رغم كونها أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، فشلت الصين فشلا ذريعا في تعزيز الأمن في مضيق هرمز ما يدل على عجزها عن الدفاع عن مصالحها في المنطقة.
وينشط الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين في مضيق هرمز، حيث لإيران تاريخ طويل في مضايقة السفن وقد هددت بـ "إغلاقه" في أكثر من مناسبة.
ويعمل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يضم نحو 24 دولة جاهدا لتأمين حركة الشحن في الممرات المائية بالمنطقة، علما أن هذه الأخيرة تتعرض منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي لهجمات على يد الحوثيين المدعومين من إيران.
ومنذ منتصف كانون الثاني/يناير، تواصل الولايات المتحدة تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف للحوثيين في اليمن وفوق البحر الأحمر.
وغابت الصين التي تعد حليفا رئيسيا لإيران وأكبر جهة مصنّعة في العالم هي مسؤولة عن 29 في المائة من الإنتاج العالمي، بشكل واضح عن هذا التحالف ولم تدن أنشطة الحوثيين حتى بعد أن أصابت الصواريخ الحوثية سفينة مملوكة لها في آذار/مارس الماضي.
ولم تتمكن الصين من الاستفادة من علاقاتها مع إيران لإحداث تغيير إيجابي بالنسبة للأمن البحري.
ومن شأن هذا الضعف في استعراض القوة أن يتجلى بصورة ملحوظة خلال أزمة كبرى نتيجتها إغلاق مضيق هرمز.
الصين تفشل في تأمين الملاحة
هذا وتشكل واردات الصين من النفط والغاز والفحم بالتوالي نحو 85 و40 و7 في المائة من الاستهلاك المحلي للبلاد، ونحو 18 و16 و18 في المائة من التجارة العالمية لهذه السلع.
وتعد الصين أيضا أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، إذ استوردت 11.3 مليون برميل من النفط الخام يوميا في عام 2023.
وتعتمد على نفط الخليج العربي الذي شكّل أكثر من 50 في المائة من واردات الصين في الربع الأول من عام 2022. وتستورد بيجين من نفط الخليج العربي 3 أضعاف ما تستورده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين.
وعلى نسبة كبيرة من هذا النفط أن تعبر المضيق الأكثر أهمية في العالم، وهو مضيق هرمز.
ويمر أكثر من سدس نفط العالم وثلث غازه الطبيعي المسال عبر المضيق الواقع بين الخليج العربي وخليج عُمان.
وإن موقعه الجيوسياسي الحساس وغياب أي بديل حيوي له يجعلان المضيق أساسيا للصين.
ولكن رغم التهديد الواضح لمصالحها التجارية، بقيت الصين في موقع المتفرج. واعتمدت بشكل كبير على الحماية التي يؤمنها التحالف الدولي والولايات المتحدة لسفن الشحن في المنطقة، ما يضمن المرور الآمن للنفط والغاز الطبيعي.
وفي الوقت الذي تفاخر الصين بامتلاكها أكبر قوة بحرية في العالم، فإن الغالبية العظمى من أسطولها تتكون من سفن قصيرة المدى بما في ذلك سفن الدوريات البحرية والطرادات والفرقاطات التي يتعذر عليها الوصول إلى مضيق هرمز أثناء الأزمات.
بالإضافة إلى ذلك، تفتقر الصين إلى العمال الماهرين في حوض بناء السفن والمرافق الحديثة للحفاظ على الجهوزية القتالية لأسطولها بعيدا عن شواطئها.