الأحمر، قامت الولايات المتحدة بالتنسيق مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف للحوثيين في 12 كانون الثاني/يناير.

وقالت القيادة المركزية في بيان إن الضربات هدفت إلى "الحد من قدرتهم على مواصلة هجماتهم غير القانونية والمتهورة ضد السفن الأميركية والعالمية والشحن الدولي في البحر الأحمر".