أظهر غزو روسيا لأوكرانيا مدى تدني مستوى تكنولوجيا الأقمار الصناعية التي تمتلكها موسكو، ومن المحتمل أن تواجه إيران أيضا التحديات نفسها في حال اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
فروسيا تمتلك أسطولا صغيرا نسبيا من الأقمار الصناعية العسكرية، ما يعيق قدرتها على استخدام أسلحة عالية الدقة في البيئات العدائية والتصرف في الوقت الفعلي تقريبا.
يمكن استخدام الأقمار الصناعية العسكرية للحفاظ على نظام المعركة والوعي الظرفي ومراقبة أنشطة الخصم وتحركات أسلحته وقواته، إضافة إلى تطوير بيانات استهداف عالية الدقة وتوفير مؤشرات وتحذيرات وإجراء تقييمات لأضرار المعركة.
حتى أيار/مايو الماضي، قدّر اتحاد العلماء المهتمين الذي يملك قاعدة بيانات للأقمار الصناعية، أن روسيا لديها نحو 181 قمرا صناعيا في المدار.
ورصد من بينها نحو 137 قمرا صناعيا للاستخدام العسكري أو العسكري/التجاري.
فعلى سبيل المقارنة، تمتلك الولايات المتحدة ما مجموعه 5184 قمرا صناعيا، بينها 246 قمرا للاستخدام العسكري.
من جهة أخرى، لم تتمكن إيران من إطلاق إلا عدد قليل من الأقمار الصناعية إلى الفضاء، ما حدّ بشكل كبير من قدراتها.
إلى ذلك، ذكرت إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي في نيسان/أبريل 2022، أن "روسيا تواجه منذ فترة طويلة تحدي عدم امتلاكها سوى لأسطول صغير وغير كاف من أقمار الاتصالات والمراقبة"، والتي لا يمكنها توفير صور عالية الجودة من الأقمار الصناعية في الوقت الحقيقي.
على سبيل المثال، أطلق قمرا الاستطلاع البصري الروسيان الموجودان في مدارهما بدءا من عام 2022 قبل عقد من الزمن تقريبا، ما يعني أنهما يقتربان على الأرجح من نهاية حياتهما العملية. فالدقة القصوى لهذة الأقمار الصناعية لا ترقى إلى مستوى دقة الأقمار الصناعية التجارية الغربية.
وعمدت روسيا كذلك إلى إنتاج عدد قليل من أقمار الاستشعار عن بعد التي يمكن لراداراتها اختراق الغطاء السحابي.
إلى ذلك، فشل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) الروسي البديل، غلوناس، في الارتقاء إلى مستوى التوقعات، ويعتبر بشكل عام أقل موثوقية ودقة للأسلحة الموجهة عبر الأقمار الصناعية من نظيره الأميركي.
قدرات محدودة
ذكرت تقارير عدة عن الحرب في أوكرانيا أن قدرات روسيا في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية محدودة.
ففي أيار/مايو 2022، أشار وزير الدفاع البريطاني بن والاس إلى أنه تم العثور على حطام طائرات القوات الجوية الروسية مع معدات ملاحة غير آمنة وغير معدة للاستخدام العسكري.
وقال والاس "عُثر على أجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمي ملصقة على لوحات القيادة في طائرات [سوخوي] سي يو-34 الروسية التي تم إسقاطها".
ولعل الافتقار إلى قدرات أقمار صناعية قوية، له آثار خطيرة على الجيش الروسي.
فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين في أيار/مايو 2022، أنه في وقت مبكر من الحرب، أظهرت روسيا إلى حد كبير أنها لا تستطيع سوى ضرب أهداف ثابتة مثل المباني بقذائف مدفعية غير موجهة أو هجمات صاروخية.
وعجزت القوات الروسية عن استهداف القوات الأوكرانية وتحريك المركبات بسرعة بالقنابل الموجهة بالليزر أو بالقمر الصناعي.
وأفاد المسؤولون، أن الصواريخ الباليستية الموجهة وصواريخ كروز الروسية التي تطلق من الجو على أهداف في أوكرانيا أخطأت أهدافها أو حتى فشلت تماما بعد إطلاقها.
وفي آذار/مارس 2022، قدر مسؤولون أميركيون أن روسيا تعاني من معدلات فشل تصل إلى 60 في المائة في استخدامها لبعض الصواريخ الموجهة بدقة في الحرب.
التداعيات على إيران
تعتبر إيران متخلفة أكثر من روسيا في تطوير الأقمار الصناعية، ويؤشر ذلك إلى عجزها عن استخدام الذخائر الموجهة بدقة في أي صراع محتمل.
ولم تتمكن طهران من وضع أي قمر صناعي للاستطلاع في المدار إلا في نيسان/أبريل 2020، حين أطلقت قمر الاستطلاع، نور-1، إلى مداره على حاملة الأقمار الصناعية قاصد من قاعدة بالقرب من مدينة شاهرود الإيرانية.
وعانت إيران في السنوات الأخيرة من عدة عمليات إطلاق فاشلة للأقمار الصناعية بسبب مشاكل فنية. وقد شهد صاروخ سيمرغ الذي يحمل قمرا صناعيا خمس عمليات إطلاق فاشلة على التوالي من عام 2017 إلى عام 2021، قبل إطلاقه المداري الأول الناجح في كانون الثاني/يناير الماضي.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته إيران في عملية الإطلاق هذه، ستبقى فعالية الأسلحة الموجهة بدقة التي تستخدمها طهران ضعيفة بدون دعم القوة الصلبة التي تشكلها أقمار الملاحة والاستطلاع.
واضح جدا انه تعليق منحاز
رد