تحليل القدرات

تقاعس الصين بشأن أزمة البحر الأحمر يثير تساؤلات حول قدراتها

2024-08-22

لم تقم الصين بأي شيء يُذكر لوقف هجمات الحوثيين ضد حركة الملاحة في البحر الأحمر، على الرغم من أنها تشكل تهديدا واضحا لمصالحها التجارية.

شارك هذا المقال

بحارة يُجهّزون طائرة من طراز إف/إيه-18إي سوبر هورنت لتحلق على متن حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور من طراز نيميتز في البحر الأحمر، يوم 19 أبريل/نيسان. [البحرية الأميركية]
بحارة يُجهّزون طائرة من طراز إف/إيه-18إي سوبر هورنت لتحلق على متن حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور من طراز نيميتز في البحر الأحمر، يوم 19 أبريل/نيسان. [البحرية الأميركية]

يظهر فشل الصين في الرد على هجمات الحوثيين المدعومين من إيران ضد الشحن البحري في البحر الأحمر، على عكس الرد الأميركي، عجزها عن القيام بذلك على الرغم من مصالحها المباشرة في المنطقة.

يشن الحوثيون في اليمن هجمات شبه يومية على السفن التجارية وطواقمها المدنيّة في الممرّ الحيوي للبحر الأحمر منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، متسببين بانقطاع التجارة الدولية وارتفاع تكاليف الشحن.

يمر يوميا عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر نحو 30 في الماية من شحنات الشحن البحري العالمي وأكثر من مليون برميل من النفط الخام، وفقا لتحليل أجرته مجموعة فريتوس العالمية لتتبع حركة الشحن.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد كشفت أن المتمردين الحوثيين هاجموا سفنا وطواقمها تابعة لأكثر من 50 دولة مختلفة.

وعلى الرغم من أن بيجين دعت إلى وضع حد للهجمات، امتنعت بشكل واضح عن لعب دور استباقي في النزاع.

في المقابل، تبقى الولايات المتحدة الشريك الأفضل في المنطقة.

في كانون الأول/ديسمبر، أعلنت الولايات المتحدة عن إطلاق عملية حارس الازدهار، وهي عملية متعددة الجنسيات تهدف إلى حماية الشحن البحري في المنطقة. ووافقت أكثر من 20 دولة على المشاركة فيها.

وبالإضافة إلى الدوريات التي تقوم بها سفن التحالف في البحر الأحمر، قصفت البحرية الأميركية منصات إطلاق صواريخ حوثية، ودمّرت صواريخ ومسيرات أطلقها الحوثيون.

الافتقار إلى القدرات

الصين لديها مصلحة كبيرة في استقرار البحر الأحمر باعتبارها واحدة من أكبر الدول التجارية في العالم.

أي تغيير في مسار السفن الصينية حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، يضيف 10 أيام أو أكثر إلى وقت نقل البضائع ويزيد تاليا تكلفة الشحن بشكل كبير.

ومع ذلك، بقيت بيجين مكتوفة الأيدي حيال ما يجري على الرغم من تهديده الواضح لمصالحها التجارية.

واعتبر محللون أن تقاعسها هذا يعكس افتقارها للقيادة والقدرات، الأمر الذي يتعارض مع سعيها لتصبح قوة عالمية.

في هذا الإطار، وفي حديثه لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست في كانون الثاني/يناير، قال الأستاذ المساعد في جامعة تل أبيب، أوري سيلا، "لا شك أن [الصين] لا تُظهر أي رغبة في التصرف كقوة عظمى مسؤولة".

وأضاف "بينما تتبنى الصين خطابا واضحا بشأن الحفاظ على السلام والاستقرار، يبدو من الناحية العملية حتى الآن أنها لا تملك قدرة كبيرة على تحقيق ذلك سواء من حيث القوة العسكرية أو الدبلوماسية".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *