تعكس القدرات المتقدمة للقاذفة بي-1بي لانسر التفوق الفني للجيش الأميركي وتمكّنه من ضمان السلم والأمن العالميين للشركاء الأميركيين.
والطائرة بي-1بي هي قاذفة ثقيلة أسرع من الصوت ذات جناح متعدد الأوضاع كانت في الماضي مصدر خوف للسوفيت. وبدأ مشروع القاذفة في ستينيات القرن الماضي، وتم تطويرها على مر السنين لتواكب الوجه المتغير للحرب.
وصمم النموذج الأولي للقاذفة القوية طويلة المدى، وهو النموذج بي-1إيه الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة، للتحليق بسرعة قصوى وعلى ارتفاعات عالية بهدف اختراق الدفاعات الصاروخية السوفيتية.
ولكن ظهور أنظمة صواريخ أرض-جو سوفيتية جديدة تطلب إعادة تصميم الطائرة لتصبح بي-1بي الشبح، وهي قادرة على التحليق ليلا وعلى ارتفاعات منخفضة للالتفاف حول أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.
ويبلغ مدى القاذفة 9500 كيلومتر، فيما تبلغ سرعتها القصوى 1.25 ماخ. ومع إرجاع أجنحتها إلى الخلف بالكامل، يمكن للطائرة التحليق على ارتفاع يصل إلى 61 مترا فوق سطح الأرض لاختراق الدفاعات الجوية الموجهة بالرادار.
هذا وتتميز القاذفة بي-1بي بمميزات تجعل رصدها أمرا صعبا، بما في ذلك مقطع عرض راداري يبلغ 10 أمتار مربعة، أي أقل بكثير من مقطع العرض الراداري الذي يبلغ مائة متر مربع للقاذفة التي سبقتها، وهي بي-52.
وبحسب سلاح الجو الأميركي، صممت بي-1بي لحمل كميات ضخمة من الأسلحة الدقيقة وغير الدقيقة بسرعة ضد أي خصم في العالم.
وزودت القاذفة بأكبر قدرة حمولة في مخزون سلاح الجو الأميركي، حيث تستطيع حمل ما يصل إلى 34 ألف كيلوغرام من مختلف أنواع الذخيرة في 3 حجرات أسلحة داخلية.
ويملك سلاح الجو الأميركي 45 قاذفة من طراز بي-1بي.
قوة مهام القاذفات
هذا وتلعب بي-1بي دورا أساسيا في مهام قوة مهام القاذفات في سلاح الجو الأميركي، علما أن هذه المهام صممت لإظهار موثوقية القوات الأميركية في الحفاظ على الأمن في جميع مناطق العالم.
وتطور نموذج قوة مهام القاذفات كطريقة لنشر قوة مهام مخصصة للقاذفات في قيادة قتالية جغرافية مثل القيادة المركزية الأميركية أو القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا، وذلك لخدمة الأولويات الفريدة للقيادة.
وضمن المهام، يتم عادة نشر القاذفات الأميركية في مواقع مختلفة في الخارج لفترة من الزمن، وهي "مخططة لفترة طويلة ومدروسة بطبيعتها لتلبية متطلبات القيادة القتالية الجغرافية بالشكل الأفضل".
وفي الماضي، حافظت القاذفات الأميركية على وجود مستمر في القواعد الأمامية. ومنذ انطلاق نموذج قوة مهام القاذفات عام 2018، هبطت القاذفات الأميركية في أماكن أخرى للمرة الأولى كالنرويج وبولندا وإندونيسيا وغيرها من الدول.
ويساعد نموذج قوة مهام القاذفات في تطوير القدرة على العمل من مواقع غير مألوفة والاندماج مع الحلفاء والدول الشريكة.
ويساعد كذلك في إظهار التزام الولايات المتحدة في تعزيز الردع ودعم السلام والاستقرار عبر توفير قوات آمنة وأمينة وفتاكة وجاهزة للقتال للضربات النووية والتقليدية العالمية في أي مكان وزمان.