طوال أكثر من 4 عقود، جسدت مناورات النجم الساطع الالتزام الثابت بين مصر والولايات المتحدة في تأمين السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وتجري هذه التدريبات التي تعد المناورات العسكرية متعددة الجنسيات الأكبر في الشرق الأوسط، كل عامين منذ سنة 1981 باستثناء عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19.

وأطلقت الولايات المتحدة ومصر المبادرة وازداد تدريجيا عدد الدول الذي انضم إليهما حتى بلغ 21 دولة عام 2021.

وهذا العام، يشارك أكثر من 8 آلاف عنصر عسكري من 34 دولة في المناورات التي تنظم في مصر خلال الشهر الجاري.

وفي هذا السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا إن "تطور مناورات النجم الساطع يعد أساسيا لتحسين القدرات القتالية للقوات المركزية الأميركية والقوات المسلحة المصرية وجميع القوات الإقليمية الأخرى المشاركة".

وذكر في 27 تموز/يوليو خلال زيارة لمصر استغرقت يومين أن "القيادة المصرية تلعب دورا أساسيا للأمن في المنطقة".

وانضمت إلى المناورات عام 2021 المملكة المتحدة وفرنسا، إضافة إلى قبرص وإيطاليا وإسبانيا واليونان وباكستان.

وضم المشاركون العرب والأفارقة السعودية والأردن والعراق والبحرين والسودان والمغرب والكويت والإمارات وتونس وكينيا ونيجيريا وتنزانيا.

وشارك في المناورات نحو 600 عنصر من الجيش الأميركي.

وتختبر هذه المناورات قدرة الدول على التعاون لمواجهة التحديات الإقليمية في المجالات الجوية والبرية والبحرية والسيبرانية.

وتتكون عادة من تدريب ميداني مع تمرين عسكري مشترك بالذخيرة الحية وتمرين لمركز القيادة وندوة لكبار القادة حول مختلف التحديات الأمنية.

المساهمة في حفظ السلام

ويستند النجم الساطع إلى العلاقة الأمنية الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة والتي تلعب دورا رياديا في الأمن الإقليمي وجهود مكافحة انتشار التطرف.

وقال محلل الشؤون الأمنية المصري العميد خالد عكاشة إن المناورات ساعدت القوات المصرية والأميركية في الاستعداد لمجموعة من التحديات الأمنية والإرهابية.

وأضاف عكاشة أنه يتم اختبار أحدث التطورات التكنولوجية وتقييم مدى ملاءمتها لمختلف المواقف القتالية في كل نسخة من المناورات العسكرية.

ومن جهته، قال المراقب العسكري اللواء (المتقاعد) محمد الغباري إن "مناورات النجم الساطع تعتبر من أهم المناورات المشتركة في العالم، وقد لعبت على مدى عقود دورا رئيسيا في تطوير التعاون وتبادل الخبرات بين مصر والولايات المتحدة".

وأضاف أن المناورات لطالما تضمنت "اختبار تقنيات حربية جديدة لتدريب الجيوش المشاركة على استخدامها".

وأشار إلى أن تدريب المجموعات القتالية من دول مختلفة على تنفيذ مهام مشتركة يعزز إلى حد كبير من قدرتها على التعاون في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.

وبدوره، قال اللواء المصري (المتقاعد) محمد الشهاوي مستشار كلية القيادة والأركان بالجيش إن مناورات "النجم الساطع نجحت على مر السنين في زيادة التعاون بين الدول بهدف تحقيق الأمن والسلام في المنطقة".

وأشار إلى أنها رفعت مستوى التعاون بين القوات المسلحة المصرية ونظيرتها الأميركية إلى "مستوى غير مسبوق".

وأكد أن المناورات تلعب "دورا رئيسيا في توحيد مفاهيم التحديات المشتركة ومجالات التعاون بين مصر والولايات المتحدة".

وأضاف أن هذا التقدم سيساهم بدوره في نجاح أي عمليات مشتركة مستقبلية لمواجهة التهديدات التي تطال السلم والأمن الدوليين.