يُعد الصاروخ القياسي 3 (إس إم-3) ريم-161 التابع للبحرية الأميركية حجر الأساس في الدفاع البحري ضد الصواريخ الباليستية، إذ يوفر الحماية للقوات البحرية والحلفاء الإقليميين من التهديدات الحديثة.
ما يميز صاروخ إس إم-3 هو قدرته على تدمير الصواريخ الباليستية القادمة في منتصف مسار طيرانها – خارج الغلاف الجوي للأرض – وذلك باستخدام القوة الحركية الخالصة بدلا من رأس حربي متفجر.
توفر هذه الطريقة إصابة مباشرة بطاقة كافية لتدمير الأهداف عالية السرعة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
بفضل قدرته على الوصول إلى خارج الغلاف الجوي، ونظم التوجيه المتطورة، واندماجه مع منصات إيجيس على السفن أو على البر، يوفر صاروخ إس إم 3 دفاعا متعدد الطبقات ومرنا ضد بعض أكثر التهديدات الصاروخية تعقيدا.
يُعد صاروخ إس إم-3 واحدا من عدة نسخ من الصواريخ القياسية، والتي تُمكن من توفير دفاع جوي بحري متعدد المستويات. ويُستخدم صاروخ إس إم-2 لاعتراض الطائرات والصواريخ الجوالة في المرحلة النهائية من مسارها، بينما يوفر صاروخ إس إم-6 دفاعا يتجاوز الأفق.
تستخدم الطرادات والمدمرات التابعة للبحرية الأميركية نظام القتال إيجيس، الذي يعتمد على مجموعة معقدة من الرادارات والمستشعرات، لدمج صواريخ إس إم-2 وإس إم-3 وإس إم-6 وصاروخ إيفولفد سي سبارو وأنظمة دفاعية أخرى.
تستخدم السفن المزودة بنظام إيجيس رادار إيه إن/سباي-1 لرصد الصواريخ القادمة، قبل أن تطلق صواريخ الاعتراض من أنظمة الإطلاق العمودي إم كاي 41 (في إل إس).
طاقة ثلاثية المراحل
ولأن نظام إس إم-3 مستمد من نفس أنظمة التعزيز والتحكم المستخدمة في إس إم-2 بلوك 4، فهو يضيف محرك صاروخي جديد في المرحلة الثالثة مصمم لاعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي، ما يوسع القدرات الدفاعية لنظام إيجيس.
يعمل الصاروخ على مراحل. خلال المرحلتين الأوليتين، يقوم معزز صلب الوقود إم كاي 72 ومحرك الدفع المزدوج إم كاي 104 بإطلاق الصاروخ وتوجيهه بدقة عبر الغلاف الجوي.
بمجرد خروج الصاروخ من الغلاف الجوي، يشتعل محرك المرحلة الثالثة إم كاي 136، دافعا الصاروخ المعترض إلى الفضاء.
هناك، ينفصل رأس الحرب الحركي الخفيف الوزن خارج الغلاف الجوي(إل إي إيه بي) ويتوجه نحو هدفه، موجهًا بواسطة حساسات تحت الحمراء ونظام التحكم في التوجيه والمناورة القابل للتعديل من شركة إيرو جيت (تي دي إيه سي إس).
يتلقى أيضا تحديثات مستمرة خلال منتصف مساره، وذلك من السفينة المُطلقة ونظام تحديد المواقع العالمي.
يُصدر صاروخ إس إم-3 أكثر من 130 ميغاجول من الطاقة التدميرية، وهو مصمم لتحييد الرؤوس الحربية القادرة على المناورة حتى خلال مرحلة منتصف مساره. وقد تطور عبر سلسلة من تحديثات بلوك، حيث توسعت قدراته ومداه مع كل إصدار جديد.
نسخ الصاروخ القياسي 3
تم تصميم نسختي إس إم-3 بلوك 1إيه و1بي لمواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.
قدمت نسخة بلوك آي بي كاشفا أكثر تطورا وحسنت قدرة الصاروخ على التمييز بين الرؤوس الحربية الحقيقية والخدع، ما عزز دقته خلال المواجهات السريعة في منتصف المسار.
التحديث الأكبر جاء مع تطوير نسخة بلوك 2إيه، وهي نسخة أكبر وأكثر قوة تم تطويرها بالشراكة مع اليابان.
بفضل جسمه الأعرض الذي يبلغ 21 بوصة ورأسه الحربي الحركي المطور ومحركه الأسرع احتراقا، يستطيع صاروخ بلوك 2إيه بلوغ سرعات تتجاوز 13 ماخ والاشتباك مع الأهداف على ارتفاعات أعلى بكثير.
في اختبار أجري في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أطلقت الغواصة الأمريكية جون فين صاروخ إس إم-3 بلوك 2إيه الذي اعترض بنجاح هدفا من فئة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في الفضاء شمال شرق هاواي، وهي المرة الأولى على الإطلاق التي يحقق فيها صاروخ اعتراضي بحري مثل هذا الإنجاز.
صاروخ إس إم-3 لا يقتصر على السفن فقط، بل تُستخدم أيضا نُسَخه البرية في منشآت إيجيسعلى الشاطئ مثل المنشأة الموجودة في رومانيا، حيث يتم تشغيل صواريخ الاعتراض من طراز بلوك 1بي عبر قواذف الإطلاق من نوع إم كاي 41، لتوفير الحماية لأوروبا من التهديدات الباليستية القصيرة إلى المتوسطة المدى.