صاروخ ستاندرد 2 (إس إم-2) هو صاروخ رئيس مضاد للطائرات تستخدمه البحرية الأميركية، ويشكل العمود الفقري للدفاع الجوي عن أسطولها في المناطق الواسعة، وللدفاع الذاتي عن السفن ضمن المديات المتوسطة إلى البعيدة.
مع تزويده برأس حربي تفجيري تجزيئي وصمّام يعمل بالرادار أو بالتماس، يؤمن صاروخ إس إم 2 الحماية ضد صواريخ مضادة للسفن والطائرات، بالإضافة إلى التهديدات التي تحلق على مقربة من سطح الماء.
وفي حين يُستخدم صاروخ إس إم 2 بشكل أساسي للدفاع الجوي عن الأسطول والدفاع الذاتي عن السفن، إلا أنه يمكن استخدامه أيضا بقدرة محدودة لاستهداف السفن السطحية.
تم دمج صاروخ إس إم 2 ضمن منظومة الأسلحة إيجيس على متن الطرادات من فئة تيكونديروجا والمدمرات من فئة أرلي بيرك، كما يتم استخدامه أيضا من قبل بحريات حليفة، بما في ذلك أستراليا واليابان وهولندا وألمانيا وإسبانيا.
تشمل النماذج المختلفة صاروخ إس إم 2 وصاروخ إس إم 3 (المضاد للصواريخ البالستية)، وصاروخ إس إم 6 (بعيد المدى وذات توجيه نشط)، ما يتيح دفاعا جويا بحريا متعدد الطبقات.
صُمّم صاروخ إس إم 3 لاعتراض الصواريخ البالستية خارج الغلاف الجوي خلال المرحلة الوسطى من مسارها، في حين يُستخدم صاروخ إس إم 2 لاعتراض الطائرات وصواريخ الكروز في المرحلة النهائية من مسارها. أما صاروخ إس إم 6، فيوفر دفاعا جويا خلف الأفق.
يتم إطلاق هذه الصواريخ الاعتراضية من نظام الإطلاق العمودي إم كاي 41 (في إل إس)، وتعتمد على رؤوس حربية تفجيرية تجزيئية لتدمير أهدافها.
تستخدم طرادات ومدمرات البحرية الأميركية منظومة القتال إيجيس لدمج صواريخ إس إم 2 وإس إم 3 وإس إم 6، وصاروخ النسر البحري المطور، وغيرها من أنظمة الدفاع.
تستخدم منظومة القتال إيجيس مجموعة معقدة من الرادارات وأجهزة الاستشعار لتتبع الأهداف المعادية وتحديد هويتها وتدميرها، ما يوفر الحماية للسفن البحرية من التهديدات الجوية العدائية وصواريخ الكروز.
مع قدرتها على ربط بيانات أجهزة الاستشعار من مصادر متعددة ومن الصواريخ المختلفة، هذه المنظومة هي التي تمنح مدمرات فئة أرلي بيرك تفوقها في المعارك.
إن القدرة على اعتراض التهديدات التي تحلق على ارتفاع منخفض وصواريخ الكروز والطائرات على مسافات، بعيدة تدعم بشكل مباشر نظام الدفاع الجوي والصاروخي متعدد الطبقات للجيش الأميركي.
الترقية البلوكية
تضمن عمليات تحديث وتطوير نسخ الصواريخ المستمرة حفاظ القوات البحرية الأميركية وشركائها على ردع قوي وفعّال في ظل التهديدات الإقليمية المتطورة.
تطور صاروخ إس إم 2 عبر عدة نسخ مطورة، صُممت كل منها لتلبية المتطلبات المتغيرة للحروب البحرية الحديثة.
تقدّم سلسلة البلوك 3 بما في ذلك 3 و3إيه و3بي، أداء متوسط المدى يصل إلى نحو 166 كيلومترا، وتعتمد على نظام توجيه راداري شبه نشط.
قدمت نسخ البلوك 3إيه و3بي قدرات توجيه متقدمة أكثر، باستخدام كل من كاشفات الرادار الموجة المستمرة والموجة المستمرة المتقطعة لتحسين الدقة والقدرة على التكيف.
حسنت نسخة البلوك 3بي استهدافها أكثر عبر الاستحواذ الحراري المستقل بالأشعة تحت الحمراء، ما يمكن الصاروخ من التركيز على التهديدات منخفضة الإشارة أو الخصوم الذين يستخدمون وسائل التشويش الإلكترونية.
يتضمن أحدث برنامج تحديث كاشف البلوك 3سي كاشفا ثنائي الوضع يجمع بين التوجيه شبه النشط والتوجيه النشط.
يتميز صاروخ إس إم-2 بلوك 4 بمدى ونطاق تغطية أكبر، إذ يحتوي على نظام دفع ذات مرحلتين وكاشف راداري شبه نشط متطور، ما يمدد مداه ليصل إلى ما بين 185 و370 كيلومترا.
تشكل هذه النسخ مجتمعة إطارا دفاعيا متعدد الطبقات وقابل للتكيف، قادر على التصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الجوية والسطحية.
التحقق الميداني
أجرت مدمرة البحرية الأميركية الأكثر تطورا، يو إس إس زوموالت، أول إطلاق حي لصاروخ ستاندرد إس إم 2 بلوك 3إيه في تشرين الأول/أكتوبر 2020.
أُطلق الصاروخ من نظام الإطلاق العمودي إم كاي 57 على متن السفينة خلال اختبار قبالة سواحل بوينت موغو في كاليفورنيا، حيث نجح في اعتراض وتدمير هدف بديل لصاروخ كروز دون سرعة الصوت.
مثل هذا الاختبار تحققا حيويا لعدة أنظمة رئيسة على متن السفينة، بما في ذلك رادار إيه إن/سباي-3 ونظام الإطلاق العمودي (في إل إس)، وقدرة الاشتباك التعاونية (سي إي سي)، وبيئة الحوسبة المتكاملة بالكامل للسفينة.
تُمكن هذه الأنظمة مجتمعة سفينة زوموالت من اكتشاف وتتبع والتصدي للتهديدات الجوية بمستوى عال من الأتمتة والتنسيق لم يكن موجودا في المنصات السابقة.