التحالفات

الجيش المصري يلعب دورا رئيسا في بسط الاستقرار بإفريقيا والشرق الأوسط

2023-08-01

تعد القوة العسكرية لمصر رصيدا أساسيا في قدرة البلاد على الاستجابة للحوادث الأمنية ونزع فتيل النزاعات، فضلا عن دعم جهودها الدبلوماسية في جميع أنحاء المنطقة.

شارك هذا المقال

القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق محمد زكي يتفقد وحدة من الجيش الميداني الثاني. [القوات المسلحة المصرية]
القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق محمد زكي يتفقد وحدة من الجيش الميداني الثاني. [القوات المسلحة المصرية]

قال خبراء إن قدرات الجيش المصري مكنت مصر من لعب دور قيادي في الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وصنف مؤشر غلوبل فاير باور لعام 2023 مصر على أنها من أفضل 15 قوى عالمية، واحتلت المرتبة 14 من أصل 145 دولة مدرجة في المراجعة السنوية.

وصنفت مصر الأقوى بين الجيوش العربية، تليها السعودية في المرتبة 22 عالميا والثانية عربيا.

ويعتمد الترتيب على عوامل تشمل الوضع الحالي للقدرات العسكرية والمالية واللوجستية والجغرافية، ويأخذ في الاعتبار حجم الدول والتقدم التكنولوجي فيها.

وحدة مدفعية تابعة للجيش المصري خلال تفتيش روتيني. [القوات المسلحة المصرية]
وحدة مدفعية تابعة للجيش المصري خلال تفتيش روتيني. [القوات المسلحة المصرية]
صورة تظهر الفرقاطة القهار من فئة ميكو-إيه200 عند وصولها إلى قاعدة الإسكندرية البحرية للانضمام إلى الأسطول البحري المصري بعد تسليمها في بريمرهافن بألمانيا. [القوات المسلحة المصرية]
صورة تظهر الفرقاطة القهار من فئة ميكو-إيه200 عند وصولها إلى قاعدة الإسكندرية البحرية للانضمام إلى الأسطول البحري المصري بعد تسليمها في بريمرهافن بألمانيا. [القوات المسلحة المصرية]

وبحسب تقديرات مركز كارنيغي للشرق الأوسط في عام 2019، فإن عدد عناصر الجيش في الخدمة والاحتياطي المصري يبلغ نحو 850 ألفا.

وتستخدم مصر عربات مدرعة أميركية وطائرات أميركية، وهناك برنامج تبادل نشط بين الدولتين اللتين تشتركان بانتظام في تدريبات عسكرية متعددة الأطراف في مصر وعبر المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في نيسان/أبريل 2022 إن الولايات المتحدة قدمت لمصر أكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ عام 1978.

ويبلغ متوسط هذه المساعدات العسكرية 1.3 مليار دولار سنويا، وفقا لوزارة الدفاع الأميركية.

ضمان الأمن في إفريقيا

وقال محيي الدين غانم أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن قدرات مصر العسكرية تمكنّها إلى جانب تونس والجزائر من لعب دور رئيس في احتواء الصراع في دولة ليبيا المجاورة.

ومنذ أن أطاحت ثورة بالزعيم العسكري معمر القذافي في عام 2011، تعاني ليبيا منذ أكثر من عقد من صراع متقطع تشارك فيه قوى أجنبية وعدد لا يحصى من الميليشيات.

وأوضح غانم أن أي محاولة مصرية لإنهاء الأزمة الليبية ستلقى بلا شك موافقة ودعما من تونس والجزائر، لأن العلاقات مع الداخل الليبي تعتمد على "العلاقات مع القبائل والعشائر المنتشرة على طول الحدود والتي تتشارك النفوذ على الأراضي الليبية".

وأضاف أن إنهاء الصراع الليبي ووقف سفك دماء محتمل قد يهدد منطقة شمال إفريقيا بأكملها، يشكلان أولوية للدول الثلاث.

وتابع أن الهدوء النسبي الحالي في ليبيا يسمح لكل دولة بالتعامل مع قضايا أمنية أخرى مثل الصراع الداخلي في تونس والتوترات في الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر.

ومن جانبه، قال المحلل العسكري وائل عبد المطلب إن الدول التي تحاول القيام بأي تدخلات سياسية لإنهاء الأزمة الليبية "يجب أن تتمتع بقوة عسكرية تعتمد على قدرات الجيش وبقدرات دبلوماسية كما هي الحال بالنسبة لمصر".

وأكد أن أي خطة سياسية يجب أن تكون مصحوبة بقوة عسكرية لمنع تسلل العدو إلى الداخل المصري.

وأشار عبد المطلب إلى أن مصر "أعادت خلال السنوات الأخيرة قدرات الجيش المصري بكل قطاعاته دون استثناء، وزودته بأسلحة حديثة وتقنيات جديدة في البحر والبر والجو".

وأضاف أن مصر أجرت تدريبات عسكرية مع قوى عالمية "لتعزيز قدرات الجندي المصري".

وفي عام 2021، أجرى الجيش المصري 29 مناورة عسكرية مشتركة مع جيوش نظيرة على الأراضي المصرية، وفقا لمعلومات بيانية نشرها في كانون الثاني/يناير 2022.

وتستضيف مصر أيضا عملية النجم الساطع، وهي أكبر مجموعة مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط وقد بدأت عام 1981 بين مصر والولايات المتحدة قبل أن ينضم إليها عدد كبير من الدول وصل عام 2021 إلى 21.

وأضاف أن "الفترة الماضية أظهرت أن الجيش المصري قادر على ضبط الحدود مع ليبيا وذلك على الرغم من اتساع وصعوبة [المنطقة الحدودية] التي لطالما استخدمت كمعابر آمنة للمهربين والإرهابيين على حد سواء".

وأكد أن طبيعة الصراع الداخلي في ليبيا ووجود الإرهابيين هما عاملان يدفعان مصر إلى "تعزيز هذه القدرات لنشرها عند الحاجة، خاصة إذا كان الأمن القومي مهدد".

وأشار إلى أن الجيش المصري أظهر قدراته في الماضي فمنع الإرهابيين من التسلل إلى مصر وأنقذ المواطنين المصريين في ليبيا واعتقل الإرهابيين الدوليين.

قوة تبسط الاستقرار بالشرق الأوسط

كذلك، سمح الجيش لمصر بالتحرك كقوة تبسط الاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك في ظل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري المصري عبد الكريم أحمد "على الرغم من كل الأصوات المعارضة لتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، إلا أن هذه العلاقات باتت في مرحلة متقدمة للغاية... وستضمن الأمن في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وأشار إلى أن قدرات الجيش المصري تجعله "قوة ضاربة حاسمة في المنطقة في الرد على أي حوادث أمنية قد تقع في بؤر التوتر".

وأضاف أنه إلى جانب القدرات الدبلوماسية المتميزة واستخدام القوة الناعمة، تمكنت مصر من نزع فتيل الصراع في غزة وليبيا ولبنان وسوريا.

وأوضح أحمد أن الدور المصري أصبح محوريا "مع عودة قدرات الجيش المصري إلى ما كانت عليه قبل عقود... خاصة من خلال التحالفات الإقليمية والدولية مع لاعبين رئيسين، ولا سيما الولايات المتحدة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *