مجهزة بأكبر سعة حمولة للأسلحة ضمن ترسانة القوات الجوية الأميركية، تم تعزيز المقاتلة بي-1بي لانسر عبر دقة ذخائر الهجوم المباشر المشترك الفريدة.

المقاتلة بي-1بي هي قاذفة ثقيلة أسرع من الصوت ذات جناح متعدد الأوضاع، وهي قادرة على حمل ما يصل إلى 34 ألف كجم من الذخائر في ثلاث منصات أسلحة داخلية يمكن تخزين أسلحة متنوعة فيها، بينها قنبلة من سلسلة قنبلة مارك 80.

تعد قنبلة مارك 82 (إم كاي82)، وهي النموذج الذي يبلغ وزنه 226 كجم، أحد أكثر الأسلحة شيوعا، ويمكن تحويلها إلى أنواع مختلفة مثل اللغم البحري كويك سترايك والقنبلة الموجهة بالليزر جي بي يو-12 والقنبلة جي بي يو-38 من ذخائر الهجوم المباشر المشترك.

ذخائر الهجوم المباشر المشترك هي عبارة عن مجموعة أدوات توجيهية تحوّل القنابل غير الموجهة ذات السقوط الحر مثل فئة مارك إلى "ذخائر دقيقة وذكية في جميع الأحوال الجوية"، وفقا لسلاح الجو.

ويجمع نظام التحكم في الذيل الخاص بذخائر الهجوم المباشر المشترك ونظام الملاحة بالقصور الذاتي المدعوم بنظام تحديد المواقع العالمي، بين قوة ما يسمى بالقنابل "الغبية" ذات السقوط الحر والدقة القاتلة للأسلحة الموجهة.

بمجرد إطلاقها، تعمل أجهزة توجيه ذخائر الهجوم المباشر المشترك على توجيه القنبلة إلى هدفها باستخدام إما إحداثيات الهدف التي تم إدخالها يدويا قبل إرسال الطائرة أو التي يتم إدخالها تلقائيا باستخدام أجهزة الاستشعار الموجودة على متن الطائرة.

وبعد ذلك، تنتقل بشكل مستقل من الجو إلى الأرض وصولا إلى هدفها.

ومع تفعيل نظام تحديد المواقع العالمي، يمكن لذخائر الهجوم المباشر المشترك ضرب هدف ضمن هامش خطأ يبلغ خمسة أمتار أو أقل.

وتتيح سعة حمولة المقاتلة بي-1بي حمل ما يصل إلى 84 قنبلة إم كاي82 بوزن 227 كجم كحد أقصى، ويمكن تجهيزها بمجموعة توجيه ذخائر الهجوم المباشر المشترك بوزن إجمالي يبلغ 19 ألف كجم.

بجانب إم كاي82، يمكن تثبيت أجهزة توجيه ذخائر الهجوم المباشر المشترك على قنبلة بي إل يو-109/إم كاي84 التي يبلغ وزنها 907 وقنبلة بي إل يو-110/إم كاي83 التي يبلغ وزنها 454 كجم، ويمكن حملها كلها في وقت واحد على متن المقاتلة بي-1بي لتمكينها من ضرب مجموعة متنوعة من الأهداف.

دقة هائلة

في عام 1999، شاركت ستة طائرات من طراز بي-1 في عملية القوة المتحالفة، وهي حملة القصف الجوي التي شنها حلف شمال الأطلسي ضد يوغوسلافيا (صربيا والجبل الأسود آنذاك)، حيث قامت بإسقاط أكثر من 20 في المائة من إجمالي الذخائر بينما حلقت أقل من 2 في المائة من مجموع الطلعات القتالية.

وخلال الأشهر الستة الأولى من عملية الحرية الدائمة أيضا، أسقطت ثماني طائرات من طراز بي-1 ما يقرب من 40 في المائة من إجمالي الحمولة التي سلمتها قوات التحالف الجوية، بما في ذلك ما يقرب من 3900 صاروخ مزود بأجهزة توجيه ذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو 67 في المائة من إجمالي الصواريخ.

في عملية حرية العراق، حلقت مقاتلات بي-1بي في أقل من 1 في المائة من المهام القتالية، لكنها أسقطت 43 في المائة من صواريخ ذخائر الهجوم المباشر المشترك المستخدمة، وفقا للقوات الجوية.

إلى هذا، إن طائرات بي-1بي وذخائر الهجوم المباشر المشترك الخاصة بها تواصل إثبات فعاليتها ضد الجماعات المتحالفة مع إيران العازمة على زعزعة استقرار الشرق الأوسط، بينهم المتمردين الحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق وسوريا.

وسمح عجز إيران عن توفير الدفاع الجوي لوكلائها العاملين في جميع أنحاء المنطقة بتعزيز موقع ذخائر الهجوم المباشر المشترك واعتبارها الذخائر المفضلة.

وبسبب كونها سلاحا مرنا وشديد الدقة يمكن إسقاطه من ارتفاعات منخفضة وعالية، يمكن لذخائر الهجوم المباشر المشترك إضعاف القدرات الهجومية والدفاعية للأعداء من أي مكان في السماء.

على سبيل المثال، أقلعت طائرات بي-1بي لانسر في 2 شباط/فبراير من الولايات المتحدة وشاركت في تنفيذ ضربات انتقامية ضد عشرات الأهداف المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له في العراق وسوريا.

وجاءت الضربات ردا على هجوم بطائرة مسيرة أستهدف في 27 كانون الثاي/يناير قاعدة نائية في الأردن، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة العشرات.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المرافق المستهدفة شملت مراكز عمليات القيادة والسيطرة ومراكز الاستخبارات والقذائف والصواريخ ومواقع تخزين الطائرات المسيرة، إضافة إلى مرافق سلسلة توريد الخدمات اللوجستية والذخيرة لمجموعات الميليشيات ورعاتها من الحرس الثوري الإيراني الذين سهلوا الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف.