بينما تعتبر كل من بي-1بي لانسر وتي يو-160 بلاك جاك قاذفتين ثقيلتين أسرع من الصوت، إلا أن لانسر تحتفظ بمزايا معينة تميّزها عن نظيرتها الروسية.
فالقاذفة بي-1بي لانسر التي سجلت عشرات الأرقام القياسية العالمية من حيث السرعة وسِعَة الحمولة والمسافة ومدة التحليق، تعدّ "العمود الفقري للقوة القاذفة الأميركية بعيدة المدى"، بحسب سلاح الجو الأميركي.
إن بي-1بي لانسر والمعروفة أيضاً باسم الـ"بون"، هي قاذفة قنابل ذات أجنحة متعددة الأوضاع أسرع من الصوت هُندست لتجمع بين الطيران بعيد المدى والقدرة على المناورة والسرعة العالية مع تعزيز القدرة على البقاء.
صُنعت بي-1بي كقاذفة ردع نووي على ارتفاع منخفض وعُدّلت فيما بعد لنقل الذخائر التقليدية، وقد سجلت بي-1بي نحو 60 رقما قياسيا عالميا يعكسون أداءها الاستثنائي.
ولعل المقابل الروسي للقاذفة بي-1بي هو قاذفة تي يو-160 بلاك جاك، بحيث تشترك معها ببعض الخصائص كتصميم جناحيها المتغيرين وقدرتها على الطيران الأسرع من الصوت.
لكن على الرغم من أن القاذفتين هما من بين الأكبر والأسرع في العالم، إلّا أنهما تختلفان في نواح رئيسة، وفقا لمجلة ناشيونال إنترست.
صُمّمت بي-1بي في حقبة الحرب الباردة لتجمع بين الحمولة والسرعة وفي نفس الوقت لاعتماد قدرة اختراق منخفضة المستوى بغية تفادي رادار السوفيات. في المقابل، تعطي تي يو-160 الأولوية للعمليات شديدة السرعة والارتفاعات العالية.
وفي حين أن لانسر كانت مخصصة لاختراق المجال الجوي المعادي وتوجيه الضربات، إلا أن تي يو-160 لم تكن مصممة أبدا كقاذفة قنابل على مستوى منخفض.
بالتالي، فهي تفتقر إلى أسلحة دفاعية، وعوضاً عن ذلك يجب أن تعتمد على سرعتها العالية ومسافات المواجهة لأسلحتها من أجل تفادي الأعداء.
في كانون الثاني/يناير، ذكرت مجلة ناشيونال إنترست، أنه في حين أن بي-1بي هي قاذفة قنابل بالمعنى الكلاسيكي، أي أنها تطير إلى أهداف لنشر حمولتها من القنابل، إلا أن تي يو-160 خُصصت للعمل كمنصة أسلحة بعيدة المدى، حيث يتم إطلاق الصواريخ من حجرة أبواب القنابل.
"بعد ذلك، يمكن للطائرة تي يو-160 أن تطير بعيدا بسرعة تزيد عن 2 ماخ".
وتبلغ السرعة القصوى للانسر 1.25 ماخ.
مهارات متعددة
مع ذلك، تتميّز لانسر بقدرة حمولة أكثر تنوعا من تي-يو 160.
تحتوي تي يو-160 على حجرتين للقنابل مع رفوف قاذفة دوّارة، وتحمل عادة صواريخ كروز من طراز كي إتش 555 وكي إتش 101 /كي إتش 102.
وفي الوقت نفسه، فإن طائرة لانسر قادرة على حمل ما يصل إلى 34 ألف كلغ من الذخائر في ثلاثة مخازن للقنابل. كما أنها مُجهّزة بأبراج خارجية اختيارية ويمكن تزويدها بكبسولة تصويب قناص متطوّرة لمهام الدعم الجوي.
وفقا لسلاح الجو الأميركي، تحمل طائرة لانسر أكبر حمولة أسلحة تقليدية في مخزون السلاح الجوي، ما يسمح لها "بإيصال كميات هائلة من الأسلحة الدقيقة وغير الدقيقة بسرعة وضد أي خصم، في أي مكان في العالم، وفي أي وقت."
تشمل أسلحتها المحتملة صاروخ إي جي إم- 158 جو-سطح مشترك وصاروخ إي جي أم- 158 سي طويل المدى المضاد للسفنوذخائر الهجوم المباشر المشترك الموجهة بنظام تحديد المواقع العالميمن بين العديد غيرها، ما يجعلها تحمل منظومة أسلحة متعدّدة المهام والاستخدامات.
وتفوز بي-1بي أيضا من حيث الأعداد المجردة.
وأفاد موقع إيرفيكتورز، أنه عندما انهار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، كان نحو 35 قاذفة من طراز تي يو-160 قد تم تصنيعها أو كانت قيد التصنيع.
حظيت أوكرانيا بـ 19 قاذفة، وحصلت روسيا لاحقا على ثمان منها في عام 1999 بموجب صفقة إعفاء من الديون. وقد تخلصت أوكرانيا من البقية، باستثناء نموذج احتفظت به للعرض في المتحف.
ويُعتقد أن روسيا تمتلك اليوم 14 قاذفة من طراز توبوليف تي يو- 160، أي نحو ثلث أسطول قاذفات لانسر الأميركية. ومن أصل 100 قاذفة لانسر التي صُنعت في ثمانينيات القرن الماضي، لما يزال هناك نحو 45 منها.
جميل
رد