التحالفات

الجيشان المصري والأميركي يشكلان قوة مثبتة للاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا

2023-05-22

سيستمر التحالف العسكري القائم منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة في لعب دور محوري لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة في ظل ظهور تهديدات جديدة.

شارك هذا المقال

القوات الأميركية والمصرية خلال المناورات المشتركة باسم النجم الساطع، بالقرب من قاعدة محمد نجيب العسكرية في مصر. [القيادة المركزية]
القوات الأميركية والمصرية خلال المناورات المشتركة باسم النجم الساطع، بالقرب من قاعدة محمد نجيب العسكرية في مصر. [القيادة المركزية]

احتلت مصر المرتبة 15 على لائحة القوى المدرجة على مؤشر غلوبال فاير باور لعام 2023 وتضم أكبر جيش في القارة الإفريقية وواحد من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط، وهو مركز حققته بمساعدة كبيرة من حليفها القديم الولايات المتحدة.

وتستخدم مصر عربات مدرعة أميركية ومقاتلات أميركية، وثمة برنامج تبادل نشط بين الدولتين اللتين تشاركان بانتظام في مناورات تدريبية عسكرية متعددة الأطراف في مصر وجميع أنحاء المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في نيسان/أبريل 2022، إن الولايات المتحدة قدمت لمصر منذ عام 1978 أكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية.

وعليه، تكون الولايات المتحدة قد قدمت سنويا إلى مصر ما متوسطه 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية، بحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يقف إلى جانب وزير الدفاع المصري محمد زكي خلال زيارة قام بها إلى القاهرة في 8 آذار/مارس. [حساب وزير الدفاع لويد ج. أوستن الثالث على تويتر]
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يقف إلى جانب وزير الدفاع المصري محمد زكي خلال زيارة قام بها إلى القاهرة في 8 آذار/مارس. [حساب وزير الدفاع لويد ج. أوستن الثالث على تويتر]
حاملة طائرات أميركية تعبر قناة السويس في عام 2019. [القيادة المركزية الأميركية]
حاملة طائرات أميركية تعبر قناة السويس في عام 2019. [القيادة المركزية الأميركية]

وتعد الدبابة القوة القتالية الأساسية للجيش المصري.

ووفقا لتقرير نشره مركز كارنيغي للشرق الأوسط في شباط/فبراير 2019، جمعت مصر منذ عام 1987 ما مجموعه 1200 دبابة قتال أميركية من طراز إم1إيه1 أبرامز، وذلك في إطار برنامج إنتاج مشترك مع الولايات المتحدة.

وجاء في التقرير "إلى جانب الـ 1700 دبابة الأقدم من طراز إم60 والتي قدمتها الولايات المتحدة ومختلف النماذج السوفياتية المتبقية، تمتلك مصر ما لا يقل عن 4000 دبابة قتالية رئيسية في ما يعد أكبر أسطول من نوعه في المنطقة".

تعزيز القوة البحرية

وتضم مصر التي تسيطر على قناة السويس وتلعب دورا حيويا في تأمين الشحن التجاري والملاحة البحرية في المياه الإقليمية، قوات بحرية مهمة في كل من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.

وعززت مصر قوتها البحرية في السنوات الأخيرة، فقامت بافتتاح قاعدة برنيس العسكرية على ساحل البحر الأحمر بالقرب من أسوان في كانون الثاني/يناير 2020، حسبما ذكر موقع المصري اليوم.

وذكرت وسلية الإعلام أن القاعدة البرية والبحرية والجوية هي الأكبر في إفريقيا، ويمكن أن تستوعب سفنا ضخمة وحاملات طائرات وطائرات عسكرية وطائرات ركاب وسفنا تجارية.

وقالت الرئاسة المصرية إنه تم إنشاء قاعدة برنيس لضمان جهوزية القوات المصرية لتنفيذ جميع المهام التي توكل إليها على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي.

وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قاعدة محمد نجيب غربي الإسكندرية في تموز/يوليو 2017. واستخدمت منذ افتتاحها بكثافة في المناورات العسكرية.

