تحليل القدرات

تحديث الطائرة سوبر بي-1بي لانسر لتعزيز الحمولة وتمكين التوافق مع الأسلحة فرط الصوتية

2025-08-20

يمكن للحوامل الجديدة أن تزيد من قدرة الحمولة الطائرة القاذفة التي تعود إلى الحرب الباردة بنسبة 50 في المائة، وتمكنها من التوافق مع صواريخ فرط صوتية من الجيل المقبل.

شارك هذا المقال

طائرة بي-1بي لانسر تقلع في مهمة تكامل مدرسة الأسلحة في قاعدة نيلس الجوية، نيفادا، يوم 30 أيار/مايو 2023. [سلاح الجو الأميركي]
طائرة بي-1بي لانسر تقلع في مهمة تكامل مدرسة الأسلحة في قاعدة نيلس الجوية، نيفادا، يوم 30 أيار/مايو 2023. [سلاح الجو الأميركي]

تستعد قاذفة القنابل بي-1بي لانسر التابعة لسلاح الجو الأميركي، وهي قاذفة تعود إلى حقبة الحرب الباردة صممت في الأصل لاختراق الدفاعات الجوية السوفياتية، لأهم تحول لها منذ عقود.

تُعرف الطائرة أيضًا باسم بي-وان، وقد خدمت كعمود فقري في أسطول القاذفات الاستراتيجية الأميركية، مستفيدة من قدرتها على الطيران على ارتفاع منخفض بسرعة تصل إلى ماخ 1.25، مع استخدام أسطح تمتص الرادار ومناورات مرنة لتجنب أنظمة الدفاع الجوي المعادية.

على الرغم من قدمها، ما تزال طائرة بي-1بي تحتل موقعا فريدا في مواجهة الدفاعات الجوية الروسية الحديثة التي ما زالت تعاني من بعض نقاط الضعف.

التحديث المخطط لطائرة سوبر بي-1بي يعد بتحويل لانسر إلى نظام سلاح أكثر قوة، مبني على أساس تقنية الحوامل المعيارية القابلة لتكييف الحمولة، والتي قد تعزز قدرة القاذفة على حمل الأسلحة بنسبة 50 في المائة.

يمكن لتكوين لانسر الحالي حمل ما يُقدّر بـ 34 ألف كجم من الذخائر، لكن نظام الحوامل المعيارية القابلة للتكييف الجديد قد يرفع هذا الرقم إلى أكثر من 51 ألف كجم.

وتتيح هذه الزيادة للطائرة حمل قنابل متعددة من طراز جي بي يو-72/بي أدفانسد 5:اي بينيتريتور (قنبلة اختراق متقدمة جي بي يو-72/بي بقوة 5 كيلو وات)، ما يوفر للولايات المتحدة قدرة محسنة على ضرب الأهداف المحصنة بشدة وتحت الأرض بكفاءة أكبر، مثل المرافق النووية.

مستقبل فرط صوتي

تمثل زيادة قدرة الحمولة بُعدا واحدا فقط من أبعاد تطور طائرة بي-1بي.

تستطيع طائرة بي-1بي حاليا حمل ما يصل إلى 24 صاروخا من طراز إيه جي إم-158 جو-أرض بعيد المدى (جاسم) أو صواريخ مضادة للسفن بعيدة المدى (لراسم) داخل حجَرها الداخلية.

يمكن لستة حوامل من نوع لام أن تمكن القاذفة من حمل 12 ذخيرة إضافية دقيقة بعيدة المدى.

وبما أن قاذفة القنابل جاسم ذات المدى الموسع (جاسم-إي آر) تتمتع بمدى يقل قليلا عن 1000 كيلومتر، فإن هذه القدرة الموسعة تعني أن القاذفة بي-1بي ستكون قادرة على قمع الدفاعات الجوية المعادية بشكل مستقل أثناء توجهها إلى الهدف، ما يقلل الحاجة إلى طائرات مرافقة إضافية.

وسيسمح نظام لام أيضا باستخدام ذخائر الهجوم المباشر المشترك (جدام)، والتي يمكن إطلاقها من مسافة تصل إلى 15 ميلا من الهدف.

ستمكن هذه الحوامل الجديدة طائرة بي-1بي من أن تصبح منصة متوافقة مع الصواريخ فرط الصوتية المتطورة، وينوي سلاح الجو الأميركي استخدام بي-1بي لاختبار هذه الأسلحة في المستقبل القريب.

وتخطط الولايات المتحدة للكشف عن بطارية أسلحتها فرط الصوتية الجديدة بحلول نهاية أيلول/سبتمبر، والمزودة بصواريخ قادرة على التحليق بسرعة ماخ 5 أو أكثر، وبمدى يتجاوز 2,414 كيلومترا.

من خلال تسليح طائرة بي-1بي بهذه الصواريخ، سيحقق سلاح الجو الأميركي ميزة حاسمة في مهام الضربات بعيدة المدى ضد الأهداف المحصنة بشدة.

إن الجمع بين السرعة وقدرات الحمولة المتنوعة والثقيلة والمرونة التشغيلية، يضع طائرة سوبر بي-1بي في طليعة قدرات الضربات الأميركية بعيدة المدى لسنوات مقبلة.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *