تعمل الولايات المتحدة على دمج أنظمة الدفاع الصاروخي الرئيسية في إطار سعيها لمواجهة التهديدات المتطورة بشكل متزايد.
حقّقت وكالة الدفاع الصاروخي والجيش الأميركي إنجازا بالغ الأهمية في آذار/مارس 2022 من خلال دمج باك-3 لتعزيز المكون الصاروخي التابع لباتريوت في نظام الدفاع الصاروخي الدفاعي الطرفي عالي الارتفاع (ثاد).
وخلال الاختبار، نجح نظام ثاد في إطلاق صاروخ طراز باك-3 واعتراض صاروخ باليستي، وذلك من دون وحدة إطلاق باتريوت.
ويتيح التكامل مع نظام ثاد إطلاق صاروخ باك-3 لتعزيز المكون الصاروخي في وقت أبكر، مما يوفر زمن طيران أطول ومرونة أكبر للولايات المتحدة وشركائها الأمنيين.
وإن باتريوت كناية عن نظام دفاع صاروخي أرض-جو متحرك ومتطور تستخدمه الولايات المتحدة والعديد من شركائها.
ويعد باك-3 لتعزيز المكون الصاروخي الفتاك من أبرز مكونات هذا النظام، وهو صاروخ اعتراضي متطور يتميز بمحرك صاروخي صلب مزدوج النبضة أكبر وزعانف أوسع ومشغلات محسنة وبطاريات حرارية لإطالة المدى وزيادة القدرة الحركية.
وصُمم نظام باتريوت ولا سيما نسخة باك-3 لاعتراض الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ الموجهة والطائرات على ارتفاعات منخفضة إلى متوسطة ضمن مدى يتراوح عادة بين 40 و60 كيلومترا.
وفي المقابل، صُمم نظام ثاد لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات أعلى مما يوفر نهجا دفاعيا متعدد الطبقات.
ويتألف نظام ثاد من معزز أحادي المرحلة ومركبة قتل حركية تستخدم تقنية الضرب للقتل لتدمير الأهداف. وتستطيع صواريخ ثاد الاعتراضية بلوغ سرعات تصل إلى 8 ماخ لاعتراض الصواريخ القادمة داخل الغلاف الجوي وخارجه.
ويمكن أن تغطي هذه الصواريخ مدى يتراوح بين 150 و 200 كيلومتر.
ويتمتع نظام ثاد بسجل مثالي في اختبارات الطيران، إذ حقق 17 اعتراضا ناجحا من أصل 17 وكانت صواريخ ثاد الاعتراضية مستخدمة في 16 من هذه الاختبارات.
تكامل لينك 16
يُذكر أن التكامل بين نظامي باتريوت وثاد بات ممكنا بفضل لينك 16، وهي شبكة ربط بيانات تكتيكية عسكرية تستخدمها الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها.
ويتيح لينك 16 تبادل البيانات التكتيكية في الوقت الحقيقي، بما في ذلك معلومات التتبع والنصوص والصوت والصور بين الشركاء والمنصات. ويعزز الوعي الظرفي والتشغيل البيني بين مختلف المجالات.
ومن المكونات الرئيسية أيضا في بنية الدفاع الصاروخي المتكاملة، نظام الدفاع الصاروخي الباليستي إيجيس المدمج مع لينك 16.
ويتم نشر نظام إيجيس على متن السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية وقد صمم لاعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة إلى المتوسطة المدى.
ويمكن للسفن المجهزة بنظام إيجيس الاشتباك مع التهديدات الجوية في مرحلة منتصف التحليق باستخدام صاروخ ستاندارد ميسايل 3.
وفي الوقت نفسه، يوفر ستاندارد ميسايل 2 الدفاع ضد الصواريخ في مرحلة الطيران النهائية الخاصة بها، علما أن البديل ذا المدى الموسع ستاندارد ميسايل 6 يوفر الدفاع عبر الأفق.
وتُطلق هذه الصواريخ الاعتراضية من نظام الإطلاق العمودي إم كيه 41 وتستفيد من الرؤوس الحربية ذات الشظايا الانفجارية لتدمير أهدافها.
ومن المخطط إجراء سلسلة من الترقيات لبعض الطرازات مثل بلوك 1بي و2آي و2بي، في ظل تزايد الطلب على الدفاع الصاروخي المتكامل والدور الأساسي لأنظمة الدفاع البحرية.