قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يوم الخميس، 26 تشرين الأول/أكتوبر، إن الجيش الأميركي ضرب منشأتين في شرقي سوريا كان يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له.
وذكر في بيان أن "ضربات الدفاع عن النفس الدقيقة هي رد على سلسلة من الهجمات المتواصلة، والفاشلة بغالبيتها، ضد عسكريين أميركيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر".
وأضاف أوستن أن متعهدا أميركيا توفي بأزمة قلبية خلال الهجمات، فيما تعرض 21 عنصرا من الجيش الأميركي "لإصابات طفيفة ولكنهم عادوا كلهم إلى الخدمة".
ولكن أعلن البنتاغون مساء الثلاثاء أن 19 جنديا أميركيا تعرضوا لإصابات دماغية جراء الصدمات بعد الهجمات.
وأوضح أوستن أن "هذه الضربات الدقيقة التي نفذت دفاعا عن النفس هدفت حصرا إلى حماية العسكريين الأميركيين والدفاع عنهم في العراق وسوريا. إنها منفصلة ومختلفة عن الصراع المتواصل بين إسرائيل وحماس ولا تشكل تحولا في مقاربتنا المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحماس."
وتابع أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى الدخول في صراع ولا نية أو رغبة لها في الانخراط بمزيد من الأعمال العدائية، ولكن تلك الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية غير مقبولة ويجب أن تتوقف".
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن الضربات في سوريا نفذت بواسطة مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الأميركي من طراز إف-16 وكانت ترافقهما مسيرات إم كيو-9، وقد استهدفت "منشأة لتخزين الأسلحة ومنشأة لتخزين الذخيرة بالقرب من ألبوكمال".
وذكرت الصحيفة "لم يتم إطلاق صواريخ أو مسيرات من الموقع، ولكن مسؤولين ذكروا أن الذخيرة المخزنة في المنشأتين استخدمت في الهجمات الأخيرة ضد القوات الأميركية".
وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات هدفت إلى توجيه رسالة قوية إلى إيران لكبح جماح هجماتها ضد القوات الأميركي في سوريا والعراق "من دون تصعيد الصراع في الشرق الأوسط".
وبدوره، قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية لصحافيين مساء الثلاثاء إنه لم يتم تنسيق الغارات الجوية مع الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلته نيويورك تايمز.
تحذير إيران من التصعيد
وجاءت الضربات الدقيقة بعد تحذير مباشر وجهه الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من يوم الخميس للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من مغبة شن هجمات ضد القوات الأميركية.
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لصحافيين "تم توصيل رسالة مباشرة. هذا أقصى ما يمكنني البوح به"، رافضا البوح بطريقة توصيل الرسالة.
وقال بايدن في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إنه كان قد حذر خامنئي من حصول رد في حال استمرت الهجمات.
وأوضح "كان مفاد تحذيري لآية الله أنه في حال استمروا بالتحرك ضد هذه القوات، فسنرد ويجب أن يكون مستعدا. لا يتعلق الأمر إطلاقا بإسرائيل".
ومن جانبها، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة والقوات الحليفة في العراق وسوريا تعرضت لهجمات من "ميليشيات مدعومة من إيران" 16 مرة على الأقل خلال الشهر الجاري في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.
ونشر الجيش الأميركي مجموعة واسعة من القوى النيرانية في الشرق الأوسط ضمن الجهود المتواصلة الهادفة إلى المساعدة في الدفاع عن حليفته إسرائيل ومنع الجهات الخبيثة في المنطقة من تصعيد الصراع.
وشملت عمليات النشر حاملتي طائرات، هي مجموعة حاملة الطائرات الهجومية يو إس إس فورد وحاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور والوحدة الاستطلاعية الـ 26 لمشاة البحرية.
هذا وتصنف الوحدة الاستطلاعية الـ 26 لمشاة البحرية على أنها "قادرة على تنفيذ عمليات خاصة"، ما يعني أنها قادرة على تنفيذ مهام خاصة والعمل إلى جانب قوات عمليات خاصة أخرى.
وصممت الوحدة لتكون متعددة المهام وسريعة الاستجابة وتضم عادة 2200 عنصر من قوات البحرية وفريق هبوط للكتيبة وسربا من المروحيات وكتيبة تموين قتالي.