وبحسب المصري اليوم، تمتلك مصر 45 زورق دورية و31 سفينة حربية للألغام و8 غواصات، إضافة إلى 7 سفن حربية من فئة كورفيت و7 فرقاطات وحاملتي طائرات.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2022، تولت مصر قيادة فرقة العمل البحرية المشتركة 153 التي تركز على الأمن البحري الدولي وجهود بناء القدرات في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

مناورات عسكرية متعددة الأطراف

وفي اجتماع عقد يوم 8 آذار/مارس مع وزير الدفاع المصري محمد زكي، أشاد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بتولي مصر قيادة فرقة العمل المشتركة 153، معيدا التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال إن المناورات العسكرية المشتركة المقبلة باسم النجم الساطع 23، تعكس قيادة مصر وقوة التعاون الأميركي-المصري المستمر لتعزيز الأمن الإقليمي والردع الموثوق به.

وأعلن الجيش المصري أن مصر والولايات المتحدة اختتمتا في 20 آذار/مارس فعاليات التدريب المشترك، وقد ضمت وحدات من سلاح المظلات المصري وقوات الصاعقة والقوات الخاصة البحرية والقوات الخاصة الأميركية.

وتلقت القوات الأمنية تدريبات على كيفية اقتحام بؤرة إرهابية داخل منطقة سكنية وتحرير رهائن واعتقال عناصر إرهابية واتخاذ إجراءات لمواجهة العبوات الناسفة.

وقال الجيش المصري إن عناصر القوات الخاصة وقوات البحرية المصرية شاركوا أيضا في المناورات البحرية الدولية المشتركة باسم كتلاس إكسبريس التي أقيمت في البحرين والأردن بين 26 شباط/فبراير و17 آذار/مارس.

وسلط التدريب الضوء على قيمة التعاون الدولي في الحفاظ على الأمن البحري وحماية طرق التجارة العالمية.

وشارك في المناورات نحو 7000 عنصر من 50 دولة بينها الولايات المتحدة، حسبما أفاد موقع الأهرام أونلاين. وخلال جزء من المناورات التي جرت في البحرين، استلمت مصر مركز القيادة والتحكم البحري.

قرن من العلاقات الوثيقة

وفي عام 2022، احتفلت الولايات المتحدة ومصر بمرور مائة عام على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما.

وفي كلمة ترحيب بالسيسي ألقاها في البنتاغون يوم 14 كانون الأول/ديسمبر، أشار أوستن إلى دور مصر القيادي في الشرق الأوسط وإفريقيا وعلى المسرح العالمي.

وقال أوستن إن "الإدارة تقدر تقديرا عاليا قيادة مصر وتعاونها وتحقيق أهدافنا الأمنية المشتركة".

وأثنى على مصر "لشجاعتها عندما قررت أن تصبح أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل" وإشرافها على قناة السويس.

وناقش المسؤولان المجموعة الواسعة من التهديدات التي تشكلها إيران، بما في ذلك تزويد روسيا بالمسيرات التي استخدمت لمهاجمة المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا.

وأشاد أوستن أيضا بأدوار مصر القيادية الإقليمية، بما في ذلك استضافتها مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2022.

وفي أيلول/سبتمبر 2022، اجتمع وفدان رفيعا المستوى من وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الدفاع المصرية في الدورة 33 للجنة التعاون العسكري الأميركية-المصرية في البنتاغون.

وتبادل الوفدان وجهات النظر حول التهديدات الإقليمية والأولويات الأمنية الأميركية والمصرية، وناقشا إمكانية التشغيل البيني بين الولايات المتحدة ومصر والتخطيط الدفاعي والتنسيق المستمر بشأن أمن الحدود وجهود مكافحة الإرهاب.

التعاون في مكافحة الإرهاب

وفي اجتماع مع زكي في البنتاغون في تموز/يوليو 2019، قال وزير الدفاع الأميركي آنذاك مارك إسبر إن الولايات المتحدة تسعى لتوسيع التعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب.

وأشار إلى أن موقع مصر كدولة عربية في إفريقيا والشرق الأوسط يعتبر فريدا لنشر "ثقافة السلام"، كونها عضو في كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.

هذا وأطلقت مصر حملة ناجحة لمكافحة الإرهاب في سيناء ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والجماعات المتطرفة الأخرى.

وفي كلمة ألقاه بسيناء يوم 1 نيسان/أبريل، قال السيسي إن المعركة ضد الإرهاب في شبه الجزيرة التي شهدها العقد الأخير "لا تقل أهمية عن أي قتال خاضته مصر في المعارك السابقة"، وفق ما أورده موقع الأهرام أونلاين.

وأضاف مخاطبا زعماء قبائل سيناء وعناصر الجيشين الميدانيين الثاني والثالث "تذكروا أنه قبل 10 سنوات كان الكثير من الناس يسألون متى سينتهي الإرهاب. اليوم، انتهى بفضلكم".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *