شكلت زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية السابق (سانتكوم) الجنرال مايكل "إيريك" كوريلا إلى مصر في تموز/يوليو الفائت، محطة بارزة أخرى في تاريخ الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة ومصر .
وخلال الزيارة، التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع لإجراء مناقشات استراتيجية والبحث في تعزيزات أساسية للتعاون الدفاعي.
تعود العلاقات الثنائية بين البلدين إلى أمد طويل إذ بدأت مع إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بينهما عام 1922.
وعلى مدى القرن الماضي، تطورت الشراكة لتشمل تصنيف الولايات المتحدة لمصر عام 1989 كـ "حليف رئيس من خارج الناتو".
توسع التعاون العسكري من خلال برامج مثل برنامج الإنتاج المشترك لدبابة إم1إيه1 الذي أُطلق في ثمانينيات القرن الماضي، وهو برنامج عزز قدرات مصر المدرعة.
ومن بين المعالم الرئيسة أيضا إطلاق مناورات النجم الساطع، وهي مناورات عسكرية مشتركة تقام كل عامين وتستمر كنموذج رائد للتعاون العسكري بين الولايات المتحدة ومصر.
وحافظت مصر على دورها كشريك أمني رئيس، حيث شكلت قناة السويس ممرا لوجستيا بالغ الأهمية خلال حرب الخليج عام 1991.
ومنذ ذلك الحين، واصل البلدان تبادل المعلومات الاستخباراتية وإجراء أنشطة عسكرية منتظمة مشتركة بينهما.
وقد نمت الشراكة من خلال التدريبات المشتركة وبرامج المساعدة الأمنية الأميركية التي ساعدت في تحديث القدرات الدفاعية لمصر.
اجتماعات استراتيجية
كان الجنرال كوريلا قد بدأ جولته في الشرق الأوسط بين 20 تموز/يوليو و2 آب/أغسطس بزيارة مصر.
والتقى بالرئيس السيسي لمناقشة خفض التصعيد الإقليمي وتعزيز التعاون العسكري والأمني، إضافة إلى السبل المتبعة لمعالجة الأزمات القائمة.
وأكد المسؤولان الأهمية الحاسمة للتعاون الثنائي في معالجة التهديدات الناشئة وتعزيز السلام والأمن الإقليميين.
بعد ذلك، التقى كوريلا بالفريق أحمد خليفة، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الذي أكد التزام مصر بتعزيز التعاون في مختلف المجالات العسكرية.
وأشاد كوريلا بالدور الحيوي لمصر في الأمن الإقليمي وأكد مجددا استعداد الولايات المتحدة لمواصلة التنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة.
أكدت هذه اللقاءات رفيعة المستوى مكانة الولايات المتحدة كشريك دفاعي موثوق لمصر.
وتعكس اجتماعات كوريلا مع كبار المسؤولين المصريين العلاقة العسكرية الثنائية، المبنية على عقود من التعاون الاستراتيجي والتكامل العملياتي.
وتمتد هذه الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر لتشمل التدريبات وبرامج المعدات والوصول الاستراتيجي، ما يوفر أساسا قويا للتعاون المستقبلي الهادف إلى تعزيز الشرق الأوسط الآمن والمسالم والمزدهر.
في المحصلة، سلطت زيارة الجنرال كوريلا الضوء على هذا الأساس وأشارت إلى استمرار التوافق حول الأهداف الأمنية المشتركة.