عززت مصر مكانتها كشريك رئيس في تحقيق الأمن البحري بمنطقة البحر الأحمر، وذلك عبر توليها قيادة قوة المهام المشتركة 153 للمرة الثانية في 9 نيسان/أبريل.
وسلم الكابتن خورخي ماكي من البحرية الملكية الأسترالية قيادة قوة المهام إلى العميد البحري المصري محمد رسمي خلال حفل أقيم في البحرين برئاسة نائب الأدميرال في البحرية الأميركية جورج ويكوف، قائد القوات البحرية المشتركة.
تعمل قوة المهام 153، التي أنشأتها البحرية الأميركية في نيسان/أبريل 2022، كإحدى خمس قوات مهام تابعة للقوات البحرية المشتركة، وهي شراكة بحرية تضم 46 دولة وتوفر الأمن على مساحة 3.2 مليون ميل مربع من المياه الدولية.
وتركز مهمة قوة المهام على عمليات الأمن البحري الدولي وبناء القدرات وردع الجهات الفاعلة غير الحكومية وغير المشروعة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وهي من أهم الممرات الملاحية في العالم التي تربط البحر الأبيض المتوسط، عبر قناة السويس، بالمحيط الهندي.
تنقل هذه الممرات البحرية الحيوية سنويا عبر مضيق باب المندب ما بين 10و12 في المائة من التجارة البحرية الدولية.
وفي أضيق نقطة، يبلغ عرض المضيق 30 كيلومترا فقط، ما يجعل الملاحة فيه صعبة حتى في الظروف السلمية.
القيادة المصرية
تولت مصر قيادة قوة المهام 153 لأول مرة في كانون الأول/ديسمبر 2022، لتصبح أول دولة شريكة تتولى قيادة هذه القوة، وذلك عند انتقال القيادة من الولايات المتحدة إلى العميد البحري المصري محمود عبد الستار خلال مراسم أُقيمت في البحرين.
وامتدت فترة القيادة الأولى هذه مدة ستة أشهر حتى حزيران/يونيو 2023، لتسجل بذلك المرة الأولى التي تتولى فيها البحرية المصرية قيادة طاقم عمليات تابع للقوات البحرية المشتركة منذ انضمامها إلى التحالف في عام 2021.
تُعد القوات البحرية المصرية، وهي الفرع البحري للقوات المسلحة المصرية، في المرتبة الثالثة عشرة بين أكبر القوات البحرية في العالم، إذ تمتلك في أسطولها 101 وحدة نشطة.
ومنذ عام 1990، تشتري مصر سفنا من الولايات المتحدة واستحوذت على ما يقرب من 30 سفينة للبحرية المصرية، بما في ذلك صائدات الألغام وسفن المسح وزوارق الدوريات.
وتشغّل البحرية سفنا أميركية الصنع مثل الفرقاطات من فئة أوليفر هازارد بيري وصائدات الألغام من فئة أوسبري.
تحمي البحرية أكثر من 2000 كيلومتر من السواحل على طول البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتدافع عن مداخل قناة السويس وتدعم عمليات الجيش.
وكجزء من تدريبات النجم الساطع 2025، من المتوقع أن تجري البحرية المصرية وربما عناصر من قوة المهام المشتركة 153 تدريبات لتعزيز التشغيل البيني والأمن الإقليمي، بما في ذلك سيناريوهات الحرب التقليدية وغير التقليدية مثل مكافحة الإرهاب والأمن البحري.
وتضمنت التدريبات التقليدية أيضا عمليات الإنقاذ ليلا ونهارا، بالإضافة إلى التدريب على التشكيلات البحرية ومناورات إطلاق النار الحي.