سمحت القدرات الجوية والصاروخية الدفاعية لمصر واستضافتها مناورات عسكرية مشتركة متعددة، لها بتثبيت مكانتها كرائدة في الأمن الإقليمي.

وتضم مصر واحدة من أكبر وأكثر القوات الدفاعية الجوية تنظيما في الشرق الأوسط.

وتشمل ترساناتها 12 بطارية صواريخ أرض-جو محسنة طراز هوك ميم-23 مع 78 قاذفة. ويبلغ مدى صاروخ هوك 45 إلى 50 كيلومترا وهو موجه بتوجيه شبه نشط بالرادار.

ويوفر تغطية ضد الطائرات ذات الارتفاع المنخفض إلى المتوسط، ويعتبر نظاما متنقلا يتماشى مع كل الأحوال المناخية ويستخدم خلال النهار والليل.

وعام 1999، اشترت مصر 32 نظاما صاروخيا من طراز باتريوت-3 (ميم-104-إف/باك-3) من الولايات المتحدة مقابل 1.3 مليار دولار. ويعد باك-3 صاروخا فتاكا ذي قدرة عالية على المناورة وصمم لمواجهة الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى.

ومن أنواع الصواريخ الأخرى التي يملكها الجيش المصري الصاروخ شابارال ميم-72إيه/إم48.

وهو نظام صاروخي أرض-جو ذاتي الدفع مصنوع في الولايات المتحدة، يستخدم صواريخ ميم-72 المستندة إلى النظام إيه آي إم-9 سايدويندر والمركبة على آليات مدرعة إم113. ويتراوح مدى الصواريخ بين 55 مترا و9000 متر.

وتكمّل تلك الأنظمة أنظمة صواريخ إيريس-تي إس إل إم الأحدث في مصر ونظام مواجهة المسيرات دي جي-400 المنتجة في مصر.

وتشمل أنظمة إيريس-تي بدائل قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى.

وفي أيلول/سبتمبر 2018، وافقت الحكومة الألمانية على بيع 7 أنظمة تكتيكية متوسطة المدى من طراز إيريس-تي، حسبما ذكر موقع يورايجن تايمز.

وفي وقت لاحق، وقعت القاهرة اتفاقا لشراء 10 بطاريات من نظام الدفاع الجوي الأرضي إس إل أكس إيريس-تي.

ويتألف نظام إيريس-تي ذي المدى المتوسط من وحدة رادار ومركز عمليات تكتيكي وعدة قاذفات صواريخ.

ويوفر حماية شاملة على 360 درجة ضد الطائرات والمروحيات وصواريخ كروز والأسلحة الموجهة، ويسمح بالاشتباك المتزامن مع عدة أهداف من مدى قصير جدا إلى مدى متوسط ضمن فترات زمنية قصيرة للغاية.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2021، أشارت تقارير إلى أن مصر تلقت أول دفعة من صواريخ إيريس-تي متوسطة المدى من ألمانيا.

ومن شأن نظام الدفاع الجوي متوسط المدى أن يعزز اليوم إلى حد كبير القوات الجوية المصرية.

وفي العام 2021، استعرضت مصر أيضا نظام دي جي-400 لمواجهة المسيرات، مقدمة للشركاء الإقليميين لمحة عما قد يبدو عليه المجال الجوي الآمن.

حيث عرضت الهيئة العربية للتصنيع، وهي شركة مصرية، النظام الذي يستطيع التشويش على المسيرات الصغيرة والصغيرة جدا من على بعد يصل إلى 4 كيلومترات.

ويقوم النظام بإعاقة الإشارات المرتبطة بنظام التحكم بالمسيرة عن بعد وعمليات نقل البيانات وأنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية. ويستخدم مركب ترددات رقمية ومضخمات للقدرة تستند إلى تكنولوجيا ترانزيستور زرنيخيد الغاليوم.

وفي هذا السياق، قال محمد الكنعاني الذي يرأس وحدة الدراسات العسكرية في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية لموقع ديفينس نيوز في كانون الأول/ديسمبر 2021 إن "أهمية هذا النظام هي في النمطية التي يتميز بها والتي تسمح بتكوين النظام لأي قطاع أو حماية أحادية الاتجاه ضد هجمات متعددة".

وأضاف أنه يضم عدة تهيئات ويمكن تشغيله بوضع ثابت أو قابل للنشر.

تعزيز الأمن الاقليمي

وتوفر مثل هذه الأنظمة أداة قيّمة لمصر للحفاظ على الأمن الإقليمي.

وفي كانون الثاني/يناير 2022 على سبيل المثال، عرضت القاهرة تزويد الإمارات بمساعدة دفاع جوي لحماية نفسها ضد المسيرات الهجومية الانتحارية المستخدمة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

هذا وتملك مصر أيضا أدوات أخرى سمحت لها بأن تصبح واحدة من القوى الرائدة في المنطقة على صعيد التعاون الأمني.

وقامت الدولة، التي طالما استفادت تاريخيا من المناورات العسكرية، خلال السنوات القليلة الماضية باستخدام تلك المناورات لتعزيز إمكانية التشغيل البيني مع الدول الصديقة، من بينها فرنسا وباكستان والسعودية والإمارات والأردن والبحرين، ولإظهار قدرتها على دمج مخططات المناورات الجوية والبحرية والبرية.

وعلى سبيل المثال، تجري مناورات النجم الساطع نصف السنوية بقيادة مصر والولايات المتحدة بين يومي الخميس، 31 آب/أغسطس، و14 أيلول/سبتمبر هذه السنة في قاعدة محمد نجيب العسكرية.

ومن المتوقع أن تشارك فيها قوات من الولايات المتحدة والهند والسعودية واليونان وقطر.

وتشمل المناورات الأخرى مناورات كليوباترا البحرية لعام 2022 بين مصر وفرنسا والتي جرت في المياه الإقليمية الفرنسية في أيلول/سبتمبر الماضي.

وهدفت المناورات إلى تعزيز التعاون العسكري ورفع الفعالية القتالية للقوات المصرية وتعزيز الأمن في المنطقة.

وشملت هذه المناورات البحرية عدة محاضرات نظرية إضافة إلى جلسات تدريبية حول عمليات الاستطلاع البحري لاعتراض الأهداف البحرية ومواجهة التهديدات غير النمطية وتفتيش السفن المشتبه بها.

كذلك، نظمت قوات الدفاع الجوي المصرية والباكستانية في أيار/مايو 2021 مناورات حراس السماء 1 للمرة الأولى.

وأشار الجيش المصري إلى أن المناورات شملت "إطلاق صواريخ باتجاه أهداف جوية وإطلاق ذخيرة مضادة للطائرات باتجاه أهداف برية وجوية بهدف الكشف عن أهداف العدو وتحديدها والتعامل معها وتدميرها".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2020، استضافت مصر مناورات سيف العرب في مرسى مطروح. وشاركت في المناورات كل من مصر والسعودية والإمارات والأردن والبحرين والسودان.

وسعت المناورات التدريبية إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والدول العربية الأخرى وتطوير أسس التعاون العسكري والتحركات المشتركة.

وفي هذا الإطار، ذكر أحمد عليبة، وهو محلل دفاعي في المركز المصري للدراسات الاستراتيجية لديفينس نيوز في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أن العدد المتزايد من المناورات التي بدأت في العام 2020 أظهر أن القوات المسلحة المصرية لديها القدرات لتنفيذ كل تلك المناورات في الوقت عينه.

وأضاف أن المناورات عكست أيضا قدرات الردع الاستراتيجية لمصر وأنظمة أسلحتها.